عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-06-21, 06:10 AM   #6
albsesi
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-01-29
المشاركات: 870
افتراضي

إن إحدى الدلالات الهامة في استنتاجنا هذا هو إلى أن الحديث عن حرب 1994 حولت الوحدة إلى ضم وإلحاق شئ لا تدعمه الأسانيد. لقد ألغيت مؤسسات دولة الجنوب وكل ما بقي منها تم الحاقة بمؤسسات الجمهورية العربية اليمنية وبشروطها ونظامها.. لم تقم أي مؤسسات للجمهورية اليمنية أصلا.. وما تبقى من تركه للدولة الجنوبية كانت عرضة للنهب المتنفذين الجنوبيين قبل اليمنيين والذين اثروا وأصبحوا في ضفة واحدة مع متنفذي صنعاء لاتهمهم معاناة أبناء الجنوب الذين بدأوا رحلة التشرد والضياع والبطالة المقنعة مباشرة في يوم إعلان الوحدة نفسه.. لا زال الكثير يتذكر كيف أن من انتقلوا إلى صنعاء لم يسمح لهم بممارسة مهامهم الموكلة لهم من ابسط موظف حتى نائب الرئيس, لكنه سكتوا نتيجة للنثريات والبدلات المختلفة التي كانوا يحصلوا عليه, فطالما وأن الامتيازات التي منحت لهم مؤقتا كانوا يتمتعون بها فلا بأس من السكوت من قبل الكثير عن تجريدهم من صلاحياتهم الوظيفية .أما من تبقى في عدن فقد تعرضوا للخنق والاستقطاعات وتاهوا سفرا في طريق عدن صنعاء جريا وراء الحقوق المسلوبة..وبدأت المعاناة الجنوبية منذ اليوم الأول لإعلان الوحدة وكان جيش العاطلين والمعطلين عن العمل في الجنوب في تزايد مستمر, كما بدأت أول انتفاضة جنوبية في عدن والتي قادها مناضلي الثورة واسر الشهداء وفيها وقعت حادثة رمي رئيس عصابة صنعاء بالنعال الذي قال قسمه الشهير بأنه سيرجع عدن إلى قرية.إذا جاءت حرب 1994 فقط لتختصر المسافات وتزيل العقبات أمام استكمال تسريح أبناء الجنوب ونهب ما تبقى من ثروة ومؤسسات للجنوب بل ولإعادة توزيع الثروة وسلبها من الأيدي الجنوبية التي كانت متنفذة بعد الوحدة.

أيضا عندما نتأمل في الموقف الجدي لموظفي القصر من قيادة الاشتراكي واعترافهم بالقضية الجنوبية اليوم وتنبني إصلاح مسار الوحدة في هذا الوقت المتأخر.. هو حصيلة لفشل السلطات في ترويض المد الجنوبي وكبح مشروع الاستقلال القوي وتفكيك تيار إصلاح مسار الوحدة المقموع من قبل ياسين وقيادة الاشتراكي.وقد اهتدت السلطة ومعها موظفين القصر في قيادة الاشتراكي مؤخرا إلى أن تبني إصلاح مسار الوحدة كان يمكن أن يضع الحزب الاشتراكي قائدا وحيدا للشارع الجنوبي وبالتالي سيكون قادرا على ترشيده كما يقول الدكتور مسدوس الذي يقدم تفسيرا خاطئا أيضا لظهور الدعوة إلى تقرير المصير بأنها نتيجة لرفض الحزب الاشتراكي تبنى شعارا إصلاح مسار الوحدة.

لقد غابت عن ياسين والسلطة أشياء مهمة وهو أن تيار إصلاح مسار الوحدة قد تجاوزه الشارع وان من يطرح إصلاح مسار الوحدة يتناقض مع ذاته بشكل لا يتيح له الاستمرار في تبني مثل هذا الطرح.. فالحديث عن إصلاح مسار الوحدة مع الحديث عن الوضع القائم بأنه ليس له علاقة بالوحدة وان الوحدة قد انتهت بالحرب وان والوضع الحالي أسوأ من الاحتلال كما يصوره الدكتور مسدوس وآخرين يبدو غير منطقيا بالبته. فإذا كانت الوحدة قد انتهت أصلا فكيف سنصلح شئ غير موجود.. ثم أن المشروع الحقيقي لإصلاح مسار الوحدة هو تلك المحاولة التي تمت قبل حرب اليمن على الجنوب في المشروع أو المحاولة في إصلاح مسار ما يسمى بالوحدة 1994 والتي تبلورت في وثيقة العهد والاتفاق والتي كان مآلها الفشل لعدم واقعيتها.

يبقى الحديث عن إصلاح مسار الوحدة مجرد تكتيك يتم به إحراج السلطة لدى البعض للحصول على مكاسب وأسلوب لخداع الجماهير ومحاولة لاحتواء مشروع الاستقلال الجنوبي لدى البعض الآخر وهو ماادركه الشارع الجنوبي وتجاوزه بحنكة واقتدار.. ويبقى في النهاية أن ماآلت إليه الأمور من تدهور في الأوضاع وفساد في الخلطة الغريبة التي تمت عام 1990 ليس بسبب فساد حكم علي عبدالله كما يروج له البعض ولكن بسبب الفهم الخاطئ للوحدة لدى من حكم الجنوب والذين رفضوا حينه حتى مشروع الفيدرالية التي اقترحها علي عبدالله.. كفانا دجل ومزايدة اليوم ودعونا نصحح ذلك الفهم الخاطئ للوحدة والكف عن تزوير التاريخ الجنوبي وهذا وحده فقط سيضمن الخروج من هذا الوحل وسيعيد الأمور إلى نصابها وهذا ما يتبناه مشروع الاستقلال الجنوبي اليوم.

أبرزت ورقة أو محاضرة الدكتور ياسين في تقييمها للوضع الحالي بخلفيته التاريخية شئ لم يعد مقبول وليس منطقيا وهو أن نقدا لم يوجه بالمطلق للأخطاء التي ارتكبها الحزب في تاريخه وكان شئ سار على ما يرام واكتفى برمي السهام نحو سلطة السابع من يوليو والوطنيين الجنوبيين والأخطر من هذا أن عملية تزوير وإصرار على الاستمرار في هذا من قبل الدكتور ياسين للواقع الحالي الذي نعيش فيه ونحن شهود عليه ولا نحتاج لمن يقدم لنا معلومات عنه.. دعونا نتأمل فيما يقوله عن الحراك الجنوبي كما ورد في محاضرته المذكورة: (والحقيقة أن النضال السلمي الديمقراطي للقاء المشترك شكل سياجا للحراك السياسي الجماهير حيث حرص أن يشارك فيه وان لا يكون وصياً عليه وأكد على أهمية الدفع بمثل هذه التفاعلات الاجتماعية والسياسية وتوسيع مساحتها أي مساحة تحالفاتها، ومن الممكن أن تنتج قياداتها الميدانية التي سترفد الحياة السياسية بدماء جديدة ويمكننا اليوم وبالوقائع إثبات وجاهه هذه النظرة.
11- جرى تفاعل سياسي جماهيري واسع على صعيد اليمن كلها مع الحراك في الجنوب وإن لم يمكن بالشكل المطلوب وأخذ هذا التفاعل يعمل باتجاه إنضاج موقف وطني عام بشأن بناء الدولة الوطنية الديمقراطية على أساس تلبي حاجة الشراكة الوطنية وتخرج الوحدة من المأزق الذي وضعتها فيه سلطة القوة والعنف.)

كيف تجرأ على قول هذا وهو يدرك أن المشاركين في الحراك من مختلف الأحزاب السياسية قد التحقوا بهذه المسيرة بصفاتهم الشخصية وأن أحزابهم لا تتبنى ولا تقر بالمطلق شئ أسمه استقلال الجنوب ليس هذا فحسب بل أن المشترك بوسائل إعلامه بمن فيها تلك التابعة للحزب الاشتراكي قد تعمدت تشويه الوقائع والفعاليات وتجييرها لصالح المشترك..وقد كان تقرير الأمانة العامة المقدم أمام دورة اللجنة المركزية للاشتراكي قبل الأخيرة أكثر وضوحا بوصفه للحراك الجنوبي بأنه عبارة عن قطاع طرق وأصحابه أناس يريدون أن يستقوون بالخارج, ضف إلى أن الدكتور ياسين نفسه وصف الحراك الجنوبي بأنه مشروع أقزام وأصحاب الدكاكين الصغيرة..

كلنا نعرف أن المشترك لعب دورا خطيرا في محاولته الاستيلاء على الحراك الجنوبي فبدأ أولا بتفريخه من خلال افتعال عدد من الفعاليات المشابهة في اليمن كما حصل في تعز في محاولة لإظهار ما يدور في الجنوب بأنه شئ يعم اليمن والجنوب ومحاولة ربط ذلك بالفساد والأوضاع المعيشية وإفراغ مسيرة التحرير الجنوبية من مضمونها السياسي وهذا ما أكد عليه في محاضرته المذكورة بقوله: (وكان الحراك السياسي في الجنوب قد توفرت له عوامل وشروط الظهور والبدء على نحو مكنته من أن يتصدر الحراك السياسي والجماهيري على صعيد البلاد من حيث المبادرة وقوة الحشد وتماسك الروابط الداخلية وانتظامه في سياق متصل بظروف المعاناة الذاتية لمتسببه، وما شهده هذا الجزء من الوطن من ظروف حرب 1994 جعلت المشهد السياسي والاجتماعي فيه يبدو وكأنه غرفة عمليات طوارئ حتى استطاع الحراك أن يعيد بناء المشهد على النحو الذي جعله أكثر تعبيراً من الناحية السياسية والمعرفية عن حاجة الجنوب إلى احتشاد سياسي "وليس عصبوياً" يمكنه من إعادة الاعتبار لمكانته في المعادلة الوطنية كطرف أساسي في الوحدة، وهي المكانة التي خربها إحلال القوة محل الديمقراطية والسلام)
__________________
ابو فهد العولقي:

انا جنوبي ..حر شامخ..... طول الزمن...والراس ....رافع

حبي...لارضي..حب راسخ...ومن اجلها......بالروح ..ادافع

بانطردك...محتل....داري.......... والحق...دائم....دوم...راجع

بانرجعك...يادار (نوبه)........ وبانرجعك......ياكنز....ضائع
albsesi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس