عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-06-21, 06:13 AM   #9
albsesi
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-01-29
المشاركات: 870
افتراضي

إن القضية الجنوبية لم تنشأ بسبب ممارسات عصابة سلطات صنعاء كما يضن البعض ويحاول آخرون تكريس هذا الفهم لأننا لو سلما بكذا استنتاج لصار الحل محصورا بتغيير عصابة صنعاء أو إصلاحها وهو أمر مستبعد لايمكن أن يتم وأن تم لن تحل القضية الجنوبية.. ولذا فإن القضية الجنوبية تعود جذورها لقرون وهي قرون الصراع بين الدويلات التي قطنت هذه الرقعة من الأرض في جنوب الجزيرة العربية تبلور هذا الصراع خلال القرون الثلاثة الأخيرة بغزوات الأئمة وصراعهم مع سلطنات ومشيخات جنوب الجزيرة العربية المعروفة بالجنوب العربي. لا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الصراع لكن مايهمني أن أعود إلى الخلف قليلا حتى مرحلة خمسينيات القرن الماضي مرحلة انبعاث الوعي التحرري والقومي في الجنوب وطغيانه على الحركة الوطنية الجنوبية التي نعتت بالانفصالية وكان للمد القومي والحماس الشعبي المتأثر بما يجري في مصر والجزائر دورا حاسما في انتصار تيار حركة القوميين العرب التي لاتؤمن بالحدود الوطنية للأقطار العربية و لا تؤمن بالحقائق على الأرض التي اعتبرتها صنيعة استعمارية. بدأت القضية الجنوبية تعبر عن نفسها في إطار التيار القومي نفسه لأن القضية الجنوبية حقيقة موضوعية لايمكن إلغائها بقرار أو بانتصار حزب ووصوله للسلطة وكانت الانقسامات التي حدثت في المؤتمر الرابع للجبهة القومية في زنجبار في عام 1968 وصنفت على أنها صراع بين اليسار واليمين في الجبهة القومية لكنها في حقيقة الأمر صراع بين النزعة القومية الوطنية الجنوبية وبين التيار اليمني الذي استقطب العدد الأكبر من الصف الثاني من قيادات الجبهة القومية وبالذات ممن شكلوا فدائي الجبهات والمناطق في الجناح العسكري.. فتم على إثره تصفية الصف الأول من أبناء الجنوب قادة الثورة بين سجن وتشريد واغتيال, واستمرت عملية تصفيات القيادات الجنوبية داخل اليسار نفسه حتى تمت تهيئة الأجواء بشكل كامل بعد اختطاف الجبهة القومية وتأسيس الحزب الاشتراكي الذي جل قيادته من اليمنيين سواء الذين عاشوا في عدن نفسها أو ممن يسمون بحزب الوحدة الشعبية اليمني الذي أخذ لوحدة نصف مقاعد أعلى سلطة سياسية في الجنوب حتى أحكمت السيطرة وأخرجوا مشروع الوحدة بالطريقة التي نعرفها جميعا.. أي وحدة تلك التي رفضت أن تتيح فرصة المشاركة للأطراف الجنوبية المغيبة لعقدين رغم إعلان تبنى واقتران الوحدة بالديمقراطية .. لم يشرك أحد من السياسيين الجنوبيين من خارج الاشتراكي أو الأحزاب السياسية الجنوبية في تشكيلة تمثيل الجنوب فقد ظل المكاوي والجفري وشيخان الحبشي ومحمد علي هيثم وعلي ناصر وغيرهم من أحزاب وشخصيات وطنية جنوبية ثورة مضادة وفقا لتصنيف عام 1970م بينما علي عبدالله صالح صار وطنيا يجب التحالف معه لضرب القوى الرجعية في اليمن وبالذات الجماعات الظلامية التي هي أصلا العمود الفقري لعصابة على عبدالله صالح, ومثلت الجبهة الوطنية اليمنية القشة التي قسمت ظهر الاشتراكي لعدم ترتيب أوضاع البعض منهم في توليفة الجنوب.. هكذا بدا المشهد عشية نكبة 1990 م فالوحدة فقط بين الأغلبية الشمالية من الحزب الاشتراكي ممثلين للجنوب وبين اليمنيين الذي خلت قائمتهم من جنوبي واحد من الذين خدموا بإخلاص في اليمن ردحا من الزمن..

لقد كانت الوحدة المسموح بها بين اليمنيين في اليمن والجنوب وليست مسموحة بالمطلق بين الجنوبيين في إطار الجنوب نفسه.. في عام 1989م عندما حاول الجنوبيين على استحياء تقديم مشروع الإصلاح الاقتصادي والسياسي الشامل والذي تضمن القليل من المساحة التي أفردت للرأسمال الوطني الجنوبي بالمشاركة في العملية الاقتصادية, انتفض تيار الشرجبي في قيادة الحزب الاشتراكي وقالوا أننا سنسلم منجزات الثورة ومكتسبات الكادحين لأعداء الوطن والثورة المضادة. رغم أنهم أوقفوا هذا المشروع لكنهم أدركوا بأن الوعي الجنوبي قد استيقظ فأسرعوا في توتير الأجواء بين اليمن والجنوب فيما سميت بأزمة المنطقة النفطية المتنازع عليها في شبوة وخلقوا الفتنة بين القيادات الجنوبية حتى تمكنوا من خلق وضع مهد لهم التحضير لانقلاب ابيض على الحزب والدولة الجنوبيين وتسليمهما لعصابة صنعاء على طبق من ذهب كما قال المرحوم جارالله عمر لصالح أمام الملا في تعز..

انقلاب 1990 حري بالتأمل عن الكيفية التي تم بها.. كان الحزب الاشتراكي حينها مركب تركيبا خاطئا فالحزب الاشتراكي أغلب قياداته هم من اليمنيين بينما قواعده هم في الجنوب أصلا لذا كان من الصعب تمرير انقلاب ما يسمى بالوحدة إذا ما طرحت المسالة لقواعد الحزب في الجنوب رغم أن الجنوبيين وحدويين وتربوا على هذا النفس الوحدوي أي أنه تم تمرير المشروع الذي سمي بالوحدة وبهذه الطريقة التي كانت غير واردة في أذهان القواعد الحزبية على ألإطلاق.. لذا فمن أجل تجنب فشل هذه المؤامرة وتنفيذ مشروع الانقلاب الأبيض كان لابد من تعليق الهيئات الحزبية الدنيا وقواعد الحزب وحصر المسالة في إطار الهيئات العليا- اللجنة المركزية- المكتب السياسي والأمانة العامة) ذات الأغلبية اليمنية حتى يضمن النجاح.تلك الهيئات العليا اللتان مارستا أساليب التكفير والتخوين على الجنوبيين( مجموعة صالح السييلي وسعيد صالح) الذين ابدوا تحفظهم على الطريقة التي يراد بها للوحدة أن تتم، ساعدهم في ذلك الوضع الهش في الجنوب والحماس الجماهيري الوحدوي والعفوي.. فكانت الفرصة سانحة لشطب الدولة الجنوبية وتجميد وإلغاء الحزب الاشتراكي اليمني والذي لم يبق منه سوى الهيئات العليا ذات الأكثرية اليمنية كل هذا حدث بين عشية وضحاها دون استفتاء شعبي ودون استفتاء أو تصويت حزبي في مخالفة صريحة لدستور دولة الوحدة واتفاقية 30نوفمبر 1989م..

من يقول أن عصابة صنعاء قد سرحت الجنوبيين في عام 1994م فقد أخفى نصف الحقيقة لأن الجنوبيين قد سرحوا في مايو 1990م هؤلاء اللذين ذهبوا إلى صنعاء خسروا وظائفهم بمن فيهم نائب الرئيس الذي لم يتمكن من تثبيت وضعه كنائب حقيقي حتى قيام الحرب, البعض منهم ظل في صنعاء بدون وظيفة أو بوظيفة شكلية والبعض عاد إلى عدن. على نفس المنوال أما الذين ظلوا في الجنوب فقد ألغيت مؤسساتهم وأحتفظ بها أسميا تستجدي صنعاء أو تعيش تحت رحمة اليمنيين القادمين من صنعاء والمسنودين ماليا وإداريا وقبليا. نفس الوضع ينطبق على الحزب الاشتراكي اليمني فقد جمدت المنظمات الحزبية وقواعد الحزب بطريقة غير معلنه فالبعض فقد الصلة بشكل كامل مع الحزب ولم تعد قنوات التواصل مفتوحة بين هيئات الحزب العليا والقواعد بشكل سليم ناهيك عن قرار شطب المنظمات الحزبية في المؤسسات العسكرية والدبلوماسية وهي التي كانت الأكثر فاعلية في التركيبة الحزبية والتي كانت دائما توظف كأداة للحسم أي خلافات داخل مؤسسة السلطة في الجنوب .
__________________
ابو فهد العولقي:

انا جنوبي ..حر شامخ..... طول الزمن...والراس ....رافع

حبي...لارضي..حب راسخ...ومن اجلها......بالروح ..ادافع

بانطردك...محتل....داري.......... والحق...دائم....دوم...راجع

بانرجعك...يادار (نوبه)........ وبانرجعك......ياكنز....ضائع
albsesi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس