[الناطق الرسمي]

الضالع تحت حر اللهيب
21 June, 2010 07:32:00 الهيئة الإعلامية تاج-خاص
حجم الخط: Decrease font/a> Enlarge font
image

كتب:المحرر السياسي

تتعرض الضالع لحصار عسكري مستمر لأكثر من أربعة اشهر وهي المرة الثالثة التي تواجه فيها المنطقة مثل هذا الهجوم خلال الثلاثة السنوات ألاخيرة.. هي ليست صدفة أو ردة فعل.. وليست كذلك انتقام أو ثار .. بل انه مخطط ضرب الثورة الجنوبية ومن هنا يبدأ.. لماذا الضالع وهي المنطقة التي لا تمثل أي ثقل استراتيجي فليس فيها مصالح اقتصادية ذات أهمية بالنسبة لعصابة صنعاء والمتنفذين.. ولا تمثل أهمية استراتيجية عسكرية فهي منطقة صغيرة ومحصورة بين عدد من المناطق اليمنية ذات الكثافة السكانية ويمكن احتوائها عسكريا بل ويمكن تركها تثور دون أن تلحق أضرار مهمة بمصالح المحتلين مثلما يمكن أن تسببها مناطق أخرى كحضرموت وعدن وشبوه.. الضالع هي ضلع المثلث السكاني الهام يافع ردفان طور الباحة جميعها مناطق محدودة الموارد كثيفة السكان وهي قريبه إلى العاصمة عدن وبوابتها .. بل وأنها تمثل الحاجز الواقي الذي يفصل الجنوب عن اليمن وتختزن عدد كبير من المقاتلين والكوادر العسكرية التي شكلت عصب القوات المسلحة الجنوبية التي كانت تمثل أهم جيوش الجزيرة العربية تأهيلا وتسليحا..هي الحرب التي لم تنته فصولها وجولاتها بعد.. تلك التي بدأتها عام 1994م ولم تحسم حتى اللحظة وليس كما يظن البعض.

هذه هي استراتيجية الاحتلال اليمني ..ضرب الثورة في أهم معاقلها وحصار مناطقها واحدة تلو الأخرى حتى تتفرغ لأعمال نهب في شبوة وحضرموت وعدن.. تتزامن الهجمة العسكرية مع مؤامرة ما يسمى بالحوار الوطني الذي يؤدي دور صرف الأنظار عن المجازر والمعارك التي تدور رحاها في الضالع.. ويشغل ذلكم "الخوار" وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية عن حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها الضالع في اللحظات الراهنة.

الضالع تقاوم دون أي دعم جنوبي بعد أن تمكنت أحزاب اللقاء المشترك من التغلغل داخل الحراك وتفكيكه فلم تعد المكونات تتحرك على مستوى الساحة الجنوبية فصار لكل مكوّن زعماء ولكل منطقة شيع وفقهاء..

هذه هي استراتيجية الاحتلال تفريخ المكونات وتفكيك عرى الثورة وأوصالها ومن ثم الإنفراد بها منطقة بعد أخرى بعد أن صارت كل منطقة تصدر بياناتها وتقيم فعاليتاها وتواجه الاحتلال منفردة.

الضالع تقاوم وهي الوحل الذي ستتمرغ فيه قوات الاحتلال فالضالع تملك من القوة والإرداة ماتفتقده القوات الغازية وذلك كفيل بأن يلقن تلك القوات دروس لن تناسها. ومن الضالع سنتعلم الدرس أننا كجنوبيين نحتاج إلى وحدة الصف والتلاحم والتكامل بين كل المناطق بعيدا عن أي حسابات للمكونات المهلهلة والزعامات التي تكاثرت كالفطر.. بل أن الضالع اليوم تعيد صياغة أجندة الثورة وتفرز الغث من السمين وتمتحن الذهب من النحاس.

عندما تتعرض منطقة في الجنوب للضرب والحصار فلا تنتظر بيانات شجب وإدانة من هنا وهناك.. ولا يجب أن تنتظر كل منطقة حتى يأتي دورها. فالمعركة واحدة وحصار الضالع هو حصار للثورة ..والمعركة جنوبية وليست معارك مكونات أو زعامات فالإحتلال لن يميز بين هذا وذاك.

هذه هي أستراتيحية الإحتلال فأين هي استراتيجية الثورة.



تاج عدن