عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-06-12, 10:47 AM   #1
الكندي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-17
المشاركات: 111
افتراضي حضرموت في قلوب ابنائها

حضرموت في قلوب أبنائها
محمد بالفخر:
ياحضرموت افرحي بترولنا بايجي والفقر ولى وراح وأحيي الليالي الملاح.. بهذه الكلمات تغنى فنان حضرموت الأول في ذلك الزمن محمد جمعة خان (رحمه الله) في منتصف القرن الماضي، عندما بدأت الأخبار بأن هناك شركة أمريكية بدأت بالتنقيب عن النفط في صحراء ثمود، ومازال الناس حديثي عهد بمجاعة رهيبة اجتاحت القطر الحضرمي في ذلك الزمان، كما يرويها من عاصرها من كبار السن، وقد قام حينها طيران الاستعمار، عفواً الاحتلال البريطاني، ببعض من مسئولياته الأخلاقية حينما أنزل كميات من المواد الغذائية بإلقائها من الطائرات على بعض المجمعات السكانية في مدن وقرى حضرموت.

جاءت أغنية محمد جمعة لتعطي الناس الأمل بأن الخير قادم لامحالة، وأن البترول هو سر السعادة لما سيصاحب مجيئه من آثار النعمة والرخاء والتطور والمدنية، وبالتالي فعلى الفقر أن يحزم أمتعته ويغادر البلد إلى غير رجعة.

هذه الآمال تغنى بها محمد جمعة خان، وتغنى بها الشعب الحضرمي عموما، وانتقلت إلى مهاجرهم التي كانت لهم الملاذ الآمن والحضن الدافئ، حيث النعيم والثراء الذي حباه الله البعض منهم، ولم ينافسه عليهم حتى أبناء تلك المهاجر التي قطنها الحضارمة الأولون، ولم ينسهم ذلك النعيم مسقط رأسهم حضرموت العزيزة على القلوب، رغم قساوة تضاريسها وطقسها الصعب وضنك العيش الذي تعانيه، وبالتالي أفاضوا على أهلهم وبلادهم مما حباهم الله من فضله، وكادت مظاهر ذلك أن تسير في خطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، لولا التوقف الإجباري نتيجة بروز عنفوان المد الاشتراكي الدخيل على مجتمعنا، والذي صاحبه العنف الثوري بفترة مراهقة طويلة المدى، نتج عنها ضياع البلاد والعباد.

رغم كل ذلك ظل أبناء حضرموت أوفياء لوطنهم، وأرضعوا أبناءهم حب البلاد وأهلها، وتوارثوه أجيالا بعد أجيال، فلم تغب حضرموت عن ذاكرتهم رغم تقادم السنين والأيام.

لهذا فإنني لم أعجب فقط، بل اقشعر بدني وأنا أشاهد أثناء تصفحي الإنترنت (الأبطأ والأغلى عالميا) في موقع (يوتيوب) مقطعا لحفل في إحدى ساحات كوالالمبور الماليزية، أقامه أحفاد الأحفاد من نسل (الأساتذة الحضارمة البكار) بتعبير د.نجيب الزامل، وهم يغنون بلكنة عربية مكسرة:

ياحضرموت افرحي بترولنا بايجي والفقر ولى وراح

بترولنا لا ظهر با يظهر إلا الصلاح على جميع البطاح..

وربما لم يخطر ببال هؤلاء الأحفاد أن بترول حضرموت قد ظهر وقد تقاسمه الرباح في ليل ماله صباح..

كما قالها ذات ليلة العزيز فهد القرني، الذي يقبع في المعتقل بتعز.. نسأل الله أن يفك أسره وإخوانه المعتقلين من قادة النضال السلمي الجنوبي.

أقول ربما لم يخطر ببال أحبتنا في ماليزيا أن بترول حضرموت قد ظهر وظهرت معه الأمراض، وظهر معه التلوث البيئي في مواقع إنتاجه، وظهر معه ألم وبؤس وحسرة على وجوه الذين أقدامهم تمشي على الأرض التي كانت تختزنه في جوفها.. ذلك البترول الذي الذي لنا معه وقفة أخرى بإذن الله تعالى، ومع ذلك ستظل حضرموت في وجدان أبنائها مهما تطاول الليل عليها، أوعبث بها العابثون.

خاتمة من الشعر الحضرمي

ياكم مكينة إنجليزي بدَّلوا سيمانها

جابوا لها سيمان هندي عليه لاتستأمنون

ماعبرت سنة إلا وعكر دخانها

حطو بعر في المدخنة لي مايعرفون الدخون

[email protected]


اخوتي الكرام رواد منتيات االضالع بوابة الجنوب بوابة الأحرار انقل لكم هذا الموضوع ايضا للكاتب بالفخر نشرفي الأيام ايضا وان كان قبل المقال الذي نقلته سابقا فاعجابي بالموضوع جعلني انقله اليكم لتعم الفائده ولكم خالص التقدير

http://www.al-ayyam.info/default.asp...3-95162246203b
الكندي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس