عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-09, 07:03 AM   #1
محمدجفش
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-07
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 563
افتراضي حق تقرير المصير بين الهوية الجنوبية والهوية اليمنية 1-2 ( احمد سالم ابو سلطان )

حق تقرير المصير
بين الهوية الجنوبية والهوية اليمنية
1-2
الاختلاف على الهوية :
يمكن القول ان هناك اجماع شعبى على الهوية الجنوبية ، فى ظل اختلاف سياسى عليها ، المعارضون للهوية الجنوبية من الجنوبيين قسمان ، قسم له اسبابه الذاتية ، والقسم الاخر له اسبابه الموضوعية ، ونقول انها موضوعية لا لانها صحيحة وانما لانها ليست لمصالح خاصة .
ان ضياع هويتنا والتشويش عليها (ومن اسباب الضياع والتشويش الاختلاف على هذه الهوية )هو سبب سوء الفهم للقضية الجنوبية ، ودعونا نلقى نظرة على ما قاله الكاتب البريطانى باتريك كريجر ، حيث يقول :

" إن القضية الجنوبية لا تنال حقها من الفهم السليم ولا يُسبَر غورُها ولا يُدرَك مضمونها، ويجري بسبب ذلك التنكر لها وتشويهها كقضية سياسية، حيث تفسر تفسيراً شطرياً إنفصالياً غرضه تمزيق اليمن، وحيناً آخر تُفسّر تفسيراً طائفياً، أو ينظر إليها من زاوية طموحات شخصية لهذا القائد الجنوبي أو ذلك، وفي أحسن الحالات تفسر تفسيراً مطلبياً حقوقياً معيشياً . والحقيقة أن القضية الجنوبية، قضية وطنية أصيلة لشعب الجنوب ودولته السابقة ، وما يجري من صراع حولها ليس صراعاً شطرياً بين الشمال والجنوب، لأن الشعب الجنوبي كان تواقاً الى الوحدة بالقدر نفسه الذي كان عليه الشعب في الشمال، كما أن ذلك الصراع ليس طائفياً سنياً شيعياً، فالقسم الغالب من أبناء الشمال هم من أهل السنّة شأنهم شأن الجنوبيين. كما أن القضية في جوهرها ليست قضية مطلبية معيشية، ولو كان الأمر كذلك لكان من السهل حلها. إن الصراع في حقيقته، هو صراع بين ثقافتين للحكم، ونعني بذلك أننا إزاء مشروعين سياسيين لإدارة البلاد " .

تحليل الكاتب عميق ولكن ليس عميقا بالقدر الذى ضنه ، ليست المشكلة ان هناك مشروعين سياسين لادارة البلاد ، بل ان المشكلة هى مشكلة هوية مختلفة يراد طمسها الى الابد ، ولو كان النظام فى اليمن مدنيا وليس قبليا كما فى الجنوب لبقيت نفس المشكلة . وسوف ينتهج النظام المدنى اليمنى لو فرضنا وجوده نفس نهج النظام القبلى وهو نهج وسياسة تغيبب الهوية الجنوبية وتحويل السكان الجنوبيين الى خدم وعبيد فى بلادهم ، وهذا مافعلته فرنسا المدنية المتحضرة فى الجزائر و غيرها . ويدل على هذا ما اكده الكاتب نفسه من الاطماع المبيته التى ورثتها الجمهورية الوليدة فى اليمن .
ان تفسير المشكلة بانها بسبب مشروعين للحكم لا يفسر مشاعر الشعب الجنوبى اطلاقا . ولوسال الكاتب افرادا من الشعب الجنوبى فى اى بقعة فى العالم سوف يقف على حقيقة الصراع .
ليس هذا تقليلا من تحليل الكاتب ، ولكن لغرض تفسير لماذا يتوقف كتاب امثاله عند النقطة التى وصل اليها ولم يتجاوزوها وبالتالى لا يستطيعون النظر من الزاوية التى ينظر منها الشعب الجنوبى و بالتالى عدم ادراكهم مشاعرالشعب ولا عمق ازمته ولا مبلغ ارادته وتصميمه ، ويدل على ذلك افتراض الكاتب ان تغيير النظام من اساسه سوف يرضى الجنوبيين ، ولو خطى الكاتب خطوة اخرى الى الامام سيقف على الحقيقة .
ان تفسير القضية التفسير الصحيح بانها قضية وجود وهوية ، يختصر كثيرا من التحليلات ويوصلها بايسر الطرق الى الراى العام الاقليمى والعربى والدولى ويجعل العالم يقف على حقيقة الصراع ، وسوف يدرك ذلك العالم ان ما من مهدئات ولا حلول وسط للقضية الجنوبية اطلاقا الا الحل الذى يرتضيه الشعب الجنوبى وقد قال الشعب كلمته ولن تكون الحلول الاخرى الا اطالة فى زمن الصراع ليس الا .
ان التفسير الذى ذكره الكاتب هو سبب لضهور القضية الجنوبية قضية الهوية والوجود وليس فى ذاته جوهر الصراع ، انه المظهر وليس الجوهر ، ولو تغير نظام الحكم كما افترض وجئ بنظام مدنى لا قبلى لن يكون ذلك حلا للقضية . ان الحل هو الاعتراف بالشعب الجنوبى وبحقه فى تقرير مصيره ، ان الاصرار على ان يقرر غير الشعب الجنوبى مصير الشعب الجنوبى اقل ما يقال فيه انه اهانة للشعب الجنوبى نفسه ، لم تعد المسالة مسالة دولة مدنية وحقوق بل مسالة كرامة . ومن كرامتى ان تعترف بارادتى وتعترف بمن اكون ، ومن اكون انا الذى اقرره لا انت ..
ان الامر الذى يخلط الاوراق ويضيع كرامة الشعب الجنوبى هو الهوية الخطأ ، الحاقنا بالهوية اليمنية هو السبب الرئيسى ، اذا لم يكن الوحيد ، فى ضياع كرامتنا . هل يقبل سوري ان يدعى مصريا ؟ اطلاقا لا ، ليس استنقاصا لمصر ولكن اطلاق هذه الهوية على السورى استنقاص للمواطن السورى نفسه ، هذا اذا توقفنا عند الاسم فقط ، اما ما يحصل لنا اليوم من اهانات وضياع حقوق هى اكبر من ذلك بكثير ...



بين الهوية والقانون :

المازق الذى وقع فيه بعض الساسة الجنوبيين ، وليس الشعب الجنوبى ، هو هذا التناقض بين الهوية الحقيقة والاصلية وبين الهوية اليمنية المزيفة التى تتمثل فى اسم " اليمن الديمقراطى " الذى يمثل مدخلا قانونيا فى نظر البعض .
يمكن ابراز هذا التناقض فى السؤال التالى :
ما هو الافضل التمسك بالاسم القانونى ام التمسك بالهوية الجنوبية ؟
وكأن التمسك باسم الدولة السابقة يعطي القضية الجنوبية حجة قانونية ..
بينما التمسك بالهوية الجنوبية لن يجد له سندا قانونيا ..

اسباب الاختلاف على الهوية :

يمكن تلخيص اسباب ذلك فيما يلى مع ملاحظة انه يوجد عند البعض سبب واحد وعند البعض الاخر اكثر من سبب ، والاسباب هى :
1- المدخل القانونى : التمسك باسم اليمن الديمقراطى تمسك بالقانون ، وبالتالى يمثل رفع شعار " استعادة الدولة " بمعنى اليمن الديمقراطى ، يغنى عن الهوية الجنوبية فى الصراع ، فى نظر هؤلاء ، على ان تقرر الهوية بعد الاستقلال .
2- الادانة الضمنية : التمسك بالهوية الجنوبية ادانة ضمنية للهوية السابقة المزيفة ومعنى ذلك ادانة فى نظر البعض لتاريخهم السياسى او لحزب ما .
3- تفتت الجنوب : الخلط بين التمسك بالهوية الجنوبية وانقسام الجنوب الى سلطنات ومشيخات ، بمعنى ان الهوية الجنوبية تعطى الشرعية لعودة السلطنات .
4- المشروع البريطانى : اشاعات اعداء الجنوب ان الهوية الجنوبية مشروع استعمارى ظهرت مع اتحاد الجنوب العربى ولايفرقون بين " وحدة الجنوب العربى " الذى تقتضيه الهوية الجنوبية وبين مشروع " اتحاد الجنوب العربى " .

والان نناقش تلك الاساب بالتفصيل ..

1- القانون بين الهوية الجنوبية واليمنية :

أ - الهوية اليمنية هى المدخل القانونى :

ان رفع مطلب استعادة الدولة الجنوبية السابقة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " واعتبار هذه الدولة هى المجسد لحقوق الشعب الجنوبى فى الاستقلال هو الذى اوقع الجنوب السياسى فى هذا التناقض الرهيب والتمزق بين الهويتين ، الهوية الاصلية الحقيقة والهوية المزيفة التى اضاعت حقوقنا وطمستها ..
وهذا القول فى معناه الاخير لايعنى الا ان الهوية اليمنية هى المدخل القانونى لتقرير مصيرنا .
هوية النظام الجنوبى السابق هوية يمنية مفروضة بالقسر والارهاب على الشعب الجنوبى مثلما فرض الفكر الاشتراكى والاشتراكية ..
لنفترض انها لم تقم دولة فى الجنوب ولم توجد " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " هل يعنى هذا عدم شرعية المطالبة بدولة مستقلة تمثل الشعب الجنوبى وتحفظ حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ؟
الذى يفرض الجواب الشعب الجنوبى ، ولا يحق لاحد ان يتبرع بالجواب عن الشعب الجنوبى ..
هل الشعب الجنوبى مجمع على ان ينتمى الى مركز سياسى مستقل يمثله ام لا ؟
هل الشعب الجنوبى جزء من شعب اخر ام لا ؟
هذا التحدى هو الذى رفعته القوى السياسية الجنوبية منذ بداية الخمسينات وطالبت الامم المتحدة بالاعتراف بحق الشعب الجنوبى فى تقرير مصيره وطالبت الامم المتحدة ان تعمل استفتاء للوقوف على رغبة السكان فى هذه المنطقة ، للوقوف على حقيقة ارادتهم الجماعية فى الانتماء الى دولة واحدة تمثلهم ، وانهم شعب مستقل ليسوا جزء من اى شعب اخر .. وكانت المطالبة بعمل استفتاء نتيجة للتشويش الذى اثاره الوجود اليمنى فى الجنوب المطالب بالحاق الجنوب باليمن .
بناء على هذا النضال السياسى اعترافت الامم المتحدة بحق تقرير المصير للشعب الجنوبى ، والزمت قوة الاحتلال بتسليم الجنوب لاهله فى دولة واحدة وبناء على هذا الضغط الدولى اعلنت بريطانيا اعترافها بتقرير المصير للشعب الجنوبى وقررت فى عام 1963 تلسيم الجنوب موحدا فى يناير 1968م .
هذا القرار هو المدخل القانونى للشعب الجنوبى فى الامم المتحدة ..
قرار الامم المتحدة لم يمنح الحق للشعب الجنوبى فى تقرير مصيرة فالحقوق لاتمنح وانما اعترف بهذا الحق والاعتراف يوجب حماية هذا الحق وتمكين صاحبه من التمتع به ، ويفرض على الامم المتحدة واجب مساعدة صاحب الحق .
اليوم نحن فى وضع متقدم كثيرا عن الستينات . للاسباب التالية :
1- الوعى الشعبى : الوعى السياسى الشعبى وانخراط الشعب الجنوبى باكمله فى النضال . اذا كان النضال فى السابق يتركز فى عدن وتقوم به شخصيات جنوبية استلهمت مصلحة الشعب الجنوبى ، فالنضال اليوم يقوم به الشعب الجنوبى باكمله وفى جميع المناطق وقد حقق الشعب الجنوبى اليوم ما كان يطمح الى بعضه السياسيون الجنوبيون فى السابق .
2- الارادة الواحدة : اتحاد الارادة الشعبية الجنوبية على الانتماء الى دولة جنوبية مستقلة تمثلهم . فاذا كان السياسيون الجنوبيون فى السابق يطالبون الامم المتحدة بعمل استفتاء للوقوف على رغبة السكان فى هذه المنطقة فى الانتماء الى دولة واحدة ، فاليوم يخرج الشعب للمطالبة بنفسه فى الانتماء الى دولة تمثله .
3- الوطنية عوضا عن الايدلوجية : انكشاف الاكاذيب والمطامع وزوال الدعايات الفارغة من قومجية واشتراكية وبروز الوعى الوطنى لدى الشعب باكمله واتجاه الارادة الشعبية الى بناء دولة وطنية لا دولة ايدلوجية ليس لها من الواقع الا الشعارات الزائفة ..
4- الواقعية السياسية : بناء على النقطة السابقة برز التفكير بمطنق سياسى واقعى يقوم على المصالح المشروعة للشعب الجنوبى وضمان مصالح الشعوب المحيطة ( واقلها الا تعادى تلك الشعوب وانظمتها فهم اولى بانفسهم ) والمصالح الدولية فى المنطقة وادراك ما تفرضه الجغرافيا من مراعاة هذه المصالح . بدلا عن المنطق الايدلوجى الذى يدعو الى تغيير الخارطة السياسية للمنطقة وتقرير مصالح الشعوب الاخرى بدلا عن تلك الشعوب ، وحشر الجنوب فى صراع مصالح القوى الكبرى التى اترث على الجنوب فيما مضى .

الدولة فى الجنوب والوحدة والشعب :

تكونت دولة فى الجنوب وتم الاعتراف بها واصبحت عضوا فى الامم المتحدة وفى كثير من الهيئات الدولية .
دخلت هذه الدول فى وحدة اندماجية مع اليمن ومنذ اعلان الوحدة 1990 م وتكونت دولة جديدة سيطرت عليها اليمن . وبمعنى اصح ذابت دولة الجنوب فى النظام اليمنى .
الثابت الوحيد هو الشعب الجنوبى ومازال هذا الشعب يتمتع بكل حقوقه التى تكفلها الامم المتحدة واولها حقوق الانسان ، وحق تقرير المصير الذى يضمن حقوق الانسان وحقوق الشعوب ، هذه الحقوق ، حقوق الانسان ، صارت ملزمة دوليا بناء على العهدين الدوليين ، العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، والعهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، و اول مادة فى كلا العهدين هى مادة حق تقرير المصير لانه بدون حق تقرير المصير تسقط جميع الحقوق السياسية والمدنية وهذا ما هو حاصل لدينا فقد اقصينا سياسيا ، كما سقطت حقوقنا المدنية واصبحنا مواطنين من الدرجة السابعة وسيتم تحويلنا الى اقلية مسلوبة الحقوق والمواطنة ، كما تضررت مصالحنا الاقتصادية ونهبت ارضنا وثرواتنا وتضرر وجودنا الاجتماعى وانتمائنا الى ارضنا كما تضررت ثقافتنا وخصوصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وتضررت عملية التعليم والثقيف ونتعرض لعملية تجهيل وتزوير للتاريخ وطمس للاثار .. الخ ، كل شئ تضرر عندما فقدنا تقرير مصيرنا ، حتى بات وجودنا نفسه فى خطر .
بناء على الاعتراف الدولى بهذه الحقوق ، وبناء على وجود شعب يتمتع بها ، اتخذت الامم المتحدة القرارين 924 ، و 931 ، بعدم فرض وحدة بالقوة لان فرض وحدة هو اسقاط لكل حقوق الانسان وهو احتلال فى محصلته النهائية .. وهذا اعتراف من الامم المتحدة بحق الشعب الجنوبى فى تقرير مصيره .. وفى نفس الوقت ليس اعتراف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولا اعتراف بجمهورية اليمن الديمقراطى التى اعلنت فى 21 مايو 1994 .. انه اعتراف بالشعب الجنوبى .
يجب ان نفرق بين الدولة القائمة وبين الشعب ... الدولة كيان سياسى له حقوق وعليه التزامات دولية ومعترف بها ، والشعب جزء اصيل منها . والدولة فى الجنوب لم تعد موجودة بعد اعلان الوحدة .. لكن الشعب باق وموجود ... لاتتوقف حقوق هذا الشعب على وجود دولة سابقة ، اى على وجود كيان سياسى ، انما على وجود الشعب ذاته ... رفع حق تقرير المصير يثبت هذه الحقيقة ... فلو كانت هناك دولة موجودة لما كان هناك معنى لرفع هذا الحق .
علينا هنا ان نتعامل مع الواقع بموضوعية وليس باحلام وافكار متناقضة ..
ان مدخلنا القانونى هو حق تقرير المصير .. ان مدخلنا القانونى وجود الشعب ذاته الذى له الحق المطلق فى تقرير مصيره ، وليس مدخلنا القانونى انه كانت هناك دولة .. الدولة انتهت ولم يعد لها وجود والعالم اعترف بالدولة الوليدة التالية . الدولة الجديدة تحولت الى سلطة احتلال عندما اسقطت اتفاقيات الوحدة وغيرت الدستور واجتاحت الجنوب عسكريا وفرضت حكمها ونظامها العسكرى فى غير صالح الشعب الجنوبى الذى ذهبت دولته ولم تعد موجودته او بالاحرى سقطت السلطة التى كانت تحكمه وجاءت سلطة اخرى اجنبية ، دولة حولت الوضع الى استعمار واسقطت جميع الحقوق المدنية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الجنوبى ... اى اسقطت كل الحقوق لاى انسان جنوبى . وكما اعترف الكجتمع الدولى بدولة الوحدة رفض تحولها الى سلطة احتلال عندما اصدر القرارين 924 و 931 .
وبناء على ذلك ، تحول الوضع الى وضع احتلال ، يحق للشعب الجنوبى المطالبة بحقه فى تقرير مصيره بكافة الطرق والوسائل ومعه فى تلك المطالبة الشرعية الدولية .

نضال الشعب الجنوبى الان هو لتفعيل الاعتراف بحقه فى تقرير مصيره ولفرض نفسه كشعب له كامل الحق فى الحياة والوجود حقا نابعا من ذاته ومن مجرد وجوده ، حقا مركبا من مجموع حقوق افراده ، الذين تجمعهم ارادة واحدة ، وبالتالى هو حق طبيعى نابع من ذات الانسان الجنوبى الذى يكون الشعب الجنوبى ، فهو حق انسانى بالدرجة الاولى ، تعبر عنه الارادة الشعبية الواحدة .. حق الوجود وحق الحياة ، انه حق مطلق ، وحق ان تكون له دولة تحفظ وجوده وحياته ومصالحه السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . كل هذا يجمعه حق تقرير المصير ... الذى يضع بيد الشعب تقرير مستقبله وحياته ووجوده وكيفية تامين حقوقه وصيانتها ..

الاسم الذى يجسد الهوية السياسية :

حتى نفرض انفسنا كشعب علينا ان نختار الاسم الذى يميزنا عن اى شعب .. وهذا امر شكلى ، وحتى لا نستهلك جهدنا فى البحث عن الاسم الذى يجسد هويتنا وارادتنا السياسية ، علينا ان نختار الاسم المطروح بين ايدنينا والذى كان شائعا فى الماضى ، وهو الجنوب العربى .. وننبه الى ضرورة التفريق بين الجنوب العربى الذى طرحته الرابطة والذى يدعو الى وحدة الجنوب العربى ، بين الوحدة الجنوبية التى طرحتها الرابطة ولم يطرحها غيرها .. وبين " اتحاد الجنوب العربى " المشروع البريطانى الذى رفضته الرابطة والذى يناقض وحدة الجنوب العربى .
الاسم اجراء شكلى من حيث اللفظ لكنه جوهرى من ناحية الهدف .. فاذا كانت الهوية شيئا جوهريا فالاسم هو العنوان الرئيسى لها ولذلك يكتسب الاسم اهميته منها - اى الهوية - والاسم يعطيها التميز والتجسد .. والتمسك الشعبى بها ينفخ فيها الروح ، واستخدامها - اى الهوية - عن طريق الاسم المجسد لها ، ونبذ اسم يمن ، يعطي الهوية الجنوبية الحياة واقعا ... فتصبح جزء حيا من الواقع المعاش ومن التفكير ومن الشعور والسلوك

ب - التمسك بالهوية لا يلغى الحق القانونى :

إن التمسك بالهوية الجنوبية لايلغى اى حق قانونى للشعب الجنوبى فى ان تكون له دولة تحمى وجوده ومصالحه . اى لايلغى حقه فى تقرير مصيره . بل يؤكده .
بينما التمسك باستعادة الدولة بمعنى اليمن الديمقراطى فى حقيقة الامر لو فكرنا فيه مليا نجده لغوا باطلا لا يعنى شيئا اطلاقا ولا حقا قانونيا ، فان تكون لك دولة سابقة لا يعنى الا انك شعب مستقل له الحق فى تقرير مصيره ، ولكنه دليل معضد وليس دليلا قائما بذاته ، فالهوية والارادة الشعبية ووجود الشعب هو الذى يفرض الحق ، اما وجود الدولة السابقه التى لم يعد لها وجود قانونى فليس الا تاكيدا على هذه الحقيقة ، حقيقة وجود شعب ، فلو لم توجد الدولة من الاساس فلن تسقط تلك الحقيقة ، وهذه الحقيقة هى التى جعلت الامم المتحدة تعترف بحق تقرير المصير للشعب الجنوبى . فهذا الحق سابق للدولة و بموجبه نشأت الدولة ، وليس العكس ، فلم يوجد الشعب وحقه فى تقرير مصيره بسبب وجود الدولة السابقة ، ومن يقول بذلك انما يتخذ من الدوله التى هى نتيجة ، يتخذ منها سببا ، ويجعل من السبب نتيجة . اى يضع العربة امام الحصان .
فنحن نخاطب العالم ان ياعالم نحن شعب متميز له هويته الخاصة وارضه وتاريخة وثقافته وتراثه وعاداته وتقاليده ومصالحه الذى تضررت وتضرر وجوده ذاته ، نناضل من اجل تقرير مصيرنا ، كانت لنا دولة سابقة دخلت فى وحدة تم الانقلاب عليها وتحولت الى احتلال استيطانى للنهب والسلب ... فلنا الحق كاملا بالمطالبة والنضال من اجل تقرير مصيرنا وبناء دولتنا المستقلة . وعليكم ياعالم واجب مساعدتنا بحكم كوننا شعب مثل باقى الشعوب يناضل من اجل حقوقه الثابته فى العيش والحياة بحرية وكرامة ، هذا الواجب تفرضه عليكم مقررات الامم المتحدة التى فرضت على كل اعضائها تقديم الدعم المادى والعسكرى والسياسى لكل شعب يناضل من اجل حقه فى تقرير مصيره ، وجعلت هذا الحق جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان وممهدا لها بدونه تسقط هذه الحقوق ، ومتى ما سقطت تضرر السلم والامن الاقليمى والدولى . وتقع المسؤلية على عاتق المعتدى وعلى عاتق الامم المتحدة اذا ما قصرت فى ردع العدوان ، لان المظلوم لن يسكت ابدا ... ولن يضيع حق وراءه مطالب ..
واننا كشعب نذكركم ياعالم ان هناك قراراين صدرا بوقف الاعتداء واستباحة الجنوب الارض والانسان قرار 924 وقرار 931 .. وعلى الامم المتحدة ان تقوم بمسؤلياتها تجاه شعب الجنوب ، وتوقف نتائج الاعتداء والاستمرار فيه وتنفذ مضمون تلك القرارات .
اننا شعب الجنوب العربى لا يعنى دخولنا فى وحدة انقلبت احتلالا ضياع هويتنا ، وحتى لو لم تنقلب احتلالا ، لنا الحق المطلق فى تقرير مصيرنا اذا كان هذا التقرير يحقق مصالح لم تحققها الوحدة ، فكيف اذا تحولت الوحدة الى احتلال وخطر على وجودنا ...

2 - التمسك بالهوية ادانة ضمنية للماضي
يراجع مقال " محاكمة الجبهة القومية " .

3/4 الهوية والسلطنات والمشروع البريطانى :
على هذا الاساس وهذا الخلط يجادل البعض الى اليوم بان التمسك بالجنوب العربى والهوية الجنوبية يعنى عودة المشروع البريطانى ويقصد به عودة السلطنات ، واصبحت هنا الهوية الجنوبية هى بالضرورة عودة السلطنات اذ لا هوية جنوبية الا بها فى خلط اخر مرير ومرة اخرى لا يتم التفريق بين وحدة الجنوب العربى القائم على الهوية الجنوبية الذى يرفض المشروع البريطانى الذى مات وشبع موتا .. هذا الشخص المجادل اما جاهل ولم يفرق بين الجنوب العربى كهوية ، او مغرض هدفه الابقاء على الهوية اليمنية ذاتها لاى سبب من الاسباب وقد يكون منها ما ذكر اعلاه خوف الادانه وبالتالى فى نظره خوف المكانة السياسية فى الجنوب حتى لوطالت الادانة الجبهة فقط دون الاشخاص وهذا لايعنى الا تقديم الاشخاص على الوطن ومصالحه ولا يثبت الا حقيقة الانتهازية السياسية التى هى من ثمار وبذور الجبهة القومية ..

الهوية الجنوبية ليست مشروعا بريطانيا :

ان بعض المعرضين للهوية الجنوبية لا يعلم او يتجاهل ان ظهور اسم ومشروع الجنوب العربى هو قبل ضهور المشروع البريطانى . هذا الجهل او التجاهل جعلهم يعيدون من جديد طرح الجبهة القومية نفسها فى الماضى ذلك الطرح الذى قصدت منه ضرب الهوية الجنوبية عبر الخلط المتعمد بين المفهومين مفهوم الهوية المستقلة والمشروع البريطانى لضرب الرابطة والقوى الجنوبية الوطنية حتى تقصيها وتستأثر بالحكم وبالتالى جعلت من الهوية الجنوبية ذاتها وصورتها انها مشروعا بريطاني واغفلت الحقيقة التى تقول : ان من يتمسك بالهوية الجنوبية ووحدة الجنوب العربى يرفض المشروع البريطانى ، وان اعترف هذا المشروع بالهوية الجنوبية ، كما يرفض الحاق الجنوب باليمن ، وبالتالى حولت الجبهة القومية " الهوية الجنوبية " الى تهمة تدين بها الاخرين وانعكست الامور راسا على عقب ، وصُور " اتحاد الجنوب لعربى " الذى رفضه الجميع واولهم الرابطة ( قبل ظهورالجبهة القومية )على انه يعنى فصل الجنوب عن اليمن . وهذه دعوى يمنية صرفه . كما صُورت الدعوة الى وحدة " وحدة الجنوب العربى " والهوية الجنوب عربية فصل الجنوب عن اليمن كذلك ، ولذلك عادتها اليمن الامامية والجمهورية ولكنها لم تقل انها مشروع بريطانى لانه مشروع جنوبى صميم يعادى الاستعمار ، والجديد فى الامر بعد ظهور المشروع البريطانى ان تم استغلال المشروع البريطانى واتهامه بفصل الجنوب عن اليمن واسقط هذا الاتهام على الهوية الجنوبية ، وجعل الهوية الجنوبية نفسها و " وحدة الجنوب العربى " مشروعا بريطانيا ، والحقيقة انها تعارض المشروع البريطانى الذى يهدف فى الاساس الى ضمان تبعية الجنوب واتخذ بعد ذلك للالتفاف على الضغط الدولى بتصفية الاستعمار و اعطاء انطباع للعالم بان بريطانيا قد حققت قرار الامم المتحدة فى اعطاء الجنوب حق تقرير المصير ، عبر اقامة كيان ضعيف له سيادة شكلية لكنه مربوط باتفاقيات عسكرية تعطى للوجود العسكرى البريطانى صفة الشرعية .. و فى النهاية عجزت بريطانيا عن تنفيذ مشروعها وذهب ادراج الرياح .. هذا المشروع رفضته الرابطة التى تتمسك بالهوية الجنوبية ، ولم تعتبره مشروعا لغرض تقسيم اليمن بل فهمته على حقيقته وهو لغرض الالتفاف على المجتمع الدولى وابقاء الجنوب مقسما وضعيفا .. لكن اصحاب الاهداف الاخرى شطحوا بعيدا لغرض فى نفس الهوية اليمنية وقرأوا المشروع من زاوية الاطماع اليمنية ( فصل الجنوب ) وليس من زاوية المصالح الحقيقة للشعب الجنوبى كما قراتها الرابطة ( ابقاء الجنوب مقسما وضعيفا ) .
ولان كلا المشروعين الوطنى الجنوبى الذى تطرحه الرابطة والشروع البريطانى يقطع يد الاطماع اليمنية فى الجنوب لذلك اعتبر ليس فقط مشروع اتحاد الجنوب العربى بل الهوية الجنوبية عبارة عن مشروع بريطانى ..
ولزيادة التوضيح هب ان مصر كانت مقسمة الى سلطنات ومشايخ وهناك قوى مناضلة تريد ازاحة الاستعمار وتوحيد البلاد فى دولة واحدة وحصلت على الاعتراف بحق تقرير المصير ، فقامت بريطانيا بتجميع بعض او كل السلطنات فى اتحاد ضعيف بغرض الالتفاف على المشروع الوطنى فى التوحيد وقرارات الامم المتحدة ، واسمت هذا الاتحاد " اتحاد امارات مصر " فها تعتبر الهوية المصرية مشروع بريطانى ، اذا كانت ليبيا يحكمها امام وله اطماع فى مصر فسوف يعتبر هذا المشروع ضد توحيد ليبيا ويعتبره مشروعا استعماريا ، وسوف يعادى كذلك المشروع الوطنى ،ولان كلا المشروعين يتفقان فى الهوية فستكون الهوية ذاتها مشروعا بريطانيا ويستم اعتبار مصر و الدعوة الى التمسك باسم " مصر " الذى يجسد الهوية المصرية مشروعا بريطانيا ..
ما هو وجه الاختلاف ؟ وجه الاختلاف ان اسم مصر اسما تاريخيا واسم الجنوب العربى اسما جديدا لمنطقة مختلفة الاسماء الجغرافية يصعب تعميم اسم احد المنطاق على الكل مثل ما حدث فى الامارات العربية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، كلها اسماء مستحدثة اتخذت لتدل على هوية سياسية معينة . اما الحقيقة فهى واحدة . وهى نفس الحقيقة التى واجهت السياسيين الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم الذين شكلوا اول حزب فى الجنوب ، فاطلقوا على المنطقة اسم الجنوب العربى . لتمييز هذه المنطقة وهذا الشعب عن غيره وتوحيده قى كيان سياسى واحد .
إن مشروع " وحدة الجنوب العربى " مشروع سياسى وطنى قام به المخلصون من ابناء هذه المنطقة استلهموا بثاقب فكرهم المصلحة الحقيقة لشعب هذه المنطقة واستلهموا تاريخ هذا الشعب المستقل طول تاريخه عن اى نفوذ اجنبى ومنه النفوذ الزيدى ..
الشعب الجنوبى متحد اليوم حول هذا المشروع لكن الجنوب السياسى مختلف فى هويته او بالاحرى هناك من يضع العراقيل فى سبيل تاكيد الهوية الجنوبية للاسباب التى ذكرت اعلاه وهو اما جاهل لم يدرك اهمية الهوية او متجاهل لغرض فى نفسه ، ولن تستقيم الامور ولن يكتب لهذا المشروع ( استقلال و وحدة الجنوب العربى ) النجاح الا بالرجوع الى المشروع كاملا ، وهو الوحدة الجنوبية والهوية الجنوبية التى تشكل لب هذا المشروع .. اما ان ندعو الى وحدة الجنوب وفى نفس الوقت نعتبر انفسنا يمنيين فهذا تناقض . اما وحدة جنوبية ونعتبر انفسنا جنوبيين ، او نعتبر انفسنا يمنيين و نناضل ضمن الهوية والتراب اليمنى . وهو الامر المرفوض جملة وتفصيلا مم يعنى التناقض الصريح .
اننا ندعوا الاخرين باستعمارنا عندما نتازل عن هويتنا .. اذا اعتبرنا انفسنا سعوديين فهذا سيفتح الباب للسعودية فى المطالبة بالجنوب حتى وان سمينا انفسنا شعب جنوب السعودية ، او الجنوب السعودى ، فلابد ان يعود الجنوب السعودى الى السعودية ..
بدون هوية حقيقة لن يكون استقلال حقيقى ... لا استقلال ولا حق تقرير مصير اذا لم تكن هناك هوية مستقلة تعكس استقلال ذلك الشعب واقعا وتاريخا ..

استعادة الدولة ماذا يعنى :

هناك فرق بين عبارة استعادة الدولة بمعنى دولة " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " واستعادة الدولة بمعنى الرجوع الى دولة مستقلة بموجب حق تقرير المصير .. حق تقرير المصير بموجبه نشأت الدولة السابقة ( بغض النظر عن شرعيتها الداخلية ) ، وبموجبه نطالب اليوم بالاستقلال وقيام دولة جديدة تمثل الشعب الجنوبى . حق الاستقلال وتقرير المصير لاينبع من وجود الدولة السابقة بل ان الدولة السابقة وجدت بموجبه ، انما ينبع - اى حق تقرير المصير - من وجود الشعب والارادة الشعبية فى ممارسة ذلك الحق . فهذا الحق هو الذى اوجد الدولة السابقة وتم الاعتراف بها دوليا بغض النظر عن شرعيتها الداخلية . وهو اليوم ستقوم بموجبة الدولة الجنوبية القادمة .
ان المطالبة بحق تقرير المصير اليوم هى مطالبة بتنفيذ قرارى 924 و931 ، ويعتبران فى نفس الوقت ادانة للحرب واعتراف بحق تقرير المصير للعشب الجنوبى ...

سلبيات عبارة " استعادة الدولة " بمعنى اليمن الديمقراطى :
1- تعنى عودة النظام السابق والرموز السابقة والهوية السابقة للجنوب .
2- تعنى عودة الحزب الاشتراكى والشمولية والاقصاء .
3- رسالة غير مطمئنة لدول الجوار ، مهما حاولنا ان نؤكد لهم ان الجنوب جديد فـ " استعادة الدولة " ينسف كل تطميناتنا وبالتالى يعنى انه :
4- لن يكون هناك جنوب جديد ، وهذا لا يعنى بالضرورة عودة الاشتراكية انما يعنى بقاء العقلية نفسها التى حكمت وبالتالى اثارة المشاعر المعادية ..
عبارة " استعادة الدولة " بالمعنى السابق ، يلقى بضلاله السلبية شئنا ام ابينا ، لكن البعض لا ينظر اطلاقا الا الى نزوح الاحتلال ومستوطنيه وبعد ذلك يقول سوف نتصرف ، دون ان يلقى بالا اطلاقا لردات الفعل التى يثيرها هذا الشعار عند بعض الجنوبيين و عند المراقبين .. وعلى احسن الاحوال لا تعنى هذه العبارة الا مستقبلا غامضا ونظاما غير معروف الهوية والتوجهات ، هذا اذا تفهموا تطميناتنا . وسيقولون : فهمنا تطميناتك ، اذا من تكون انت ؟ كم سيكون حجم الاشتراكى العدو السابق وثقله وتاثيره فى الجنوب ؟
لذلك فمع حسم هويتنا يجب ان ندين الماضى ، وبالتحديد الجبهة القومية وندين نهجها وفكرها وتزييف الهوية الجنوبية .. ( انظر مقال : محاكمة الجبهة القومية )
وعندما نقول بعدئذ " جنوب جديد " فسيكون لكلامنا معنى ومغزى ، وسيكون واضحا للجميع .. والنتيجة هى خلق الثقة ليس فى نظرة الاخرين لنا وانما فيما بيننا داخليا وبالتالى عامل اسهام كبير فى اتحاد الجبهة الداخلية ...
السؤال الجوهرى المطروح : اذا ماذا سنخسر اذا تمسكنا بهويتنا ؟

احمد سالم ابو سلطان
ahmadsalim0*************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** **********



التعديل الأخير تم بواسطة محمدجفش ; 2010-08-09 الساعة 07:06 AM
محمدجفش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس