عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-21, 04:42 AM   #28
جنوبي بلاحدود
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-13
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 1,652
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي مشاهدة المشاركة
سلمت أخي الكريم أبا يريد على هذا التحليل القيم والمفيد .


ولو تلاحظ أخي الكريم أولا : إن اختيار يوم 17 يوليو يوما للتوقيع على الاتفاق له أيضا معاني فمنها:


- التأكيد على الولاء للرئيس علي عبدالله صالح من خلال الاعتزاز بمثل هذا اليوم والمبايعة على الاستمرار سوأ له أو لابنه طالما والاختيار للتوقيع تم الاتفاق عليه في هذا اليوم بالذات .


- لا ندري من الذي طلب أن يكون التوقيع في هذا اليوم هل هو من الرئيس نفسه ليثبت للجنوبيين انه قوي وقويا جدا أو ربما المعارضة على سبيل العهد له وأنهم لم يخرجوا من طوعه وربما رسالة للجنوبيين الموقعين على اتفاق القاهرة بأننا مع الرئيس وأننا استخدمناكم لأمر تكتيكي وبلوا محضر اتفاق القاهرة واشربوه فالوحدة خط احمر ولا تظنوا أننا يمكن أن نتفق معكم على الرئيس أو الوحدة لأنهما من الثوابت الشمالية والدليل أن الموقعين على اتفاق يوليو هما شماليان كتأكيد على إن الاصطفاف الشمالي أمر نهائي ولا رجعة عنه .


- اختيار هذا اليوم بالذات يكشف لنا أمر ربما لم يكن واضحا لدينا من قبل وهو أن النقاط التي طرحها الجنوبيين في القاهرة كانت قوية جدا لدرجة رفضها من قبل الشماليين ولكن ما أهمية تلك النقاط طالما ولا توجد آلية ولا إمكانية لفرضها .


ثانيا: التحليل الرائع الذي طرحته يمكن أن نناقش البعض منه وهو مايحتاج إلى إشباع أو توضيح :


1- بدون شك وكما يبدو لي إن البرلمان الأوروبي والمعهد الديمقراطي الأمريكي ودول شقيقة أصرت على أن يكون ضمن مشروع الحوار الوطني قيادات جنوبية قبل أي اتفاق مزمع "وهو ماكان مخطط له من قبل ومتفق عليه بين المعارضة والسلطة " حتى لايبدو انه اتفاق شمالي محض وما اتفاق القاهرة وغيره مع قيادات جنوبية إلا الحصول على المباركة من الدول الشقيقة والأوربيين والأمريكان بانجاز اتفاق القاهرة والذي أعطاهم الضوء الأخضر من الخارج للتوقيع على الاتفاق في يوليو وبدون اتفاق القاهرة لم يكن ليمرر هذا الاتفاق على الخارج مطلقا .


وهو يعني إن الشماليين لعبوها بذكاء ودهاء على بعض القيادات الجنوبية.


2- أحزاب اللقاء المشترك نفسها غير متفقة على اتفاق القاهرة ولهذا فاتفاق القاهرة كان أيضا عقبة أمام المعارضة اليمنية نفسها لأنها اختلفت فيه بكل تأكيد ولهذا فالحوار الوطني داخل المعارضة نفسها على اتفاق القاهرة كان يحتاج إلى وقت طويل ومن ثم بعد أي اتفاق بينها أن حدث رغم شكنا بذلك سيكون الانتقال إلى الاتفاق مع القادة الجنوبيين بنقاط غير ما اتفق فيه في القاهرة وهو يعني بذلك اقتناع المعارضة اليمنية بصعوبة أو استحالة اتفاق جديد مع القيادة الجنوبية لان تلك القيادات رأت أنها تنازلت إلى الحد الأدنى ولا يمكن التنازل أكثر وهو ما اقنع اللقاء المشترك باستحالة أي توافق داخلي فيما بينها وان حدثت المعجزة فاستحالته مع القيادة الجنوبية بالمطلوب من تنازلات جديدة يكون أكبر وبالتالي الدخول في دوامة من حورات غير مجدية مع شعورهم إن تلك القيادات لا تستطيع أن تلزم الحراك الجنوبي بأي شيء فلهذا كما نقول " فركت بتلك القيادات " واستبعدتها من أي حسابات أخرى إلا في حالة الموافقة على اتفاق يوليو .


3- حتى لو افترضنا أن المعارضة الشمالية اعتبرت البعض من القيادة الجنوبية شركاء أو حلفاء حسب محتوى تلك المادة في اتفاق يوليو فالحقيقة أن المعارضة الشمالية أرادت توصيل تلك العبارة إلى دول خارجية لان المعارضة الشمالية تدرك بان الفرك الذي حدث بالقيادة الجنوبية كبير وغير مستساغ الأهم أنهم قدروا أن يخلقوا خلاف بين قيادات الجنوب والآن تركوا تلك القيادات تندب حظها وفي موقع لا يحسد عليه وبعد أن اقتنع النظام والمعارضة إن عودة تلك القيادات إلى صف المنادين بالاستقلال صعب الآن لاستفرادهم بالاتفاق القاهري بطريقة أشبه بالانتحار حتى تصبح عودة تلك القيادات إلى الصف الاستقلالي مريرة عليهم وصعبة ونتمنى أن تتجاوز تلك القيادات هذه المواقف النابعة من المشاعر الشخصية والسمو فوق كل شيء لأجل الوطن .


4- يبدو لي من خلال القراءة الكاملة لما يجري وما تم الاتفاق عليه في يوليو إن المعارضة تعلمت الرقص على رؤوس الثعابين وحرق الكروت من كبيرها الذي علمها الأسلوب بعد أن اكتوت به هي نفسها .


فبدلا من أن النظام هو من يحرق الكروت بما فيها كروت المعارضة نفسها فلقد تعلمت المعارضة الوصفة تماما وبدأت تحرق كروت أخرى على سبيل لا احد أحسن من حد وأننا نستطيع أن نحرق كروتا كما يحرقها النظام وهذا أمر أهل المعارضة لان تقف الند للند أمام السلطة تماما .


5- اللقاء المشترك باعتباره معارضة رسمية قانونية معترف بها لم يكن طرفا في حوار القاهرة باسمه وهيئته الرسمية وحتى لا يكون ملزما لأي اتفاق في القاهرة أو غيرها مع القيادات الجنوبية تم التخطيط منذ فترة طويلة لإنشاء " لجنة الحوار " ووضع على رأسها شخصيتين ليستا في زعامة أحزاب اللقاء المشترك حتى لا يكون فيه نوع من الإلزام ولو الأخلاقي حتى فلهذا اختاروا شخصيتين هما لا يمثلان رئاسة أي من أحزاب المعارضة ولكي تنطلي اللعبة تم على أساس " احدهما جنوبي والآخر شمالي " وهما باسندوة وحميد الأحمر مع ملاحظة إن احدهما " الجنوبي" لايملك من أمر نفسه شيئا بينما الآخر" الشمالي" وراءه إمكانيات مادية وجماهيرية وسلطوية.


وعلى هذا فلجنة الحوار الوطني هيئة غير رسمية ولا لها قاعدة جماهيرية ولا نظام ولا برنامج وهي أشبه بجماعة أصدقاء لرحلات الصيد والقنص في البراري.


وهذا يعني أن أي اتفاقات تجريها تلك اللجنة ليست ملزمة للمعارضة الرسمية ولا لأحد مطلقا وكان من المفروض أن يتنبه لهذا الشيء إخواننا من القيادات الجنوبية.


6- سكوت حميد الأحمر وباسندوة هو الصمت المريب عن اتفاق يوليو وهو مايفسر تماما إن المؤامرة كانت كبيرة جدا وهذا الصمت عما اتفق عليه في يوليو يعني ثلاثة أمور هي :


الأول: إنهما أرادا من هذا الصمت ممارسة لعب نفس الغدر والخبث بمواصلة اللعب على القيادات الجنوبية وهما جاهزين للعب الدور متى ما استدعى الأمر إذا حدث أي ارتباك أو اختلاف بين النظام والمعارضة حول اتفاق يوليو وهو أمر مرشح لذلك وعندها سينبريان للقول إننا ضد هذا الاتفاق وأننا مازلنا على اتفاق القاهرة للدغ مرة أخرى وتكراره طالما وان هنالك من الطيبة الجنوبية ما تملئ به أو تفيض .


الثاني: الموافقة على اتفاق يوليو بعد أن يتأكدا بأنه يمضي على وتيرة سليمة وبدون أي اختلاف وبالتالي الإعلان عن ذلك ودعوة القيادات الجنوبية إلى الدخول فيه لتشكل ضغط اكبر لمصالح انتخابية للمعارضة بعيدا عن أي اصطفاف شمالي واضح.


الثالث: سكوت الشخصيتين يعني ممارسة ضغط على النظام حتى لا يتراجع أو يستقوى بإمكانياته السلطوية عن الاتفاق خاصة وان هذا شيء معهود عليه ومجرب فمتى ما وجد النظام فرصة للتملص من أي اتفاق لا يتواني عن ذلك بكل وقاحة وفظاظة وبقى الشخصيتين في الصمت يعني ضغط آخر حتى لا ينكص النظام كعادته المعروفة .


7- مقابل الطيبة والصدق للجنوبيين نلاحظ أمرا في غاية الخبث والمكر والكيد لدى لشماليين.


فمن كان يتابع الحرب الإعلامية والاحتقان الإعلامي بين النظام والمعارضة قبل وخلال اتفاق القاهرة اشعر القيادات الجنوبية المقصودة إن لجنة الحوار الوطني جادة وصادقة وان التغيير أمر قادم ولا مفر منه وان الجنوبيين كسبوا إلى صفهم قوى شمالية فعالة ولم تدرك تلك القيادات إن تلك الحملات الإعلامية هي جزء من اللعبة باحترافية عالية ومهنية سياسية رهيبة لدرجة إن انطلت تماما على قيادات جنوبية متمرسة في السياسة وهذا يؤكد لنا إن اللاعبين السياسيين الجنوبيين لم يكونوا بمستوى الأحداث والوقائع وأنهم بعيدون عن المفروض والضروري .



وبالأخير نستخلص من اتفاق يوليو بعض القراءات ومنها:


1- إن الثورة الجنوبية فرضت نفسها في اجتماع يوليو لدرجة الظهور بهذه الوقاحة من قبل الشماليين وان اللعب الآن وفيما بعد سيكون على المكشوف بشكل اكبر وهو أمر دائما ما نقوله نحن لجنوبيين إن الشماليين وان اختلفوا فانا يختلفون على السيطرة علينا وعندما يشعرون بالخطر يتفقون بوضوح وهو ماجرى خلال اجتماع واتفاق يوليو الأخير بين النظام والمعارضة .


2- اعتبار الرئيس علي عبدالله صالح راعي الاتفاق والأب للجميع يعني انه فوق الاتفاق الذي حدث وانه ليس ملزم لأنه أب الجميع وراعي الجميع وان الاتفاق كان بين حزبين سياسيين أو كتلتين سياسيتين تحت رعايته إن اتفقا فهو يبارك ذلك وان لم يتفقا فهو أب الجميع وبالتالي فكتلة المشترك لا تعدو إن تكون حزب معارض في كنف الرئيس تماما وتلتزم بان تكون تحت أوامره وتعليماته باعتباره رمز وطني فوق أي خلافات أو اختلافات بين الأبناء .


3- اتفاق يوليو تم التوقيع عليه وعيون المتفقين تنظر إلى الانتخابات القادمة ومابعد نتائجها والقصد تكريس الوضع القائم عن طريق إنجاح الانتخابات النيابية القادمة مع تقسيم قبة البرلمان بشكل مختلف عما هو ساري الآن وكان من المستحيل إن تتحصل المعارضة على تلك الحصص لولا اتفاق القاهرة واللعب على الجنوبيين بكل خبث ومكر.


4- اتفاق يوليو فرصة تاريخية للجنوبيين لكي يعودوا إلى بعضهم البعض وترك المكابرة والعناد والاختلافات الشخصية جانبا فالكل تحت الخطر والمؤامرات كبيرة وخطيرة ووقحة أيضا ولابد من رد الصاع صاعين عن طريق اتفاق يجعل اتفاق يوليو قزما ومفضوحا. هذا إن أدرك الجنوبيين حقيقة وأهمية وحساسية المرحلة وكبروا وسموا فوق كل الجراحات والماضي والحاضر والاختلاف الهامشي وترك صغائر الأمور بكبارها التي تصنع تاريخا مجيدا نكون فيه الأعلى معنويا وواقعا.


5- باعتقادي إن الرسالة وصلت إلى قيادتنا الجنوبية وأنهم استوعبوا الدرس الأخير ونتمنى إن يكون آخر الدروس وان لم يستوعبوا الدرس فلا اعتقد بأنهم سيستوعبون أي درس آخر في أي يوم آخر مستقبلي.


6- اتفاق يوليو الأخير بين النظام الشمالي والمعارضة الشمالية وهو اتفاق على الجنوبي يدعو قوى الاستقلال والتحرر ترك كل الاختلافات الصغيرة والبدء في اصطفاف وفرز حقيقي حتى تكون المواجهة القادمة بقدر المفروض خاصة في الانتخابات التي لم يكن اتفاق يوليو إلا لأجلها .


وشكرا للأستاذ احمد عمر بن فريد على مقاله " ج1" الرائع ومنتظرين بقية الأجزاء.


الله الله يا ابا عامر على هذا الاحتواء الثلاثي الابعاد للسياسه بمفهومها الواقعي المعقد اكثر من النظري والله ما كنت اعرف انك بحر متلاطم بحالك تغرق اكبر سياسي اهنيك على هذا التبحر العميق ولنا عوده للمناقشه فيما استطعنا اثراءا ومشاركة للمقال والضيف والمضيف

ولك التحيه على هذا المجهود الفكري
__________________
جنوبي بلا حدود
جنوبي بلاحدود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس