عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-21, 11:05 AM   #30
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي

شكرا للاستاذ القدير احمد بن فريد .
اسمحو اعزائي ان أكون هذه المرة متفائلا بهذا الاتفاق أكثر من أي وقت مضى
حيال مستقبل الجنوب وأن الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية ستشهد تقدما أفضل الى الامام ..
بعد مؤتمر لندن ، ومن بعده مؤتمر الرياض وابوظبي ، وسلسلسة من التواصل الدبلوماسي بين قوى اقليمية وغربية مع نظام صنعاء ، وزعماء المعارضة ، كانت كلها تهدف الى التوصل الى خلق أوضاع سياسية في اليمن وفي الجنوب تقبلها جميع الاطراف ، حتى يمكن عندها تنفيذ برامج الدعم المادي السخي للحكومة اليمنية ، وكان النظام اليمني واقعا تحت جملة من الضغوطات لحل القضايا الاساسية في اليمن أهمها - حرب صعدة - القاعدة - الحراك الجنوبي .
وجد النظام نفسه مضطرا للتحرك تجاه حلحلة هذه القضايا ولكل منها وضع سيناريو خاص بها ، يتحرك تجاهها وكان أولها ايقاف الحرب في صعدة مضطرا بعد ان كان مصر على عدم ايقافها الا باستسلام الحوثيين ، ولكن ما تم بالفعل هو عقد هدنة لازالت الى اليوم تتعرض لاختراقات شبة يومية .
الأمر الثاني ، مواجهة القاعدة ، وهذا الملف له من الاسرار والخفايا ما يعجز أقرب الناس اليه إدراكا ومعرفة ، نظرا لتداخل خيوط تنظيم القاعدة بين السلطة والمعارضة والقبيلة . لذلك يبدو الملف هذا غامضا الى هذه اللحظة وربما هناك تفاهمات لا نعلمها بين قادة القاعدة وشركائها في السلطة والمعارضة ، الى أجل غير مسمى ، مع الملاحظة أن للحراك الجنوبي شأن كبير في دفع هذه الاطراف الى الاتفاق الخفي او التهدئة الغير معلنة وخاصة من جهة النظام الذي يسعى دائما للتحالفات لضرب هذا الطرف بطرف آخر والأكيد انه لازال بحاجة الى أن يحتفظ بحلفائه( عناصر القاعدة ) لضرب الحراك الجنوبي المتصاعد .
أما ما يتعلق بالحراك الجنوبي ، يبدو ان النظام قد وعد الاطراف الاقليمية والدولية بأنه سوف يتولى حل هذه القضية بطريقة فرض (( النظام والقانون)) وبسط الأمن على كامل الجنوب .
ولذلك رأيناه بعد مؤتمر ابو ظبي ، مباشرة بشهر مارس شن حملة عسكرية شعواء شبيهه بحرب الاجتياح عام 1994 على مناطق الجنوب وبالاخص الضالع وابين ولحج وردفان وفرض حالة من الحصار الكامل على معظم محافظات الجنوب ولازالت الحملة مستمر الى يومنا هذا ، مستخدما كل وسائل القتل والبطش والاعتقال . وكان يضع في حسابه ان سيتمكن من القضاء على هذه الثورة الجنوبية خلال شهرين فقط ، وها نحن اليوم في الشهر الخامس ، والنتيجة كما هي واضحة أن الحراك الجنوبي إزداد صلابة وعنفوانا ، ووصلت قضية الجنوب الى الخارج بصورة أوسع من ذي قبل .وبذلك ادرك انه يواجه مشكلة حقيقية تتفاقم يوما بعد يوم .
لذلك لجأ النظام الى استخدام وسائل أخرى والبحث عن سمسار ( اللقاء المشترك ) ليلعب دور الثعلب الماكر مع الجنوبيين من خلال لجنة الحوار الوطني ، واللقاء المشترك ما كان له ان يقبل بهذا الدور في خدمة النظام لولا انه هو الآخر أدرك أكثر ان القضية الجنوبية فعلا غدت اليوم تشكل خطرا كبيرا على استراتيجتهم المشتركة مع النظام في منع الجنوبيين من نيل استقلالهم .
لقاء القاهرة لم يكن موفقا في النتائج رغم الزوبعة الاعلامية التي تهدف فقط الى احداث بلبلة وانشقاق جنوبي بين مؤيد ومعارض .
وأعتقد ان لقاء القاهرة كان الطرف الجنوبي قد طرح رؤيته تجاه القضية من منظور بين الشمال والجنوب الى حد كبير باعتبار ان القضية الجوهرية في الحوار هي الجنوب ، وحرب 1994 وما ترتب عنها من آثار ، ولذلك فإن انطلاقة الحل من منظور علي ناصر والعطاس تأتي من ذلك التاريخ .
على كل ، الآن نحن أمام مستجد جديد قلب التكتيكات السابقة للسلطة وللمعارضة وكشف أمرا مهما بل في غاية الخطورة والوضوح أن اليمنيين بصدد عقد اتفاق قوي ضد الجنوب وقواه الاستقلالية وشعبه الثائر نحو الاستقلال .
هذا الاتفاق هو إعادة انتاج قرار الحرب لعام 1994 بصور أخرى ، وسوف تكون نتائجة ابشع وأشنع من أثار الحرب الماضية .
إذاً ، المرتكز الاساسي الذي على اساسه كان السيد علي ناصر والعطاس يدخلان في حوارات مع القاء المشترك او لجنة الحوار ( لافرق ) اليوم تم الغدر فيه ونسفه بالكامل وتاسيس شرعية جديدة للاحتلال من خلال محاولة فبركات ديكورية مع عناصر جنوبية في السلطة فقط . وبالتالي اعطاء رسالة للدول المانحة التي تصر على التوصل الى اتفاقات لحل جميع القضايا .
السؤال المهم .
هل تعتقدون أن القادة الجنوبيين الذين أيدوا حوار القاهرة وشاركوا فيه ،
سوف يقعون في هذا الفخ والخديعة الكبرى .؟
من وجهة نظري الشخصية المتواضعة، انهم سوف يرفضون هذا الاتفاق ويتبرؤون منه .
لماذا ؟ لا اتطرق الى علمهم من عدمه بهذا الاتفاق الاخير 17 يوليو ،،
لكن الاهم هو ما تضمنه الاتفاق وما افضى اليه من آليات وتصورات لحل القضايا .
وحيث ان الاتفاق ( الفخ ) قد اسس على ارضية حوارية شاملة بين القوى االسياسية في اليمن سلطة وحلفائها ومعارضة وحلفائها ، وتجاهل فكرة طرفين شمال وجنوب ،
فإن القادة الجنوبيين لن يرتموا ببلاهة الى دائرة حوار خارج قضيتهم وقضية شعب قدم الالاف من الشهداء والجرحى ، في الوقت نفسه هم يدركوا اليوم تماما انهم كانوا ضحية ضغوط بعضها داخلية وأخرى اقليمية في الاستجابة للقاء القاهرة .
وعليه ، فإن أتوقع أن يقف السيد علي ناصر والعطاس مع قضية الجنوب ومع الحراك الجنوبي ، وإن لم يعلنا مطلب الاستقلال إلا انهما سيكونان في موقف المؤيد الضمني للاستقلال .
كما أن اتفاق 17 يوليو يحمل مخاطر جمة على القضية الجنوبية أكثر من اي مرحلة سابقة ، لانه يمثل تحالف قوى الشمال كافة ضد قضية الجنوب ، وهذا بحد ذاته سوف يكون عاملا لاستثارة قوى الجنوب الاستقلالية لعقد تحالف مضاد.
كيف يكون شكل وأليات هذا التحالف الجنوبي ؟؟
هذا ما سوف ننتظره في مقال الاستاذ / أحمد عمر بن فريد في الحلقة القادمة .
تحيتي

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله السنمي ; 2010-07-21 الساعة 11:13 AM
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس