صحيفه العرب القطريه
التحقيق عند نقطة الصفر بعد سنة من تحطم الإيرباص أيه 310
اليمن: حزام ناسف في العاصمة وحالة استنفار ضد القاعدة
2010-06-28
صنعاء - وهيب النصاري
تعيش اليمن حالة استنفار أمني وعسكري واسع في معظم المدن الرئيسة بعد حادث استهداف مقر المخابرات من قبل عناصر القاعدة الذي أسفر عن قتلى وجرحى.
واستحدثت السلطات اليمنية عددا من نقاط التفتيش في مداخل ومخارج المدن بحثا عن مطلوبين أمنيا من عناصر تنظيم القاعدة وتخوفا من عملية أخرى إثر عملية المداهمات لعدد من منازل مشتبهين وحملات الاعتقالات التي طالت عشرات المشتبهين والذين تربطهم علاقة بالحادث الأخير.
وبعد العثور على حزام ناسف صباح أمس الأحد وسط العاصمة صنعاء ونجاح فريق أمني متخصص من تفكيكه قبل انفجاره زاد تخوف الحكومة اليمنية من تنفيذ عملية إرهابية أخرى لعناصر القاعدة خاصة والسلطات اليمنية تسعى جاهدة لاستضافة خليجي 20 بخلق الأمن والاستقرار لإقرار البطولة في اليمن.
وقال مصدر أمني يمني إن الدوريات العسكرية أغلقت الشارع الذي وضع فيه الحزام الناسف بعد تلقي أجهزة الأمن بلاغا من مواطن بوجود حزام ناسف، وقامت بحملة تفتيش في المنطقة وانتشار الدوريات العسكرية لتفتش السيارات التي تمر في المنطقة. وأضاف المصدر ذاته أن فريقا أمنيا متخصصا بالمتفجرات تمكن من تفكيك الحزام الناسف الذي لم يُعرف الغرض من وضعه في منطقة لا توجد فيها منشآت حيوية وغربية، مشيرا إلىً أن أجهزة الأمن نجحت في عمل حزام أمني على كافة المنشآت الغربية من سفارات وشركات ما جعل العناصر التي أسماها خارجة عن القانون تضع ذلك الحزام الناسف بمنطقة بعيدة عن تلك المنشآت المهمة.
وتوصل السلطات اليمنية حملات الاعتقالات والمداهمات وتكثيف التفتيش في معظم المدن اليمنية خاصة بمحافظة مأرب والمناطق الجنوبية التي تشهد توترات واحتجاجات للحراك الجنوبي وعناصر تتهمه بأنهم من عناصر القاعدة. على الصعيد ذاته أجلت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس الأحد محاكمة عناصر من القاعدة إلى السبت القادم. وحددت المحكمة برئاسة القاضي محسن علوان السبت القادم جلسة المرافعات الختامية في قضية متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة هما (منصور صالح الدليل ومبارك هادي الشبواني)، حيث استعرضت النيابة في جلسة سابقة مضبوطات القضية متمثلة في 2 آليات (كلاشنكوف) و 6 مخازن رصاص 2 مسدسات نوع مكروف وغيرها من المضبوطات مع المتهمين مع استكمال اعترافاتهما في محاضر الاستدلالات وتحقيقات النيابة. وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين الدليل والشبواني في أول جلسة عقدتها لمحاكمتهما بداية يونيو الجاري قيامهم خلال الفترة من يوليو وحتى ديسمبر 2009م، بالاشتراك في عصابة مسلحة، استهدفت قيادات عسكرية وأمنية ووحدات من ضباط وأفراد الجيش والأمن والمعدات العسكرية ومنشآت حكومية، ومقاومة القوة العسكرية المكلفة بمطاردتهما وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.
وحسب تهم النيابة فإن المتهمين الدليل والشبواني قد نفذا في 30 يوليو من العام المنصرم هجوما استهدف أفرادا من الجيش أثناء قيامهم بواجبهم المكلفين بهم على متن وسيلة نقل تابعة للواء 101 مشاة، وعليها أسلحة وذخائر بمحافظة مأرب، وأطلقوا عليهم النار من أسلحتهم المختلفة، والتي نتج عنها استشهاد جندي واحتجاز 7 آخرين ونهب الشاحنة وحمولتها.
وفي 3 نوفمبر 2009م هاجما قياديين أمنيين بمحافظة حضرموت وأطلقا عليهم النار من أسلحتهم أدى إلى مقتل مدير أمن مديرية سيئون الوادي والصحراء، ومدير الأمن السياسي بمديرية سيئون (المخابرات) ومدير مباحث منطقة القطن وجنديين وإصابة عدد آخرين. على صعيد آخر، وبعد سنة على تحطم طائرة الإيرباص التابعة للخطوط اليمنية قبالة سواحل جزر القمر ومقتل 152 راكبا، لا يزال التحقيق في الكارثة يراوح مكانه فيما تبدو عائلات الضحايا في موروني ومرسليا (فرنسا) يائسة من التوصل يوما إلى الحقيقة.
ومن مدينة مرسيليا الفرنسية الجنوبية، قال محمد أحمد رئيس جمعية عائلات الضحايا الذين سقطوا في 30 يونيو الماضي، والتي تضم 400 عضو في فرنسا والخارج، «لدي انطباع بأن لا أحد يبالي». وفي جزر القمر، يقول رئيس جمعية أخرى لضحايا الكارثة إنه يشعر «بمرارة شديدة بسبب الخفة التي تتعامل بها السلطات» القمرية مع التحقيق.
وكانت طائرة الإيرباص أيه 310 قد سقطت في المحيط الهندي بينما كانت تقوم برحلة بين صنعاء وموروني وعلى متنها 153 شخصا بينهم عدد كبير من المقيمين في مرسيليا وضواحي باريس، وكانت فتاة في الثانية عشرة من العمر هي الوحيدة التي قد نجت من الكارثة.