5- (تجربة أحمد القنع الأولى مع طائرة النقل العسكرية)
هي عشرين يوما منذ اعتقالي وهي الأيام الأولى للاعتقال وهي الأسوأ بلا شك ليس من حيث أنها الأولى فقط ولكن لأنها المتعبة جدا لعدة أسباب أولها كوني لا اعرف ما يحصل ؟ ولا أعرف هل هناك معتقلين غيري في هذا المعتقل أو غيره ؟ وكم هو محزن فعلا إن يكون معي مجموعة من زملائي وأصدقائي معتقلين بجانبي وانأ لا أدري بذلك إلا فيما بعد ؟!! عشرين يوما قبل أن يوقظني السجان في 1/ يونيو السادسة صباحا والحقيقة إنني لم ارقد إلا ساعة زمان يعد صلاة الفجر وكنت طول ليلي ساهر وكان أول الليل قد استدعوني وأخرجوني من زنزانتي ككل مرة معصوب العينين ولكن ليس لغرفة التحقيق التي حفظت طريقها لقد كان طريق غرفة التصوير وأخذ البصمة وبعض المعلومات وهي للجهة اليسرى من غرفة التحقيق الحقيرة , كان الحر في أشده كعادته في هذا الوقت من كل عام وكنت أرقد دائما بعد الفجر عندما يبدءا الجو يعتدل نسبيا إلا أن ذلك اليوم الذي فتح السجان زنزانتي كغير عادته في هذا الوقت ويخاطبني لملم حاجياتك الخاصة فقط , كانت فرحتي حذره وكنت أسأل السجان إلى أين ؟ لا يجيب كالمعتاد عطفت حاجاتي با استعجال شديد وكأني أخاف أن يتراجع هذا السجان ويغلق الباب كنت أظن ولو بنسبة بسيطة إنني على وشك العودة الى منزلي ولكنني لا أأمن مكرهم لعله تحويل إلى سجن آخر حملت أشيائي وغادرة الزنزانة كنت أتوقع أي شي إلا أن أرى في تلك الساعة وفي تلك اللحظة صديقي وزميلي ألأعلامي الأسير أحمد صالح القنع كانت مفاجأة كبيرة وأنها بقدر ما أحزنتني إلا أنني فرحت لكوني سوف أعرف منه ما جرى وما حصل ؟؟ مسكت بصديقي الذي شبكونا مع بعضنا بقيد في معصم يساره وفي معصم يمناي إلى أين يذهبوا بنا قال لي لماذا الم يبلغوك البارحة قلت له لا قال إلى صنعاء نعم إلى صنعاء كان يعلم إنني بجنبه في السجن وانأ لا أدري بشي أحزنني ذلك معاتبا له لماذا لم تدعيني بأعلى صوتك ؟! حرام عليك يا أخي قال لي كنت أدعيك بعض الأوقات إلا أنهم يمنعوني ويهددوني , المهم أخرجونا إلى (باص هايس ) وهناك المفاجأة الأخرى في الباص البطل المناضل الصديق الدكتور عبد الحميد شكري ومربوط في قيد مع المناضل البطل الشيخ ياسر الصوملي سلمنا عليهم الكل يعرف أنني مسجون جنبهم إلا أنا لا علم لي بشي نقلتنا السيارة مسرعه إلى المطار العسكري لانتظار طائرة النقل العسكري وهناك وجدنا المناضل البطل الصديق بلعيدي ومجموعه من المناضلين من عدة مناطق لا نعرفهم من قبل كانت فرحتي وغنيمتي هي وجود صديقي القنع وأنا أضحك بالفم المليان لأن القنع من الناس الذين تجدهم مرحين حتى في أسوء الأحوال وهي ساعة زمن وعلي أن أقتنصها تماما وأخرج كل ما لدى صديقي من أخبار وما حصل له في التحقيقات وما يمكن له أن يقوله لي تكلمنا في كل ما حصل إلى ساعة أعتقالة وما جرى بعدها لم اترك له فرصه بالرغم من خوفه كأول مرة يطلع طائرة ويا له من حظ تعيس في تجربته هذه الأولى في طائرة نقل عسكريه هي مخصصه للمعدات العسكرية الثقيلة وكانت تهوي بنا في مطبات هوائيه عميقة تكاد أحشائنا تطلع إلى حلوقنا في الوقت الذي كنت أضحك إلى درجة إن أفحم من الضحك طول هذه الرحلة التي مرت كأسرع سفرة إلى صنعاء وعلى الرغم إننا مقيدي اليدين وحولنا أكثر من سرية في هذه الطائرة من جنود الأمن المركزي وهم يحملون هراوات كهربائية صاعقة با لأضافه إلى ضباط الأمن السياسي الذين عليهم أن يوصلونا إلى السجن السياسي إلا إننا لا نعيرهم أي اهتمام وكانت فترة الرحلة هذه هي الفترة التي جلست فيها مع زملائي المعتقلين الأربعة والتي بعدها عندما وضعونا في زنازين الأمن السياسي تحت الأرض لم أعد أعرف عنهم أي شي إلا ما ندر خلال عام كاملا بعد إن أوصلونا هولا الضباط وودعونا وسلموا علينا بحرارة واعتذارات لا أعرف معناها قاموا آخرين بعمل إجراءات دخولنا زنازين الرعب تحت الأرض في سجن الأمن السياسي وهو سجن نسخة مصغرة لسجن أبو غريب العراقي من حيث التصميم حسب ما أفادونا فيما بعد أفراد متهمين بانتمائهم للقاعدة وجدناهم هناك في هذا السجن مؤكدين أن هذا السجن هو الحسنه الجارية التي وضعها فخامة الرئيس الشهيد صدام حسين أنزلونا معصوبي العينين ومقيدي المعصمين إلى تحت أكثر من دور تحت الأرض بعد أن أخذوا كل ما لدينا وجردونا من ملابسنا عدى الداخلية و ألبسونا أثواب عربية ( زنة ) هكذا يسموها وكان نصيبي إلى (الطارود) الجنوبي أو القسم الجنوبي وحطوني بجانب الزميل الشيخ ياسر الصوملي في الزنزانة رقم (5) فيما الشيخ ياسر في رقم (6) وهذا القسم هو أسوء قسم لعدم وجود تهويه من الجهة المقابلة للباب في زنزاناته غير طاقة صغيره واحدة تتوسط الباب هي كل شي بالنسبة لي هي مينائي وهي سمائي الذي أتنفس من خلاله الهواء وهي اتصالي ونافذتي إلى العالم الخارجي ولكنها تبقى مغلقة في معظم الأوقات و و و نتواصل لاحقا
... الى الملتقى ..