عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-22, 11:46 AM   #35
احمد عمر بن فريد
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-05
المشاركات: 212
افتراضي

قضايا للحوار الجاد المسئول
المسكوت عنه في " المسألة الجنوبية "
أولا : الحوار هو الغائب الأبرز
اعتقد ان الغائب الأبرز والأكبر عن ساحتنا الوطنية في هذه المرحلة هو ( الحوار ) ... وانه و كنتيجة طبيعية لغياب هذا الحوار نعيش هذا الوضع الصعب المعقد .. ولكن دعونا بداية نعترف ايها السادة ... بأننا لسنا على ما يرام مع قيمة وفضيلة الحوار , وأننا في حقيقة الأمر لا نجيد الحوار كما ينبغي له ان يكون , وأننا لا ندرك حتى الآن القيمة الحقيقية للحوار ... وأننا لم نعتمده – ونعتمد عليه - حتى في ابسط صورة لمواجهة جميع القضايا الخلافية الحاضرة على الساحة كبرت هذه القضايا او صغرت... وانه لا توجد لدينا حتى وسائل او قنوات وربما ( نيات ) للحوار فيما بيننا... وأننا نخاف كثيرا من هذا ( الحوار الشبح ) ومن تحمل تبعاته ونتائجه ..كما انه لا توجد لدينا – الحدود الدنيا – من الدوافع الحقيقية في إجراء حوار ايجابيا مع شركاء العمل الوطني مهما كانت التباينات ومهما بلغ حجمها وتعقيداتها وصعوبتها.
ان الحوار يتطلب ويشترط ان نملك له ذلك النفس الطويل الذي يتطلبه و المرونة الكافية المؤهلة لتقبل الرأي المخالف ...كما ان من يؤمن بلغة الحوار لا بد ان يذهب إليه بشروطه وقواعده الحضارية المعروفه , لا ان يطلب من ( الحوار ) إن يأتي إليه ( صاغرا ) إلى موقعه بشروطه الخاصة المتناقضة أساسا مع قيمة الحوار وفضائله... دعونا نعلم حقيقة هامة بشأن الحوار وهي تعتبر شرط ضروري من شروطه .. وهي ان الحوار لابد ان يفضي الى ( التوافق ) والى تقديم ( التنازلات ) من قبل المتحاورين خاصة في القضايا الوطنية , فلابد للحوار ان ينتهي بطرفين او اكثر الى ( نقطة وسط ) او الى ( كلمة سواء ).. ان على من يؤمن بالحوار ونتائجه ان يعتبر ان الحقيقة لا يمكن ان يملكها طرف دون آخر , وانما هي نسبية ومشاعة ومتاحة , وهذا لا يعني بطبيعة الحال انه ليس من حق اي طرف ان يدافع عن رأيه ووجهة نظرة باستماتة وتفاني مع ضرورة ان يحترم الرأي الآخر وصاحبه دون تسفيه او تحقير او ازدراء له او اقصاء ناهيك عن التخوين .
إذا .. الغائب الأكبر والأبرز هو الحوار بكل قيمه وشروطه التي ذكرت ... و(( إلا )) ان كنت مخطئا في ذلك , فما هو سر هذا ( الانكفاء على الذات ) من قبل الكل تجاه الكل .. وما سر كل تلك ( الجزر السياسية ) المنتشرة بكثرة والمتكاثرة بكثرة غير محمودة في وقتنا الراهن ... وما هو سر هذا البعد والعداء من قبل الجميع تجاه ( طاولة الحوار ) وتسارعهم وتلهفهم تجاه ( طاولة المناصب والكراسي والمسميات ) .. وما سر انعدام اي مبادرات وطنية مطروحة من قبل مختلف القوى السياسية الجنوبية , وما سر كل هذا ( التراشق ) المتبادل مابين هذا الفريق وذاك .. وما سر وجود هذا الحد او ذاك من ( الضغينة والعداء ) مابين الطرف ( س ) والطرف ( ص ) او ما بين فلان وعلان على سبيل المثال.. اوليس صحيحا انه وحينما ينعدم الحوار فأن البديل الحاضر سيكون ( الشك والريبة والتوجس ) ثم البناء على تلك التوجسات والتعامل على أساسها لننتهي بخلق اجواء خصبة من شأنها انتاج العداء والكراهية والبغضاء والتشتت.. هل نحن بحاجة الى كل تلك القيم السلبية المقيته التي تقوض قاعدة الثورة الجنوبية السلمية القائمة على قيم الأخلاق ... اوليس ان انعدام الحوار سببا في كل ذلك ... الا يمكن القول ان غياب الحوار هو السبب الرئيسي في غياب (( المشروع الوطني )) المتكامل الذي من خلاله يمكن للمواطن الجنوبي الذي يعمل في دولة خليجية مثلا منذ عشرات السنيين ان يعلم ويعرف تماما ما لذي سيكون عليه الجنوب في المستقبل القريب ! .. وكيف سيحدث هذا الأمر الكبير ؟ .. وما هو المطلوب منه ؟ .
يخطئ كثيرا من يعتقد ان توحيد مكونات الحراك يعتبر الخطوة الوطنية الوحيدة المطلوب انجازها ..وانه وان حدث ذلك الأمر الذي يبدو عسير حاليا فانه سفينة التحرير سوف تسير بسهولة ويسر الى مبتغاها وهدفها الاستراتيجي...او انه هذا هو المطلب الوطني ( الناقص الوحيد ) في السفينة الجنوبية كي تسير حثيثا تجاه شاطئ الاستقلال الناجز , ويخطئ من يعتقد ان إقامة الفعاليات السياسية المتكررة هي ( الفعل السياسي الوحيد ) الذي يمكن ان يفتح لنا أبواب الاستقلال على مصراعيها.. ومخطئ ومتجني من يعتقد ان الدفع بالشباب في مرامى نيران المحتل وتقديمهم على مذبح التضحية الوطنية وحده يمكن ان يحرر الوطن ... ويغالط نفسه من يعتقد ان (( شكلنا )) الحالي كقوى وطنية جنوبية يعتبر(( مقنع )) إقليميا ودوليا لمن يمكنه في لحظة معينه ان يعترف لنا بحقنا في استعادة دولة الجنوب المحتلة... شخصيا ارى ان (( شكلنا )) الحالي هو (( عيب )) علينا وجريمة في حق الوطن وجناية اخرى في حق شهداء الثورة الجنوبية .
كيف تريد أيها ( القائد ) او ( المثقف ) أو ( السياسي ) أو ( الزعيم ) ... ان تجري هذه الدول حورا سياسيا معك وأنت غير قادر حتى اللحظة على إجراء حوار مع شركاء الوطن ؟؟ .... وما هو التقييم السياسي الذي يمكن ان يكون من نصيبك في عقلية مؤسسات دول عظمى تزورها لتطرح قضيتك لهم لتتفاجأ عند خروجك من مكتبه بولوج شخصية جنوبية أخرى أتت لتقدم نفسها وتطرح لذات الشخصية والمؤسسة نفس القضية التي كنت تتحدث حولها ؟!!! ... وهل تتوقع لمثل هذه الدول ان تقدم ( القليل ) من المساعدة ( اللفظية ) حتى ... ان كنت شخصيا غير قادر حتى الآن على مساعدة نفسك ؟ ..وكيف تستطيع ان تحرر وطن وأنت غير قادر على تقديم ( حبة بندول ) لجريح سقط بشرفه الوطني في ساحة النضال !! .. وكيف تريد من مختلف الشرائح الجنوبية في الداخل والخارج ان تشاركك النضال وانت في مثل هذا الحال ؟ الا تشعر يا عزيزي بأنك تبعد عنهم ألف كيلو متر بحسابات العمل الوطني الجماعي ؟!!
سأختار أن أبدأ اولا ..
كلما طرحت قضية ساخنة للبحث الجدي وللحوار المنطقي الهادف بغرض بحثها وجمع مختلف الآراء حولها , تم تحطيمها في التو واللحظة تحت مبررات وذرائع لا علاقة لها بجوهر القضية او بالهدف الرئيسي منها , ولا يقتصر الأمر على تهشيم تلك القضية موضع الحوار , وإنما يتجاوز الأمر ذلك إلى توجيه الضربات الموجعة إلى صاحب الطرح أو القضية محط النقاش , وكأن صاحبها قد جاء ب " افك مبين " .. أو " فرية كبرى " ويتحول لدى من لا يرغبون في الحوار أو من لم يعتادوا عليه إلى " داعي رسمي للفرقة والتشرذم " .. أو الى " مبلبل " .. أو " مشتت الصفوف ومبعثر للوحدة الوطنية " وكأنما صفوفنا وأن ( الموحدة ) قد ضاقت ذرعا من الانضباط والتوحد ووصلت الى حالتها المثلى !
خلاصة القول ان ما يحدث لأي شخص صاحب رأي وطني يتراوح ما بين حدين سلبيين اقلهما يمكن ان يأتيه همسا من صديق محب على نحو " يأخي هذا الكلام مش وقته الآن " ... واما أعلى سقف يمكن ان يطوله يتمثل في القول – بكل سهولة ويسر - : احذروا هذا !! .. فهو عميل للسلطة , وهو بما يطرح انما ينفذ مهمته " الاستخباراتية " التي دس أو اندس بموجبها في قلب الحراك الجنوبي !! .. وما بينهما يمكن ان يخرج عليك مثقف " غير موضوعي " خوت جعبته من الحجة والبرهان ليقول لك " انما أنت لديك موقف من الحزب الفلاني أو من الجماعة الفلانية ! وانت بما تتحدث به انما تعمل على " تصفية حساباتك الشخصية " مع هذا الحزب أو مع جماعته .. وعليه فإننا سوف نتصدى بكل قوة لمن توسوس له نفسه الاقتراب من منجزاتنا الوطنية !
اخترت ان أمهد بهذه المقدمة لعلي أجد لنفسي من خلالها " منطقة آمنة " استطيع في إطارها ان اطرح جملة من القضايا الوطنية ( الجنوبية ) الهامة ل(( الحوار الموضوعي الجاد )) .. واكرر الحور الموضوعي الجاد القائم على الحجة .. الهدوء .. احترام الرأي الآخر والبعد قدر الإمكان عن شخصنة القضايا او جرها إلى مسارات لا علاقة لها بها .
وعلى هذا الأساس فإنني أدعو مخلصا جميع مثقفي وساسة وقيادات وأبناء الجنوب – بشكل عام – الذين لهم رأي متزن ان يدلوا بدولهم في هذه القضايا لأنني اعتقد ما يلي :
هناك قضايا وطنية ( رئيسية – جوهرية ) لم يتم حسمها بعد بشكل قاطع ونهائي , لأنه لم يتم بحثها والحوار حولها بشكل جدي .. وبقيت هذه القضايا تطرح نفسها بكل تعقيداتها وإفرازاتها على شكل " أسئلة مفتوحة " تبدو عصية على الحل , أو تبدو ممتنعة أو " ممنوعة " من البحث والنقاش بما يفضي إلى حلها بشكل جذري .
وفي رأيي الشخصي ان ترك هذه القضايا دون الحوار حولها بهدف الوصول الى إيضاحها بشكل دقيق وتقديم إجابات مقنعة وتعريفات حقيقية لها , سوف يبقيها " منتجة " بشكل دائم لهذه الحالة من " الركود .. والتشرذم .. والتفكك .. وانعدام الرؤية الواضحة .. وغياب البرنامج السياسي المتكامل " .. والأهم من كل ذلك انعدام الحامل السياسي الجنوبي المنظم . كما انني اعتقد ان تأجيل بحث هذه القضايا وطرحها على طاولة الحوار الوطني لن يجعل آثارها تقتصر فقط على ما ذكرت , وانما سيتجاوز الأمر ذلك الى ما هو اخطر بكثير , من حيث انها سوف تكون مسئولة بشكل مباشر – كما هو جاري حاليا – عن فتح منافذ سياسية واسعة جدا لمن يريد ان ينفذ من خلالها لساحة الحراك الجنوبي السلمي " الداعي للاستقلال " لينتج عن هذا الدخول اخطر ما يمكن ان يكون وهو ( خلط الأمور ) والأوراق .. حتى ان المراقب البعيد لن يستطيع التمييز ما بين مختلف الطروحات السياسية أو المشاريع .. ان كانت مترابطة أو انها ناتج عن استغلال ذكي من قبل قوى سياسية " جنوبية وغير جنوبية " لهذه الحالة التي لاتزال فيها تلك القضايا الوطنية (( غير محلولة )) .
احمد عمر بن فريد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس