عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-17, 11:45 AM   #8
انا الجنوب العربي الجديد
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-02
المشاركات: 45
افتراضي

منقول من كتاب ( الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة ) 1963


( 4 )

اتصال جديد بالجامعة العربية

وكما بذلت الرابطة جهودا مثمرة في الداخل تستهدف توحيد المطالب السياسية بذلت جهودا جديدة في المجال العربي , وقررت تكوين وفد للسفر الى الرياض حيث تقرر اجتماع الجامعة
العربية هناك في ابريل سنة 1962 , وتكون الوفد من محمد علي الجفري رئيس الرابطة واحمد عمر بافقيه مدير الدعاية والنشر والشهيد علوي علي الجفري مدير مكتب الجنوب العربي بجدة .

وقد قام الوفد بنشاط مضني واتصالات واسعة بين الوفود العربية والأمانة العامة للجامعة
ووصلت الى الأمانة العامة أكثر من ستين برقية من داخل الجنوب العربي ومن المهاجر
تأييدا للوفد ولمهمته .
وكان الهدف من ذلك إقناع الجامعة بتبني هذه المطالب السياسية التي سوف تقدم للجنة تصفية
الاستعمار , ومساندة الحركة الوطنية في الجنوب في محاولتها الجديدة , ولكن الجامعة كانت في شغل شاغل بمشاكلها عن الاهتمام بقضية شعبنا العربي في الجنوب ضد الاستعمار وعن
العدوان الاستعماري الذي يجابهه وفي شغل شاغل بمجاملة وزير خارجية اليمن حينذاك الذي
استنكر مجرد وجودنا بجانب الجامعة .

ولقد دهشنا ونحن نتحدث مع السيد صادق المقدم رئيس وفد تونس ورئيس مجلس الجامعة في
تلك الدورة , دهشنا عندما ذكر أن موضوع الجنوب لم يعرض وأن مذكرتنا لم تعرض وأن
البرقيات العديدة والعريضة الممضاة من عشرات من زعماء الجنوب وقادته لم تعرض .

ولما سألنا عن ذلك مسئولا كبيرا في الجامعة العربية أجاب بأن السيد وزير الخارجية اعترض
على تقديم هذه الوثائق لمجلس الجامعة , فعدنا وسألناه عمن هو وزير الخارجية هذا المتصرف
بأمره ؟ أجاب انه وزير خارجية اليمن , وهنا حدث نقاش عنيف بيننا وبينه رددته جنبات الصالون الكبير في فندق اليمامة بالرياض وعلى مرأى ومسمع من أكثر الوفود العربية , على
الرغم من الاحترام والتقدير اللذين نكنهما لهذا المسئول ولكن قضية النضال والتحرر فوق الاحترام والتقدير الشخصي .
أيقنا إذن بعد هذا ألا جدوى من الجامعة , وان علينا أن نسير في الطريق الذي رسمناه معتمدين على الله وعل شعبنا البائس المضطهد المعزول في الجنوب .


بريطانيا تعمل على تشويه معالم القضية


ومنذ أن تبلورت الحركة الوطنية في الجنوب من بداية 48, 49 , 1950 كانت قضية الجنوب
ولا تزال هي قضية التحرر من الاستعمار والقضاء على التجزئة , وضمان الحريات العامة كانت القضية ولا تزال في هذه المرحلة من النضال تستهدف تحقيق هذه الأهداف .

وكان التيار الانفصالي في أوج قوته عام 1950 , ثم تقهقرت الدعوة الانفصالية حتى كادت
تنمحي عام 1956 أمام التيار الوطني القومي الجارف , واستمرت أهداف النضال متبلورة
في الاستقلال , ووحدة الجنوب , وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب .
لم تكن هناك بلبلة او خلاف بين الوطنيين المناضلين حول هذه الأهداف , ولم يفتح باب النقاش
البيزنطي حول معارك الغد او أهداف الغد , ولم يظهر بعد من يجادل حول البيضة والدجاجة
وأيهما أصل للآخر !!!

ولكن عندما شعر الانجليز بخطورة الحركة الوطنية على مصالحهم , ولمسوا مدى عمقها وتجاوب الجماهير معها أوزعوا وشجعوا من يرفع شعار ( جنوب يمني لا جنوب عربي )
ووحدة اليمن أولا , نحن يمنيون قبل أن نكون عربا , وكان ذلك أواخر عام 59 وأوائل عام
1960 .
ووجد الانجليز مجالا في الداخل لتفريخ هذه البلبلة في ( مستعمرة عدن ) التي يتواجد فيها
آلاف من إخواننا اليمنيين القادمين لكسب العيش من صغار التجار وعمال اليومية , ووجدوا
مجالا لدسيستهم هذه لدى الحكومة اليمنية السابقة حيث صادفت لديها هذه الدعوة هوى في
النفس إذ جنبها رفع هذا الشعار خوض معركة مع الانجليز لا ترغب هي في خوضها , وتلقفت
الانتهازية الحزبية والفردية هذا العامل الجديد تستغله الى ابعد حدود غير عابئة بجوهر المعركة ولا حقيقة أهداف الشعب .
وفي الوقت الذي كبلت فيه الإدارة البريطانية الحركة الوطنية ( حركة الرابطة ) بكافة القيود
التي يمكن لمستعمر أن يفرضها على حركة وطنية ، سمحت بحرية واسعة لأصحاب هذه الدعوة الجديدة المفتعلة ، واستهدفت بريطانيا من دعوتها هذه ما يأتي :

1- أيجاد البلبلة في أذهان الشعب ونفوس المناضلين بتعدد الاتجاهات والمطالب .
2- إدخال اليأس في قلوب جمهرة الشعب الغالبة عندما ترى أهدافا ترسم لها لا ترغب
في تحقيقها ولا تؤمن بها .
3- ينتج عن ذلك ارتماء الكثيرين من أفراد الشعب في أحضان عملاؤها الذين ظهروا
بمظهر الحماة للبلاد من الوقوع في براثن المملكة اليمنية .
4- تلغيم الطريق في المجال العربي وبالتالي في المجال الدولي أمام الحركة الوطنية في
الجنوب حيث كفت الحكومة اليمنية بريطانيا مؤنه تحطيم الحركة الوطنية وعرقلة خططها في هذين المجالين .

ولقد نجحت بريطانيا في ذلك الى ابعد الحدود لولا أن رجال الحركة الوطنية في الجنوب لم ييأسوا ، وقاوموا هذا المخطط بمخطط جديد يعتمد على :

1- إعادة تنظيم الحركة الوطنية على أساس جديد ، وتقدير الموقف في كل من الداخل
والمجال العربي سواء بالنسبة للجامعة العربية او بالنسبة للدول العربية على أسس
علمية ودراسة دقيقة .
2- الدعوة التي وجهتها الرابطة الى كافة الهيئات والشخصيات في الجنوب ، وذلك في
مايو سنة 1962 بترك خلافات الغد للغد إن كانت هناك خلافات جوهرية ، وتركيز
أهداف نضالنا اليوم في المرحلة الحالية من النضال في :

(أ‌) إنهاء الوجود الاستعماري
(ب‌) تحقيق وحدة الجنوب العربي ( عدن والمحميات )
(ج) انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب

2- كان قرار هيئة الأمم المتحدة في دورتها السادسة عشر بتكوين لجنة تصفية الاستعمار
المنفذ الذي اغتنمته الرابطة وبحذق ووعي للزج بالقضية في هيئة الأمم المتحدة .
ورغم هذه الخطوات الثلاث التي حققتها الحركة الوطنية في الجنوب إلا أن الاستعمار
والانتهازية لم يقفا مكتوفي الأيدي أمام الموقف الجديد الذي تسببت فيه رابطة الجنوب
العربي ووضعت به الحكومة البريطانية من جهة والحكومة اليمنية السابقة من جهة أخرى في حرج دولي بالغ .


عودة الانفصالية التقليدية

في هذا الجو الجديد وفي صيف سنة 62 قررت بريطانيا إدخال مستعمرة عدن في
الاتحاد ألسلاطيني الذي أقامته في الجنوب , وفي هذا الجو المحموم وجهت أجهزة الدعاية الاستعمارية كل جهودها لتحويل المعركة من تحرر الجنوب بكامل أجزائه وتحقيق وحدته
وسيادة شعبه الى معركة حول دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها الاتحاد , وبهذا تكون بريطانيا قد رسمت وخططت لتحقيق هذا الاتجاه وانضمام عدن إليه , وفي نفس الوقت رسمت خط المعارضة لهذا المشروع .

فبدلا من أن يكون خط المعارضة هو الخط الذي رسمته الحركة الوطنية في الجنوب بعلاج القضية من أساسها أي بزوال الاستعمار من المنطقة كلها وتحقيق وحدتها وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى شعبها العربي ، إذا بالمعركة تبدو أنها معركة دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها مع أن دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها في الاتحاد بشكله الاستعماري ألسلاطيني الحالي لا يغير شيئا من جوهر القضية , قضية الاستعمار في الجنوب كله وقضية وحدته وقضية السيطرة البريطانية السلاطينية .

ومما يؤسف له أن أجهزة الدعاية في سائر البلاد العربية كانت أسيرة هذا المخطط البريطاني لمعارضة مشروع بريطانيا نفسها ، حتى بدا في وقت من الأوقات خلال العام الماضي أن المعركة التي يخوضها الشعب العربي في الجنوب ، وأن القضية الوطنية في الجنوب او النضال الوطني فيه يتركز حول هل تدخل عدن الاتحاد او لا تدخله .


الانفصالية الجديدة

ومع الانفصالية القديمة التقليدية جنبا الى جنب سارت الانفصالية الجديدة ، مع الجمعية العدنية التي تحولت الى حزب هزيل هو ( حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .....
سار ( حزب الشعب الاشتراكي ) الذي تأسس صيف سنة 1962 وجر وراءه المؤتمر
العمالي المجني عليه .

وقامت المظاهرات ضد المشروع ، الشعب يتظاهر بكل كتله ضد الاستعمار وفي سبيل
الوحدة والديمقراطية , والحزبان المشار إليهما يستغلان ذلك لترسيخ المعني الانفصالي
ذاك بفلسفة الانفصالية التقليدية وهذا بفلسفته الانفصالية الجديدة رافعا شعار يمنية المنطقة وهو يعلم علم اليقين استحالة ذلك نظريا وعقائديا وعمليا ، وهو يعلم علم اليقين أن نتيجة نشاطه إبقاء الانجليز في عدن وسائر مناطق الجنوب ، وإبقاء التجزئة القائمة وتدعيم نفوذ السلاطين ، ولا أدل على ذلك من تلك اللافتة التي رفعها حزب الشعب الاشتراكي في ساحة
المؤتمر العمالي ونصها ( لقد باعتنا بريطانيا بثمن بخس ) ، هذا اللافتة التي نذكرها هنا دون تعليق .

وجاء عند ذلك دور أجهزة الإعلام الاستعمارية فنقلت صورة المعارضة والمظاهرات
الى الرأي العام العربي والعالمي على أنها معارضة ضد دخول عدن في الاتحاد , وأن
فريقا كبيرا من أبناء عدن يرغبون في بقاء عدن كما هي تحت الحكم الاستعماري المباشر .

( 4 )




انا الجنوب العربي الجديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس