عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-27, 12:08 AM   #62
منصور بلعيد
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-03
المشاركات: 366
افتراضي


في البدايه تحيه للاستاذين / يحيى غالب واحمد بن فريد وتحيه خاصه للاستاذ الجليل ابو عامر اليافعي
والى الجميع ازكى التحيات

قبل البدء في الحديث احب ان اطرح استفسار وهو
هل القياده الجنوبيه قديمها وجديدها بحاجه الى فتح آكاديمية الاخلاق الحميده

لا تستغربوا من سؤالي ولا تستعجلوا برفعه الى ملف التخوين الواسع الانتشار ، دعونا ننظر الى الظاهره بوعي وطني وانساني كبير بعيد عن اي حسابات عاطفيه ضيقه

هناك على ارض الواقع الجنوبي توجد تيارات تحمل رؤى فكريه مختلفه ــ واقصد التيارات الوطنيه المحبه للجنوب ـــ تلك الرؤى الفكريه لم تجنّد نفسها وتنزل الى الساحه لتمارس التقطيع والتقسيم بقدر ما يدفعها
سلوك الشخص الذي يحملها بأتجاهات متناقضه ومتصارعه تؤدي الى افساد كل شيئ حولها وتوجه التهمه
مباشرةً الى التيار الفكري ، وعلى سبيل المثال الافكار الاشتراكيه ــ التي قد نبالغ في نقدها ـــ لم تترك الاثر
السلبي في اوروبا مثلما تركته في الجنوب ، لا لآن الافكار تختلف ولكن السلوك والواقع يختلف

من الصعب الحديث عن مرجعيه وطنيه فكريه تختزل افكار ملخصه من كل تيار فكري قائم على الارض ولكن
بالامكان الحديث عن مرجعيه اخلاقيه ــ مرجعيه وطنيه قيميه فكريه ـــ وهذه الاخيره ابواب التجديد فيها مفتوحه حتى في حالة ظهور اي تيارات عصريه جديده ستكون امامها مرجعيه اخلاقيه منظمه لتداول الوعي
الانساني وتستطيع ان تكبح جماح الصراع والتآكل الداخلي وتحوله الى تواصل وتلاقح وحوار

من الاجدر لنا ان لا نكون ظاهره صوتيه تُحدِث الضجيج وتدعي بناء الامجاد وتعلن الانتصارات الخطابيه
حتى يتهيئ لنا مع الزمن اننا قد بنبنا تلك الانتصارات وحققناها على الارض .... بينما الارض والانسان يتؤهان
داخل مربع الضياع الابدي من زمن طويل

لا نجانب الصواب اذا اعترفنا بأننا في حالة ضياع واغتراب وبالذات حين نتحدث عن البناء والمستقبل والتغيير
ونخاطب العقول والضمائر بلغة الخطاب الجامحه التي تكتب وتنطق مالا تستطيع ان تحقق ولو نسبه بسيطه
منه على الواقع ومالا تستطيع به اختراق كل حواجز الذكاء والمنطق والتواضع والاخلاق والصدق بعيون تجيد القراءه والتفسير والتفكير والحوار والاخلاق

فطالما والثقافه مرادف ة لعملية الوعي والبناء والحريه فلا يجوز اختزال الرؤى الفكريه للتيارات المختلفه والعمل
بها بشكل مستقل عن الثقافه الوطنيه ، ونحن لسنا بحاجه الى مشروع سياسي بل بحاجه الى مشروع وطني
فنحن عرب ومسلمين ونبينا عليه افضل الصلاة والسلام يقول ( وما أٌتيتُ إلاّ ان اتمم مكارك الاخلاق )
كما اننا نعلم ان الوطن العربي برمته منذ ان تحوّل الى مربعات صراع سياسيه لم نتعافى بعدها لاننا اصبحنا
بدون مرجعيه ولذلك كان من السهل على الغريب ان يتدخل في شؤننا ويدك كل معالم الترابط الانساني بيننا
ويعمّق الهوّه للوصول بنا الى قوى مستهلكه ليس لها وزن ولا ذكر إلاّ يما هو سلبي وذلك من ضمن مشروع
صهيوني كبير

احبائي الكرام هناك مفكرين عمالقه على مستوى العالم العربي ممن وقف وقفة شرف مدافعاً بها عن
الانسان ومن امثالهم المفكر العربي المرحوم محمد عابد الجابري وهناك المؤرخ محمد العروي وهناك محمد
اركون وكثيرون امثال طرابيشي والاعرجي وغيرهم ممن عالج مشكلة الاخلاق والوعي العربي ، وقد يرى البعض اختلاف وبعض تناقض اولئك المفكرين نظراً لاختلاف مشاربهم ولكن اختلافاتهم صحيه ومسألة الاطلاع
على رؤى مختلفه تناقش العقل الفكري والاخلاقي العربي مفيد ويطرح اكثر من طريق رحبه لتحليل الظاهره
مسألة الدوران وتناقل نفس الافكار القديمه التي اكل وشرب عليها الدهر لن تزيدنا إلاّ تفكك وضياع

فنحن من ضمن كل العرب وهزيمتنا اغلب اسبابها اخلاقيه قيميه وليس القصد التكفير كما قد يحلل العاطفيين
فهناك قليل من الاشتراكيين من يمتلك اخلاق انساني ارقى من بعض من يتظاهر بالتدين

واذا ما نظرنا الى اغلب قادة الامس وبالذات من عاد منهم الى الظهور وكذلك بعض قادة اليوم ، فهم لم يفشلوا
لاسباب ارتفاع او نقص في الاستيعاب الفكري للمعارف ولكن القضيه الاساسيه هي قيميه اخلاقيه ، فهم
لم يرتقوا الى حسابات تخص كرامة الجنوبي وربما انه لم يخطر على بال البعض مثل تلك الحسابات واكتفوا
بالحسابات السياسيه الضيقه التي تدور بين الماده والكرسي ، اما اذا كانوا على ادراك بما سيصيب الجنوبيين
فهم لا يستحقوا بأن يمثلونهم

انظروا هذا الموضوع الذي اتى به الاستاذ الكريم يحيى غالب ، لقد اتى شاكياً من الاعتداء على كرامته بالالفاظ
المخلّه للاداب وكان معه حق ان يثور امام ذلك وحياة الانسان تتعلق بالعزه والكرامه الذي نعتبر نحن معشر الجنوبيين من طلابها والباحثين عنها والناشدين لها في وطن السلام وطن المحبه وطن الانسانيه وطن الاخلاق
الرفيع وطن الاصاله والصدق والامانه وطن الوفاء .....
فهل يجوز لنا ان نبحث عن هذا الوطن قبل ان نبنيه في اعماقنا ؟

في الاخير سنظل نتجاهل اخطاءنا ونتعامى عن رؤية عيوبنا وكل فئه منّا ستظل ترى نفسها الافضل وهي
المؤهله لقيادة الحياه وبس ، وكل الآخرين مقصرين ، وسنظل نسلك هذا السلوك حتى نقبل في فتح علاقات
دبلماسيه مع ذواتنا ونكتشف من نحن وما هو العالم الذي يسكننا حينها سندرك العالم الذي نسكنه ونعطيه حقه ونكون قد وضعنا انفسنا حيث اراد لنا خالقنا ان نكون
( ان الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفُسهِم )

التعديل الأخير تم بواسطة منصور بلعيد ; 2010-06-27 الساعة 12:12 AM
منصور بلعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس