عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-14, 04:17 AM   #45
شمالية حداوية
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-26
المشاركات: 1,519
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل مشاهدة المشاركة
أزمة الفكر .. أزمة الحوار ..
لدينا بلاء هو انفلوانزا أحادية الرأي ، وقتل للأصوات المتعددة الأخرى المعتدلة والمرنة ، إنها أزمة حوار قائمة على أزمة فكر ونظر ،
والمرحلة تحتاج لمواجهة هذه الفيروسات القاتلة، إلى لقاحات ناجحة صادقة تنتجها العقول الوطنية وأصحاب التوجهات والأفكار الحكيمة
لحماية القضية برمتها وحماية الأجيال في المستقبل من حماقات الفكر المتحجر والمتصلب .
فكم نحن بحاجة اليوم إلى واسعي الخبرة والحكمة وبعيدي النظر .
وما أحوج أبنا الجنوب إلى التغاضي والتقارب والتعاون، وتغليب المصالح العامة، والاجتماع على الحق، وتجاوز مساوئ الماضي ،
فضلاً عن الابتعاد عن إثارة النعرات ونكء الجراحات ، ولا بد من الاحتكام وترسيخ المبدأ السامي وجعله مرتكز أساسي في منهج حياتنا ،
وهو مبدأ التصالح والتسامح .
ازمة الفكر .. قد تكون من المشكلات الأساسية التي تعاني منها عملية بناء الإنسان و الأمة الراشدة التي تنهض بأمانة الاستخلاف ،
انها عقلية التبعيض او التفكك أو النظرات الجزئية التي تفتقر إلى الشمولية و التوازن و ضبط النِّسب في كل أمر من أمور الحياة لأنها في نهاية
المطاف تمثل النظرة الأحادية الضيقة التي تتوهم أنها اكتشفت الحقيقة المطلقة كلها واستحوذت عليها من كل جوانبها فلذلك تتحزب لها
و تنغلق عليها و تلغي حق غيرها في النظر و تلغي أيضاً حصتها في النمو و الامتداد الذاتي كما تحول دون الإفادة من جهود الآخرين
و تسبب النظرات الجزئية المتحزبة و النظرات التبعيضية الضيقة ؛ وتسبب أحياناً الفشل و الإحباط ثم التخاذل الفكري و الشلل التربوي
و الانتحار الروحي و ربما الهروب من عالم الواقع و الحقيقة إلى عوالم الوهم و الخرافة و العطالة و انطفاء الفاعلية ..

ان الحوار هو ردة الفعل المثالية والبديل المنطقي للرد على نظرية " صدام الحضارات " .. ففكرة الحوار تتفاعل ولا تتصادم ,
وقد اصبحت الحاجة اليها ضرورية لبناء جسور التفهم والتسامح والتعايش , وحاولة البحث عن حلول للإشكاليات التي تعترض سبل العولمة ..
لكنا اصبحنا امام ازمة حوارية علينا تخطي اشكليات الحوار للوصول الى حل لاشكاليات العولمة .. فطرحنا امامنا اسسا للحوار الحضاري .. اخترنا امرين فقط ..


ماهي الاسس التي يجب ان يقوم عليها الحوار مع الطرف الآخر ؟

وهل نحن مؤهلين للتحاور مع الآخر ؟


فوجدنا ان جابة السؤال الاول .. تكمن تحت اجابة السؤال الثاني ..لذلك علينا ضرورة مراجعة انفسنا والتحاور مع الذات قبل التحاور مع الاخر
إذ لا يمكن بناء اسس للحوار مع الآخر بينما نفتقر الى الحوار مع انفسنا ,

وهنا .. كيف يتم الحوار مع انفسنا ... ؟؟

انه ياتي من النقد الذاتي .. وسنبقى مهمشين في حلبات الفكر والحوار ان فشلنا في مراجعة انفسنا وتغيير او تطوير ذاتنا ,
فإذا ما استطعنا تقبل اختلافاتنا عن ما هو مأمول وايجابي في الصراع الحضاري فستكون تلك هي الخطوة الاولى في تقبل الآخرين ..
وتقبل اختلافاتهم وذلك بالسياسات التربوية العربية وترسيخ مختلف عناصرالتراث الاسلامي والحضارة الاسلامية بصورة موضوعية
بان تتسامح الطوائف والاحزاب وتتعرف على بعضها بمنئى عن التكفير او التفسيق او النظرة بتخلفية او دنيوية للطرف الآخر ... لتكون الغلبة لتيار العقلية ..
فلا ارى طريقة اعقل ولا أقوم من تكوين الذات والعودة الى تاسيس الحوار الذاتي في انفسنا .. وعندها سنكون مؤهلين وبجدارة الى الحوار مع الآخر .

وفي فكرتي التي اتمنى ان تنضج على ايديكم او ان تخطؤها .. ارى انه اذا اردنا تجاوز ازمة الحوار علينا ان تكون مفرداتنا واضحة
غير موجهة الى دين او امة كما يحدث الآن .. ان الحوار وسيلة متقدمة تهدف الى التعايش والالتقاء مع احترام الخصوصيات ..
اذا لا يخشى على تميزنا الديني من الخلل ولا على اصالة العربية فينا من الزعزعة ..
ولا على متطلبات حريتنا من السحق ..
اما اذا توقعنا ان الحوار سينتج عنه تطابق ثقافي وفكري ..

فإننا نحكم على حضارتنا بالفناء اوبالرد الارتجاجي للاجيال .. فلا حوار بدون اختلاف ولا يهدف الحوار الى القضاء على نقاط الاختلاف ..
انما يهدف الى تقارب وجهات النظر واحترام الخصوصيات والوصول الى الحلول الوسطية كما اشار الكاتب .. علي المفلحي .. وتؤدي هذه النظرة إلى تغريبنا وسط العالم ،
حيث ستمثل الشكل الوحشي للعقل العربي ، وحركة التغريب هذه قوة مرعبة .. لأنها تهرب من الاعتراف بالحاجة الى تقلص اوجه الاختلافات الميدانية والفكرية ،
عموما .. تكمن اهمية ايجاد سبل ومجالات للحوار الفكري الى ان .. عالم الأفكار هو المؤثر و الموجه و المتحكم دائماً بعالم الأشخاص و الأشياء ..
وحركة الإنسان و مسالكه المتنوعة هي ثمرةٌ لقناعاته و مواريثه الفكرية و تشكيله الثقافي ،
فالواقع الذي عليه الناس ما هو إلا الإفراز الطبيعي و الوجه العملي المجسد لمنظومة الفكر التي تحركه و تختفي وراءه ،
لذلك فأية محاولة للنهوض و الإصلاح من اجل تجاوز الأزمة الفكرية و تصويب الخلل في عالم الأفكار قبل البداء بالذات ...
سوف تمنى بالخيبة و السقوط و الخسران ، فيجب بذل الجهد في الرعاية التربوية لعالم الأفكار الصحيحة داخلنا .. فهي وسيلة لإزهاق الباطل
( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمَغُه فإذا هو زاهق )

وللحديث بقية ...

تحية تكريم للعقل كاتب العدل
__________________
إِذاْ جَاْرَ الْأَمِيْرُ وُحَاْجِبَاْهُ
وَقَاْضِيْ الْأَرْضِ أَسْرَفَ فِيْ الْقَضَاْءِ
فَوَيْلٌ بَلْ أَلْفُ وَيْلٍ
لِقُضَاْةِ الْأَرْضِ مِنْ قَاْضِيْ الْسَّمَاْءِ

التعديل الأخير تم بواسطة شمالية حداوية ; 2010-05-14 الساعة 04:37 AM
شمالية حداوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس