[عميد الحالمي]

بقلم :- محمد علي رشيد النعماني
لايشك احد في وقتنا الحاضر بان للإعلام المقروء والمرئي والمسموع دور كبير في التأثير على الناس فكريا وثقافيا , ولقد عمدت الدول في شتى أنحاء المعمورة إلى تطوير وسائل إعلامها الرسمية والخاصة بما يعكس ثقافتها ويخدم مصالحها وسياساتها . استخدم المستعمر الأوروبي في القرنين الماضيين الإعلام كوسيلة ناجحة يعتمد عليها في الدول التي احتلها لتهبيط عزيمة الشعوب وبث روح الانهزامية والتفرقة في صفوفها وزرع الشك في الحركات الوطنية للقضاء عليها ومنع انضمام عناصر جديدة لها , ولقد سار الاحتلال اليمني اليوم على نفس النهج الذي انتهجه المستعمر البريطاني للجنوب العربي من بث الفرقة ومحاولة شق الصف الجنوبي والتشكيك في القيادات الوطنية والتاريخية عبر وسائل إعلامه المختلفة , وجند كل إمكانياته المادية والبشرية في سبيل تحقيق تلك الغاية , فقام بإصدار التصاريح لإنشاء عشرات الصحف والمواقع الإخبارية الالكترونية والفضائيات والإذاعات سواء كانت رسمية أو أهلية موالية له وقام بدعمها بالأموال والكوادر البشرية , وأضحت مهمتها ليلا ونهارا هو التشكيك في القيادات الوطنية الجنوبية وزرع الفتنة بين الجنوبيين ومحاولة القضاء على الحراك الجنوبي السلمي بتحريض الرأي العام المحلي والدولي عبر بث الإشاعات والأكاذيب ومحاولة ربط الحراك تارة بما يسمى القاعدة والإرهاب وتارة أخرى بالتمرد الحوثي أو بتخويف الناس بعودة الاشتراكية العلمية ومحاربتها للدين ورؤوس الأموال .

إن الحرب التي نعيشها اليوم في الجنوب العربي ليست حرب عسكرية واحتلال استيطاني جاثم على صدور الجنوبيين فقط بل إنها حرب إعلامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهي اخطر من الحرب العسكرية لأنها تغطي على الجرائم التي يرتكبها جنود المحتل وتزور الحقائق بما فيه مصلحة لنظام الاحتلال , وفي مقابل كل ذلك نجد أن سلطة صنعاء تقوم بإغلاق الصحف الوطنية في الداخل كصحيفة الأيام على سبيل المثال وتعمد إلى إرهاب الصحفيين والمراسلين للصحف والقنوات العربية والعالمية في محاولة منها لإفراغ الساحة الإعلامية من أي تواجد إعلامي محايد ونزيه ينقل الصورة كما هي بدون تحريف أو تزوير ليتسنى لإعلامها الممجوج أن ينفرد بالخبر بعد أن يتم تزييفه في أروقة جهازي المخابرات والأمن القومي اليمني , ولهذا يجب علينا نحن الجنوبيين التصدي لهذه الحرب الإعلامية من قبل إعلام نظام صنعاء ومن يدور في فلكها بتقوية الإعلام الجنوبي بكافة أشكاله وخاصة الإعلام المرئي .

إن قناة عدن التي ظهرت إلى النور بعد طول ترقب من الشارع الجنوبي إنما ظهرت بفضل الله ثم بجهود الطاقم القائم عليها والذين سخروا كل إمكانياتهم المادية القليلة وخبراتهم المتواضعة من اجل إنجاح هذا الصرح الإعلامي الجنوبي الذي كان له تأثيره الايجابي الواضح على الناس في الداخل والخارج مما حدا بنظام صنعاء إلى العمل بجد لإيقاف هذه القناة المباركة ونرجوا من الله أن يخيب آمالهم وتستمر هذه القناة في العمل لإظهار الحقائق وكشف زيف نظام الاحتلال وعنجهيته وإجرامه بحق أبناء الجنوب, وان علينا نحن كجنوبيين أن نقوم بدعم القناة بكل ما أوتينا من إمكانيات مادية أو كوادر بشريه لكي تستمر بنقل الرسالة الجنوبية إلى العالم كافة ولا نبخل عليها بشيء فهي الشمعة الإعلامية التي تنير لنا طريق النضال نحو الحرية والاستقلال في زمن أصبح فيه العالم يعتمد في حروبه ونزاعاته على الإعلام ...

بقلم :- محمد علي رشيد النعماني ...