عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-12, 03:26 AM   #19
أحمد الربيزي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-28
المشاركات: 764
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم










12ــ الجناح الغربي والمصير المحتوم






انتقلنا الى الجناح الغربي الداخلي كما يسموه الجنود والمعتقلين وفيه 13 زنزانة وكان يقطن هذا الجناح من المعتقلين الجنوبيين السابقين المناضل الكبير الشامخ حسن أحمد باعوم في زنزانة رقم 13 حسب ما عرفنا في ما بعد , كان الاحتفال بي وزميلي فؤاد الذي وصل إلى الجناح هذا في اليوم السابق من قبل زميلنا ألأعلامي أحمد صالح القنع كبير وكان يدور في الرواق ويمر علينا بحذر لأنه يخشى إن لا يستمر وجودنا بجانبه لما حصل له عند وصوله في أول يوم فقد كانت الصدفة التي وضعته في الزنزانة التي بجانب زنزانة حسين زيد بن يحيى الذي سبقنا إلى هذا السجن بأكثر من شهر فبعد إن علم القنع إن حسين بجواره صاح بأعلى صوته ياحسين زيد فسارعوا كل المناوبين في نفس اللحظة إلى نقل حسين زيد إلى مكان آخر ولذلك بقي حذر جدا حتى لا تتكرر معه نفس الحادثة والمسألة لن تتكرر خاصة وقد تم استكمال التحقيقات .
ما أعتبره حسنه من حسنات الاعتقال هو تعرفنا نحن المعتقلين ببعض عن قرب مثلا كنت على تواصل بالزميل فؤاد منذ فترة طويلة ولكني لم أقابله مطلقا واعرف صورته المنشورة فيما هو حتى صورتي لم يشاهدها أبدا ويعرف الجميع حالات كثيرة ومعاريف أكثر وصداقات أوجدها العمل والنشاط السياسي في الحراك الجنوبي السلمي في كل مناطق الجنوب , علمت بوجود فؤاد بجانبي وهو لم يعلم ومن خلال نافذتي مينائي الجديد الذي طليت منه لأقول له يا فؤاد يسلم عليك واحد صاحبك اسمه الربيزي صاح هاااااه أكيد انته أحمد قلت له : نعم وتبادلنا الحديث وعند خروجي في الفسحه السياحية إلى الحمام وقت صلاة الظهر مررت عليه وسلمت عليه ولأول مره نتقابل لم أتوقع ذات يوم إننا يمكن إن نشاهد بعض في الزنازين كانت الفرحه كبيره لأننا مع بعض . ولكن السجان فوق رؤوسنا لا يسمح لنا أن نتكلم مع بعضنا إلا سرقه أثناء ما يكون في غفله ابتكرنا بعد ذلك وسيله نستطيع إن نتكلم براحتنا وذلك بعد صلاة الفجر والمساجين والسجان في نوم عميق فنقوم ونتكلم بالراحة نعم نتكلم في كل شي وكانت أجواء السجن حينها كما أسلفنا أجواء حرب وكنت أشعر أن قرار الحرب يصنع هنا من خلال ما نلحظ من تغيرات تحصل فعندما يكون الوضع متوتر مع الحوثيين تكون معاملة المعتقلين الحوثيين أكثر قسوة من غيرهم وهو ما يحصل معنا وكذلك مع منهم متهمين بالانتماء إلى القاعدة .
تحدثنا كثيرا إنا وزميلي فؤاد في مواضيع شتى ومنها ما كانت النقابة تثيره عندما يزوروا فؤاد أو عندما يرسل لهم فؤاد احد أقاربه حول إن لديهم أوامر بإطلاق سراحنا أو تعاطف منظمات دوليه معنا كنا نشعر بقرب الفرج أو أقلها نسلي أنفسنا بكذا فيمكن لكلمة نسمعها حتى من عسكري لا يعلم بشي أن تفرحنا وتنعش آمالا كبيرة لدينا بالخروج أو عكسها وتكدر عيشنا أكثر من ما هو عليه أستمر الحال لأيام قلائل واشتدت الهجمات الإعلامية تجاه الجنوب بعد 7/7 / 2009م وشعرنا بحدة المعاملات حتى جاءت حادثة اغتيال ثلاثة من القبيطه في حبيل جبر ردفان لتعقد الوضع أكثر وتشعل ألأعلام الرسمي للنظام اليمني المرئي ( وهو عندنا مسموع وليس مرئي ) و المسموع و المكتوب وكذلك الصحافة المستقلة والحزبية المعارضة وكم كان تحزنا هذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها نشطا الحراك السلمي وقياداته حتى من المثقفين وحملة (مباخر التغيير ) ومن يدعون مسانداتهم لمطالب الجنوبيين ويدعون تبنيهم واعترافهم بما يسمونها( القضية الجنوب ) حملاتهم على الحراك كانت أشد عداءا حتى من كتاب السلطة
معا إن هناك الكثير من الشهداء الجنوبيين من الذين سقطوا في ساحات النضال وهم عزل من السلاح ولا حول لهم ولا قوة وكأن دم أبناء القبيطة الذين قتلوا دم أما دم أبناء الجنوب الذين يسقطون كل يوم ليس دم ولا يستحقون التعاطف برغم إن فيهم أطفال أنه لمن المحزن جدا أن يكون هذا منطقهم السائد برغم ما يدعونه من تحضر وثقافة وهنا أقصد مثقفي اليمن وبعضهم متربعين على رأس منظمات أنسانيه وأهليه ترعى حقوق الإنسان كنا نتابع هذه الكتابات نعم وبرغم إن ما حصل لأبناء القبيطه يعد جريمة واستنكرناها فعلا إلا أنها لا تعطي مبرر لصحفيه معروفه وكاتبه في صحيفة الجمهورية التابعة لأمن السلطة الغاشمة أن تكتب مخاطبه الرئيس اليمني عليك أن تبيد هولا أصحاب الحراك الانفصالي حتى لو كانوا عشرات الآلاف وأخرى كتبت تقول إن دم أبناء القبيطه لا يكفيه حتى إلف ناشط ( جنوبي ) من قيادات الحراك وكاتب آخر يدعوا علي عبد الله صالح ليستفيد من تجربة الحرب الأمريكية بين الشمال والجنوب والذي أسفر عن توحيد أمريكا وكان عدد ضحايا هذه الحرب من الجنوبيين مئات الآلاف كذا كان تشنج دعاة الوحدة الشماليين على ثلاثة قتلى من أبناء القبيطة الشماليين ولم تهز لهم شعره واحده قتلانا الجنوبيين الذين يسقطون بدم بارد إلى اليوم هذه .
مرت الأيام سريعة ودنى منا شهر رمضان ولم يعد يفصلنا عنه إلا أياما معدودات والتفاؤل ينتعش أحيانا لدينا بإمكان الإفراج عنا ويتضاءل أحيانا أخرى وفي أعلى أيام للتفاؤل التي كنا نعيشها بعد سماع أخبار موصولة من رئاسة النقابة ( نقابة الصحفيين ) حين وضعت النيابة أمام خيار لا ثالث له إما أن تطلق سراحنا وأما ان تقدمنا الى النيابة والمحاكمة هذا بعد أن استطاعوا مقابلة وزير الداخلية لسلطة نظام صنعاء واعتقدوا إن الوزير وعدهم انه سوف يطرح هذه القضية لأنها ليست بيده و أنما هي بيد سلطات أعلى منه نعم اعتقدوا إن الوزير سيقنع هذه الجهات الأعلى كما قالوا لنا , وكانت تأتي ألينا أخبار أخرى من الجناح الشمالي من زميلنا صلاح يقول فيها أن توقيع الإفراج قد تم إلا أن الشاطر وبورجي اعترضا عليه , أقول في أعلى درجات التفاؤل إن الخروج قرب وأن الإفراج عنا على الأبواب سوى بهذا الأمر ( الوهمي ) أو بمكرمة فخامته في رمضان إلا أن المفاجئة كانت كبيرة والانتكاسة واليأس قد أستحضره استدعائنا من قبل النيابة للمثول أمامها وأخذ أقوالنا ( فؤاد راشد , صلاح السقلدي , أحمد الربيزي ) وكان ذلك قبل رمضان بأيام قلائل وكما كان سيئ هذا الخبر وهذا الاستدعاء إلا أنه كان أكثر من ذلك على زميلنا أحمد القنع الذي لم يستدعوه إلى النيابة لأنه يريد معنا على خير ولا على شر وبرغم أن عضو النيابة وهو جنوبي من يافع أكد لنا أنه لا توجد لدينا قضية تستحق كل هذه الإجراءات والتقاضي بحكم أن ما ثبت عليكم يعد ضمن قضايا الرأي أعرف ذلك كما يعرف زملائي ذلك إلا إن الحقد الأعمى على الأعلام والإعلاميين الجنوبيين وما كنا نلعبه في هذا المضمار هو السبب الرئيس لاعتقالنا ومحاكماتنا , وكانت أخبار توصلنا عبر الحوثيين وعبر العسكر أن هناك اثنان عمداء من أصحاب الحراك قد تم القبض عليهم في عدن وأحضروهم إلى السجن في الأمن السياسي وهم العميد علي السعدي والعميد قاسم ألداعري وتأكد لنا ذلك بالفعل وكانت آخر ضربه للمتفائلين منا بالإفراج لنمضي إلى مصيرنا المحتوم في هذه السجون اللعينة دون وجود أمل لا من قريب ولا من بعيد . وشكرا

انتظرونا ...

سنواصل السرد القصصي ونناقش فيما بعد كل صغيرة وكبيرة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2010-07-14 الساعة 07:12 AM
أحمد الربيزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس