عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-12, 01:24 AM   #4
ثوري حر
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-21
المشاركات: 1,154
افتراضي

ليش ياستاد غريب ان تنزل من نفسك لهدا المستوي المنحط
لا برد هي ولا سلام

مشعلو النيران المناطقي ومسعروها، قد لا يحترقون بها.. ولكن «النار تحرق رجل واطئها».
الذين يتحلقون حول نيران الفتن ويزيدونها اشتعالا.. ويصيرون لها حطبا وزيتا.. هم من تتفحم عظامهم وتنشوي جلودهم وتسودّ وجوههم.. ويذهبون فرائس غير مطاردة ولا ملحوقة لنار ساروا اليها بأقدامهم أو بألسنتهم أو نفخوا في تلك النيران بهواء مسمم يصدر من قلوب مسمومة..


احذروا النيران.. ايها العقلاء.. اما المجانين فلهم الاصفاد واللجم.. حتى لا يسيروا بجنونهم في الشوارع وبين الناس وفي المنتديات والفضائيات..
ليس من عاقل.. وأنا هنا أنحّي الوطنية والذوبان في هوى الوطن الذي نموت ونموت ليعيش.. يقبل ما يجري على الساحة الجنوبيه الصغيرة من اثارات واضحة للفتنة والتمزيق والتبرع بعلب الكبريت لإشعال نار هنا أو شعلة هناك..
الكل خاسر.. إلا من أشعل النار.. فإنه يفر بغنيمته قبل ان تصل النار الى «وتره»..


هل تراكم الأخطاء.. أوصلنا إلى ما نحن فيه؟!
نعم.. انه الخطأ.. الحرام الأول في هذه التراكمية المحرمة المجرمة الخطاءة المجرمة..

ان الأخطاء.. تتوالد بسرعة وتكبر بأسرع ما تكبر الصحاح.. والجنون يبدأ بنقطة صغيرة.. او بتصرف فلتان قد لا يلتفت اليه احد.. ولكن سرعان ما يكبر ويصير دائرة تستعر فيها وحولها النيران..
أما كيف؟ ومتى بدأ الخطأ الأول الذي جر قوافل الأخطاء؟ فلا اعتقد ان من يسعى الى وأد الفتنة واطفاء جذوة النار.. عليه ان يتتبع بداية الخطوط ويقتفي آثار ذلك الخطأ.. حتى يضع عليه يده ويصيح بأعلى صوته «وجدتها.. وجدتها»..

لابد ـ إن كنّا حقا جنوبين ونسعى الى بقاء جنوبيتنا وتأكيد لحمة أبنائه ـ ان نتعامل مع الواقع الراهن على انه هو الوطن الذي نحبه من أجل بقائنا وبقائه.. من أجل حياتنا وحياته.. من أجل رفاهيتنا ورفاهيته.. وألا ندور في حلقات مفرغة ونقاشات عقيمة مليئة بالاشارات الى الأخطاء ومسببات المشاكل..

ان الخير لنا ولوطننا.. ألا ينبش احد منا صفحات التاريخ.. ويحاول ان يؤكد أحقيته وحده في هذا الوطن..

الأوطان تنزع تواريخها.. وتبدلها.. وتجددها..
فمن كان جنوبين بالأمس السحيق.. وربما لم يعد جنوبين الآن.. فقد يكون ارتحل من هذه الأرض.. وبنى في دار أخرى وعمّر وتناسل هناك.. وأغلق باب علاقته بالجنوب.. فلا ريح منها تفد اليه.. ولا حتى رائحة..

والعكس وارد ايضا على اجنحة الحقيقة..
والحقيقة التي يجب ان نقر بها كلنا كجنوبين.. أيا ما كانت جذورنا وأصولنا ومعتقداتنا.. اننا وافدون كلنا الى هذه الأرض التي جعلنا منها وطنا لنا جميعا.. أحقيتنا وحقوقنا فيه متساوية بغض النظر عن ختم القدوم.. وتاريخ الوصول..
كانت أبواب هذا الوطن مفتوحة للجميع..
لم تكن أبوابا من خشب أو حديد أو سلاسل..
أبوابه.. كانت من تراب وبحر.. وقلب دافئ لا يطرد من طرقه..
جاء ـ منا ـ من جاء على متون الأمواج تتقاذفه بين حياة وموت.. ومنا من جاء يحدو القوافل على كثبان الرمال.. تغرز بها أقدامه.. وتفر قوافله.. وتصطاده ذئاب الفيافي.. وتجرش عظمه ضواريها.. أو من جاء راكبا سيارة أو معتليا متن طائرة.
ومن رحمه الموج.. وأشفقت عليه الصحراء ونجا.. سار الى الجنوب فاستوطنها.. لتسبغ عليه نعمة الانتماء.. وتدثره بدثارها.. وترفع جبينه بالمواطنة.... وتعطيه صكا في أحقيته ونصيبه من الجنوب.. وتوقعه على تعهد بالحب والولاء.. باللسان وبالقلب.
__________________
لاداعي للخوف من صوت
الرصاص..







فالرصاصة الذي تقتلك لن تسمع
صوتها..!!
ثوري حر غير متواجد حالياً