عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-31, 03:35 PM   #1
بندر جديد
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 151
افتراضي هل حرية الرأي محدودة وذات اتجاه واحد في هذا المنتدى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bakre مشاهدة المشاركة
فلنستمع للعطاس هذه المرة ( بقلم : ناصر قحطان ) صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 30 – 8 – 2010
أثارت الزيارة الأخيرة للرئيسين الجنوبيين حيدرأبو بكر العطاس وعلي ناصرمحمد ورفقاؤهما لبريطانيا الكثير من الجدل بين الجنوبيين الساعين للإنعتاق من ورطة 1990 وحركت المياه الآسنة في مجرى القضية الجنوبية المشتعلة منذ أعوام. ومع تحريك المياه الآسنة حركت الزيارة العقول الآسنة كذلك التي ترفض الاعتراف بأخطائها السابقة وبأخطائها الحالية أيضاً. عقول تتعامل مع الجنوبيين من منطلق "لا أريكم إلا ما أرى". عقول تزايد على الجنوبيين بالسقف العالي في نفس الوقت التي تريد فيه أن تجني ثمار السقف المعتدل التي تحاربه وتخونه ليلاً نهاراً. عقول لم تكتفي من العنتريات التي دمرت الجنوب منذ 1967 وقبل ذلك أيضاً.

مثل حيدر العطاس منذ ستينيات القرن الماضي الصوت المعتدل في النظام الحاكم لجنوب اليمن مع اختلاف مسمياته إبتداءاً بالجبهة القومية وإنتهاءاً بالحزب الاشتراكي. فالعطاس القادم من أسرة محسوبة على النظام السياسي التقليدي السابق في حضرموت والذي تلقى تعليمه في مصر والمدني نشأة وتوجهاً كان صوت العقل والهدوء الخافت الذي لم يستمع إليه أحد وسط غبار العنتريات ودخان الأيدلوجيات التي غطت سماء المدنية التي تكونت في ذلك الوقت في الجنوب وفي عاصمته عدن خصوصاً. يذكر للعطاس الكثير من المحطات العقلانية في مسيرة الجنوب الحزينة لعل أهمها إيقاف إعدامات ما بعد 1986 وترتيب البيت الداخل بعدها.
تحدث العطاس في بريطانيا وصاحب حديثه تحركات سياسية نشطة, حاول خلالها لملمة الصفوف الكثيرة والمضطربة. تحركات حذرة لم تهتم كثيراً بحجز الصفوف الأولى في مهرجان المزايدات التي تدور حول القضية الجنوبية. كان للتحركات هدف واضح للجميع, لملمة الصفوف ليصبح لصوتها قوة وحضور في الجنوب والإقليم والعالم. العطاس لم يتوقف عن الحديث منذ 1994 وقبلها أصلا, لم يعتكف, لم ينسحب, لم يعمل مع العدو ضد شعبه على الإطلاق بل عمل على بناء جسور مع الجميع ومع الإقليم ومع العالم منذ بداية أزمة الجنوب التي كانت نتيجة عنتريات 1990 و1994 التي يقف رموزها اليوم ضده وضد تحركاته ورفقاؤه.
لنعترف, أن لا فكاك لنا بدون دعم الإقليم, ولنعترف أن حيدر العطاس هو الأكثر قبولاً في الإقليم. ولنبقى في كرسي الاعتراف قليلاً بعد لنعترف أن خصوم العطاس محروقين إقليمياً وإنهم يراهنون على العنتريات لأن ليس لديهم ما يخسروه وليس لديهم ما يقدموه أيضا. هم يعرفون ذلك جيداً, لذا فكل ما يقومون به ليس سوى حجز مواقع في الصف الأول في الشارع الجنوبي عن طريق المزايدات بالسقف العالي الذي يفتقدون أدوات الوصول إليه. ومع ذلك فقد كان العطاس عقلانياً حين سعى لعرض مشروعه السياسي المدعوم من الرئيس الجنوبي القوي علي ناصر محمد عليهم. مشروع يتناول كل مفرداتهم, لكن بعقلانية وبهدوء وبسعي نحو الإجماع.
ماذا سنكسب يا ترى لو خسرنا دعم دول الخليج والإقليم, ماذا سنكسب يا ترى لو ضغطنا على حيدر العطاس وعلي ناصر محمد حتى يصرحوا من داخل عواصم عربية نعول عليها بأنهم مع "الاستقلال" ضد "الاحتلال" وضد "المجرم" "السنحاني" "الزيدي" علي عبدا لله صالح. أعلم أن العطاس وعلي ناصر سيكسبون تصفيق أصحاب العنتريات وسيخسرون وسنخسر معهم خلال دقائق تعاطف إقليمي نسعى لتقويته ونحتاج إليه وسنحتاج إليه في الفترة القادمة. سألوا معارض كردي كبير مرة في لقاء على الهواء مباشرة, هل أنت مع استقلال كردستان أو مع بقائها في الكيان العراقي, نظر يميناً ويساراً, إلى تركياً وسوريا ربما وقال: أنا مع بقاؤه "الآن".
ومع ذلك, فالعطاس في لقاؤه في بريطانيا لم يتحدث عن إسقاط نظام صنعاء, لم يتحدث عن فيدرالية, لم يتحدث عن سقف منخفض, لم يتحدث إلا عن جمهورية اليمن "الجنوبية" الشعبية. تلك الوليدة المعاقة التي قتلها أصحاب العنتريات بطمس هويتها الجنوبية. تحدث عن استعادة دولة وكيان سياسي عمره أكثر من مائة عام, تحدث عن اعتذار النظام الذي حكم الجنوب عن أخطاؤه في حق الجنوب والجنوبيين, تحدث عن إقصاء التيارات الوطنية في عام 1967, تحدث عن تشكيل قيادة جماعية, تحدث عن كسب الإقليم الذي طالما خسرناه بسبب أصحاب العنتريات والأيدلوجيات اللذين لجئوا إليه بعدها, تحدث عن تمثيل متساوي للمحافظات "الست" ذلك التمثيل الذي يراه أصحاب العنتريات محرماً على محافظة بعينها, فهي ليست إلا مدينة بلا شعب.
لم يشتم العطاس أحد ولم يخون أحد ولم يحاول فرض رأيه على أحد. طرح العطاس مبادرة سياسية عمل عليها طويلاً, طرحها للنقاش وأرسلها للكثير ممن يحسبون علينا كـ"رموز". طرحها كمشروع لا كفرمان يتم تسريبه من تحت ستارة مخملية ليصلنا عبر وسيط يبحث لنفسه هو أيضا عن مقعد في الصف الأول عن طريق بيانات السقف العالي فقط ولو على حسابنا وحساب آمالنا وعلى حساب الدماء التي تسيل على أرض الجنوب كل يوم. إخوة الجنوب, كفى, قد آن الأوان, استمعنا لكثيرين أضاعونا وأضاعوا تاريخنا ووطنا وهويتنا, كثيرين دمروا أرضنا وحرقوها وأحرقونا معها, فلنستمع للعطاس هذه المرة.

بالأمس نزلت هذا المقال مع تعليق عليه من قبلي في موضوع مستقل وحذفوه
حرية الرأي محدودة في هذا المنتدى
بندر جديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس