[الأيوبي]

حقاً إن مسألة (( الوحدة الوطنية الجنوبية )) هي العمود الفقري لاستقامة نضالات شعبنا الجنوبي في التحرر والاستقلال . . وعليه فإن وثيقة (( الرؤية الوطنية )) الصادرة عن مكتب الرئيس علي سالم البيض لم تغفل هذه المسألة ، بل أكدت عليها كمسألة جوهرية في مسار نضالاتنا المبدئية . فعدم تجاهل الرؤية الوطنية لمسألة الوحدة الوطنية الجنوبية هو ناتج لواقع العلاقات الجنوبية الجنوبية كانعكاس لما خلفته الصراعات السياسية طوال المراحل السابقة وتأثيرها على النسيج الاجتماعي ، و فقدان الثقة فيما بين تلك القوى الجنوبية . حيث نلمس بان هناك مكونات نضالية متناثرة وفصائل متباينة وتيارات متذبذبة ومناطقية مقيتة .. كل ذلك يشكل نقطة ضعف يتقوى بها نظام الاحتلال .
وبالرغم من رفعنا لشعار التسامح و التصالح منذ بدء حراكنا السياسي ، إلاّ إن الواقع العملي لم يرتقي إلى مستوى تطبيق ذلك الشعار ، كونه لم تكتمل أركانه الكفيلة بإزالة عدم الثقة فيما بيننا البين .
ومن هذا المنطلق يستوجب أن نعير تلك المسألة أهمية تتوازى وأهمية نضالنا التحرري ، وإيجاد آلية لتحقيق ذلك المبدأ السامي .
وتحقيقاَ لذلك فإن التغلب على أثار ما خلفته الصراعات المقيتة ، ولاسيما لملَمة جراح أحداث 13 يناير 1986م هو البداية الصحيحة لإعادة اللحمة الجنوبية .. علماً إن ظروف نضالات شعبنا الجنوبي الحالية وما يجمعنا من أهداف لإعادة هويتنا الجنوبية ودولتنا المسلوبة تشكل الأساس لإعادة اللحمة الجنوبية وتجاوز أثار تلك الصراعات السابقة .
فحتى الآن لا يزال الشرخ لم يلتحم بعد .. وهذه حقيقة يأسف عليها ، ولا يمكن نكرانها إلاّ جاحد .

ولكي تلتئم تلك اللحمة علينا السعي لترجمة ذلك المبداء عبر خطوات عملية على واقع علاقاتنا الجنوبية الجنوبية ... لذلك أقترح عقد مؤتمر وطني للتسامح والتصالح على أن يشارك فيه أسر وعوائل من تضرروا من تلك الأحداث .. بحيث أن يمثل كل محافظة من محافظاتنا الست ، عشر أسر فقط .. وفقاَ لمعيار الأكثر فقداناً لأبنائها الشهداء ً . على أن تكون نتيجة ذلك المؤتمر التصالحي الخروج بوثيقة تتعهد فيها تلك الأطراف نيابة عن جميع الأسر الجنوبية المتضررة من تلك الصراعات ، بالإعلان عن تمسكهم بـ مبدءا التسامح والتصالح ، واعتبار تضحياتهم هي تضحيات للوطن .
بدون هذه الآلية فإن النسيج الاجتماعي الجنوبي سيضل كما هو عليه الحال .