عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-26, 04:45 AM   #27
المهندس عبدالله الضالعي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-03
المشاركات: 3,359
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ganoob67 مشاهدة المشاركة
في إطار متابعتي لتغطية العضو "تيس الحافة" لإجتماع إتحاد شباب الجنوب واتحاد طلاب الجنوب في لبعوس وذلك لدمج الاتحادين في مكون واحد وتحت مسمى واحد و بنفس الطريقة التي فشلت مرات و مرات سواء مع الشباب أو الكبار... لفتت نظري مداخلة الأخ "بائع المسك" التي قررت أرد عليها إلا أن الرد تشعب و طال و دخل في مجالات أخرى حتى قررت أن أنزله كموضوع مستقل لأنه لا يتناول قضية توحيد الشباب فقط بل يتعداها إلى مناقشة قضية توحيد مكونات الحراك بشكل عام.


هل تعلمون أخواني ماهي الآفة التي بُلينا بها؟.... إنها الوحدة... رغبتنا العارمة في التوحد هي سبب كل مصائبنا ... نحن نريد توحيد كل شئ في حياتنا حتى صارت الوحدة هدفنا الأسمى في كل نواحي حياتنا نتوحد في الظلم و نتوحد في الألم و نتوحد في الإختلاف. منذ نعومة أظفارنا و نحن نحلم بالوحدة العربية و الوحدة اليمنية و نحلم بتوحيد القيادة و توحيد الحزب و توحيد الزي المدرسي و توحيد تفكيرنا و أذواقنا حتى صرنا قطيعا يُسيّر برموت كنترول إسمه الوحدة حتى صارت كابوسا يقض مضاجعنا. إننا شعب يمكن في سبيل الوحدة أن يتخلى عن كل مبادئه و يسخر كل إمكانياته و كأن الحياة لا معنى لها دون الوحدة. في الوقت الذي غرقت فيه الأمة العربية حتى الثمالة في مستنقع فكري إسمه الوحدة العربية و القومية العربية كانت الأمم والشعوب الأخرى تشق طريقها بثقة نحو الأمام و تتقدم في جميع مجالات التطور و تصنع لنفسها حضارة و تنعم بحياة كريمة حتى صارت تنافس الغرب في قوة إقتصادها و نحن العرب محلك سر نتوحد في شكل الزعيم الرمز الذي يصارع الموت لأنه بلغ من العمر عتيا أو نتوحد في شكل وطن أكله الفساد أو حتى في شكل شيخ قبيلة يبحث عن أموال و فتات يتسولها في صنعاء.

لقد تم تجميع قيادة شبابنا في يافع و وُضعت أمامهم مهمة عصية فشل في تحقيقها الكبار ألا و هي التوحد و تم و أكاد أتخيل حجم الضغط النفسي الواقع عليهم من أجل التوحد و كل من لا يوافق على توحدهم فهو مارق و خارج عن الإجماع ... و بأبوية رعناء يحاول الآباء الفاشلون أن يقودوا الأبناء لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه لأنفسهم و يزجون بشبابنا في نفس النفق الذي لم يستطيع أن يتحرر منه الآباء ليتكرر الفشل الذي سوف تُحمّل مسؤوليته هذه المرة ظلما للأبناء "الشباب" و نتحمل تبعاته جميعنا دون إستثناء إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان. كلنا نعلم أن تجريب المجرب هو غباء مركب خاصة عندما يتم توارثه جيل بعد آخر فهل للآباء أن ينصحوا الأبناء بأن يسلكوا طريقا مغايرا ربما يقود إلى النجاح. للأسف الشديد بدلا من أن يكون الهدف الذي نسعى إليه هو الإستقلال صار هدفنا هو التوحد و الإندماج.... و صرنا منذ عام 2008 لا هم لنا و لا هدف سوى توحيد الحراك و توحيد القيادة و توحيد الشباب و ... و .... حتى صرنا في محاولاتنا العقيمة للتوحد نتخبط في ظلمات مشاكلنا كالعميان.

هل يعتقد المجتمعون و من دعاهم إلى يافع لإجتماع حُسم أمر فشله قبل إنعقاده بوضع أجندة مستحيلة و غير مفيدة بالمرة بأنه لو تحقق ما كانوا يصبون إليه و تم الإعلان عن قيادة موحدة أن المشاكل تكون قد إنتهت؟ بل أم المشاكل كانت ستبدأ لأن تنفيذ الإندماج على مستوى القاعدة كان سيفشل لأنه هو الأصعب و هو الأعقد و هو مالم يتم الإعداد له بعد. و كما أشار الأخ بائع المسك أن توحيد الأطر المؤسسية يتم من الأدنى إلى الأعلى و ليس العكس. و لا أدل على ذلك من فشل الوحدات العربية العقيمة فقد توحدت القيادتين المصرية و السورية و لم يتوحد الشعبان... و توحد العليان في جنوب الجزيرة و ماتوحدت الحكومتات و لا توحدت الوزارات أو الإدارات رغم أنه كان على رأس كل وزارة و زير واحد. ألا تتذكرون كيف كان في كل وزارة أقسام للجنوبيين و أخرى للشماليين تماما كما كانت في الجيش وحدات شمالية و أخرى جنوبية؟ وفي المقابل نرى دول الإتحاد الأروبي تعمل منذ حوالي ستين عاما و حققت ما هو أكثر من التوحد!!

كان على القيادتين المجتمعتين أن تضع نصب أعينها هدف تطوير مستوى التنسيق فيما بينها و وضع آلية لخلق التوافق و الإنسجام بين مكوناتها سواء على مستوى القيادة أو القاعدة بدلا من الجري وراء سراب سيكون سببا في ضياعهم و ضياع الحراك في صحراء البحث عن الذات. و هذا الأمر ينطبق أيضا على قيادات الحراك التي تسعى جاهدة للتوحد متناسية أن التناغم و التنسيق بين مكوناتها هو الأكثر واقعية و أزعم أيضا أنه الأكثر فعالية. لقد صار السعي المحموم نحو وهم التوحد سببا رئيسيا للتمزق الذي يعيشه الحراك و أصبح يشكل خطورة أكبر على الحراك من التعدد و الإختلاف الذي نكاك نكون قد تعودنا عليه. و في هذا السياق أتنبأ لمحاولة القائد حسن باعوم بتوحيد الحراك بالفشل لأننا غير قادرين على التوحد بالطرق التقليدية.

هناك مقولة شهيرة لمدرب كرة السلة الأمريكي الأسطوري جون وودن الذي ألف كتبا صارت طريقا للحياة يتعلم منها الأخرون.."لا تجعل ما لا تستطيع تحقيقه يعرقلك عن تنفيذ ما تستطيع تحقيقه" فإذا كنا لا نستطيع تحقيق وحدة القيادة فلماذا لا نعمل على تحقيق التنسيق و الإنسجام بين القيادات بعيدا عن هم التوحد الذي سيجلب معه بالتأكيد إقصاء لأطراف ما.... إن كنا لا نستطيع توحيد الحراك فلماذا لا نعمل على تطوير أسلوب عمل الحراك و خلق التنسيق التام بين مكوناته و ذلك من الأدنى إلى الأعلى. و كمثال عملي... المركز الذي يوجد فيها ثلاثة من مكونات الحراك يتم الإتفاق على أن تشكيل مجلس تنسيق من ثلاثة أشخاص (ممثل عن كل مكون) لا يتم القيام بفعالية أو إصدار أي بيان إلا بعد تداوله بينهم و كل منهم يتداوله أيضا في إطار المكون الذي يمثله... و هكذا الأمر على صعيد المديرية و المحافظة و القيادة العليا. مع التأكيد على أهمية التوحد على مستوى القاعدة لأنه الأصعب و الأكثر فعالية... أما لقيادات العليا فإن عدم زرعها للشقاق و التنافر بين قواعدها و كذا إمتناعها عن ترحيل خلافاتها للقاعدة سوف يكون نجاحا كبيرا يشكرون عليه.

في هذا السياق دعونا ندعوا قادة الحراك و قواعده للتوقف عن السعي نحو هدف التوحد الذي صار سببا للفرقة و التركيز على هدف الإستقلال و إتخاذ التنسيق بين مكونات الحراك وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى.






ومن اكثر مايثير انتباه المتابع لماجرى بين الشباب هو اقتفاء اثر الكبار في التسمية والمبادىء والاهداف حتى يخيل للمتابع انه يسمع ويقرا مايخص مجلس الحراك وليس اتحاد للشباب والطلاب الذي يدعون انه يملك استقلالية خاصه به ..
ورغم حشر مسمى الطلاب تحت عباءة هذا الاتحاد الا ان المبادىء والاهداف خلت من الاشارة الى مايمكن الاستدلال به ان هذا الاتحاد القادم سيكون من مهامه رعاية طلاب الجنوب الذين لايحضون باي رعاية من المنظمات والنقابات التي ينشأها المحتل ويفقدهم اي امل بان القادم هو ملجاهم للدفاع عن انفسهم وحقوقهم ووعاء يحققون بداخله التظامن المتبادل في وجه الممارسات المتعسفة التي تطالهم وتسعى لتدمير مستقبلهم بل بالغ البعض في تطرفة بان مجرد ذكر مطالب طلاب الجنوب وتبنيها هو نوع من التنازل عن الهدف الاسمى وهو الاستقلال ولذلك كان الاصرار على اضافة عبارة لتحريرالجنوب الى مسمى الاتحاد كدليل على التمسك بالهدف السامي وهو استقلال الجنوب وبذلك فان اتحادطلبة فلسطين وفقا لهذة النظرة يعتبر متنازلا عن تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي ومثلة كل الاتحادات الطلابية التي تم انشاءها ابان وقوع بلدانها تحت الاحتلال والتي لم يحمل اي منها اسم تحرير بلادة رغم ان تلك الاتحادات اسهمت بدور كبير في تحرير بلدانها .. وبوجود تلك التسمية والمبادىء والاهداف المعلنه اجزم ان مثل هذه الاتحادات لن تستطيع جذب الشباب والطلاب الجنوبيون اليها خاصة اؤلئك الذين لازالوا على مقاعد المدارس والجامعات ...
واذا علمنا ان ميدان النشاط الرئيسي المفترض لهيئات الطلبة والشباب هي مدينة عدن كميدان رئيسي فاننا نستنتج انها لن تتمكن من تمثيل نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة لاننا نعلم علم اليقين ان طلاب الجنوب المتواجدين في عدن سواء كانوا من ابناء عدن او الارياف انهم جميعا لايحبذون العمل والانظمام بشكل علني الى اي مكون يحمل مسمى التحرير كهدف معلن حتى لو كانوا مؤمنين بهذا الهدف ويسعون لتحقيقة الا انهم يفضلون النشاط تحت يفط اخرى يخفون وراءها الهدف الحقيقي لمسعاهم وذلك نتيجه لانهم يجدوا انفسهم مكشوفين امام ضربات المحتل واجهزتة القمعية الذين يعرفوا جيدا ان احتمال ضرباتها القمعية كانت سببا لنزوح عدد من القادة والنشطاء الى الارياف تجنبا لضربات اجهزة المحتل القمعية بعد ان اعلنوا نياتهم لتبنى هدف التحرير والاستقلال للجنوب فهل سيقبل طلابنا الجنوبيون المتواجدين في عدن ان يتحولوا الى نازحين في الارياف اذا ارتصوا خلف اتحاد يعلن تبنية للتحرير اسما وهدفا ويتخلى عن كل التزاماته امامهم كشباب ليثبت لنا التزامه بالتحرير تشبها بالمكونات والهيئات الاخرى وهل تدمير مستقبل شباب الجامعات وطلاب الثانويات هو الدليل القاطع على الاخلاص للجنوب والسعي لتحريرة ... وهل ستكون للمهندسين نقابة لتحريرالجنوب ونقابة الاطباء لتحريرالجنوب ونقابة السائقين والمعلمين لتحرير الجنوب حتى نثبت جميعا اخلاصنا للهدف ونتوحد جميعا بتسمية تحرير الجنوب ولكننا حينها سنحرر الجنوب من القوى القادرة على بنائة وتطويره بعد التحرير

المهندس عبدالله الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس