عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-14, 05:25 PM   #47
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع المسك مشاهدة المشاركة
سلمت أخي كاتب العدل على طرح مثل هذه المواضيع التي نكاد نفتقدها في المنتدى ، وبشأن معوقات الحوار الجنوبي فبنظري أن هناك أزمة فكر أو مناهج فكرية فلو تلاحظ أن الحراك الجنوبي بدأ حراكا فكرياًً قبل أن يكون حراكاً جماهيرا ميدانيا ، وشكلت اطروحات وافكار مسدوس وابوبكر السقاف المنطلقات الفكرية الاولى للقضية الجنوبية وتوسعت دائرة الفكر والمفكرين والكتاب الذي جعلوا من القضية الجنوبية بابعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية والقانونية ، أساسا لكتاباتهم واهتماماتهم المعرفية والصحفية ولا مجال هنأ لتعداد تلك الاسماء ، واستمر هذا الحراك الفكري حتى عقب الانطلاقة الاولى للحراك الجماهيري الميداني حيث كان السقافان ومسدوس ومقبل .. وغيرهم يحضرون معظم ندوات الحراك وفعالياته ومهرجاناته ويلقيان محاضرات توعوية هامة جدا ، ولكن عقب تشكيل الهيئات وماصاحبه من هرج وتكتلات واستقطابات حزبية ومناطقية ، حينها توارى الفكر والمفكرون ليتركوا الساحة للقياداة التي افرزها التسابق على تشكيل الهيئات ومعظمها تفتقر للمؤهلات السياسية بل أنها أبعد ما تكون عن الثقافة والفكر والخبرة العملية ، ولعل أفضل وصف يطلق عليها بأنها قياداة ميدانية فقط ، مع التحفظ عن صحة هذا الوصف بشأن بعضهم ، وهكذا تحول الحراك الى حراك ميداني فقط ، وهذاهو جوهر المشكلة بنظري لانه لايمكن لاي حركة تحررية أن تنتصر أو تستمر مالم يواكبها حراك فكري يؤصل مرتكزاتها الفكرية والسياسية والقانونية ويخطط لحركة تطورها فلايمكن اسناد هذا الدور لقياداة الميدان ، لذلك فالحراك بحاجة الى قيادة سياسية تدير وتخطط لنشاط الحراك وتتحاور لأجل توحيد هيئاته وبرنامجه السياسي ، ومن كان يتصور بان قيادات الميدان الحالية ممكن تدير حوارا فيما بينها وتتوصل الى حلول عملية لمشكلات الحراك القائمة فأعتقد بأنه مخطئ لأن دلائل الحال تؤكد بان القياداة المذكورة فشلت حتى الآن في عقد اجتماع شرعي لهيئاتها فكيف نطالبها بأن تجمتع للحوار مع قيادات الهيئات الأخرى ؟ الخلاصة مطلوب حراك فكري موازٍ للحراك الميداني
استاذي الكريم بائع المسك .. لك التحية
ماأجمل هذه المداخلة التي أخذتنا الى فضاء آخر من معضلة الحراك الجنوبي ،
وسلطت الضوء على جانب هام من حالة التردي في إدارة الصراع ...
نعم كان للفكر الجنوبي ممثلا بالكتاب والصحفيون والمفكرين السياسين
طوال الفترة من 1994 الى لحظة انطلاقة الحراك دواربارزا في استعادة الوعي وتجسيد
المأساة وفضح حقيقة النظام وجرائمة ضد الجنوب الذي مارس ضده ليس حربا ظالمة فحسب ،
بل تبع ذلك تدمير ممنهج لكل ما يتصل بحضارة الجنوب وهويته وإنسان الجنوب .
حتى استعاد المواطن الجنوبي وعيه ( ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ) ،
وترسخت في الاذهان القناعات بان حالة الزيف التي تعيشها الوحدة لا بد من كشفها ومواجتها ، من هنا فعلا كانت البداية وكانت المقالات التي تنشر في الصحف والندوات هي بمثابة الحجارة التي حركت المياه الراكدة داخل الشارع الجنوبي والعقل الجنوبي .
لكن بعد خرج الناس الى الشارع ، وارتفعت الاصوات عاليا وذهبت الى أكثر من ذلك وتنادي بالاستقلال ، هناك بدأت تتشعب الطريق ، وغاب التخطيط وغابت الاستراتيجيات .
وبدلا عنها اقتحم الحراك عناصر هم ما بين العسكر ومتسلقي السياسة .
ورغم الالتفاف الجماهير الكبير حول الحراك كقضية وقيمة وطنية ، الا أن اقصاء اصحاب الفكر
والدراية والخبرة قد انعكس على الشارع بصورة سلبية .
كما أن شخصية الحراك لم تتبلور الى الآن في كيان سياسي موحد له مكانته المعتبرة في الداخل
فضلا عن الخارج .
من هنا نرى انه لا بد من الاستدارة مرة أخرى نحو تفعيل دور أصحاب الفكر والتخلي عن الابتذال والعشوائية التي تسىء الى الحراك والقضية الجنوبية ولم نجد من يستطيع التعامل معها لانتفاء تلك الشخصية الاعتبارية التي تمثل الحراك الجنوبي .
العودة الى الفكر والعمل باسلوب التخطيط والتجربة والتقييم والتصحيح هو الكفيل بعودة الحراك الى المسار السليم والطريق بخطى استراتيجية نحو تحقيق الاهداف .
شكرا لك وتقبل ارق التحايا .
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس