[عربي امريكي]

الحراك الشعبي الجنوبي سمه حضاريه وحق شرعي يمارسه الشعب الجنوبي بسريره نظيفه
وعاطفه مفرطه ونقيه , لكن القائمين والممثلين للحراك ليسوا هم المطلوبين
لقد شاء القدر ان يضع من تسببوا بكل الكوارث التي اصابت الجنوبيين منذ الاستقلال الى الآن
ان يضع نفس التيارات الفكريه المتقوقعه على نفسها والرافضه للآخر والتي لا زالت تفكر بنفس عقلية
الفكر الثوري الخرافي الذي يرفع الشعارات والاصوات دون ان توجد له روابط على الارض ولا حتى
اشارات دلاليه على وجود واقع حقيقي بقدر ما هو نشاط مغرض يقوم بتحريض الجماهير ضد حكام
صنعاء ويتخيلون ان الجماهير ستذهب عن بكرة ابيها لتموت في سبيل عودتهم الى الحكم ـــ انه تخريف
ومن العيار الثقيل ـــ بينما شعب الجنوب قد تعلّم الدرس ولن يسمح لأولئك المستميتين على الحكم
الى العوده مهما كان الثمن

سنصبر وسنراقب الاحداث ونتضامن مع كل من يعمل من اجل شعب الجنوب وليس من اجل القياده
سنتحالف مع الاشقاء وكل العرب وكل محبين الخير في العالم لحتى نصل الى الهدف بأذن الله

نحن على قناعه بأن هذا الحراك سيضمر ويجمد وينتهي وسيأتي بعده الحراك الشعبي الحقيقي
التي تقوده الرجال التي تحب الخير لشعبها ووطنها وسينجح الثاني لانه من اجل الانسان وسيبنى على
مبادئ انسانيه تحترم ابناء الشمال وتحترم كل الجنوبيين وتحترم كل العرب والمسلمين وتحترم
الانسانيه على مختلف ارجاء المعموره

ما يؤكد نهاية حراك نخبة الصراع والتناحر الفكري هو

ـــ ان تلك النخبه لا زالت تفكر بطريقة عهد الثورات التحرريه في منتصف القرن الماضي
ولم تنتبه ان كل الثورات العربيه خرجت عن اطارها التأريخي واطارها الكفاحي الفعلي
للعرب ولم يستفيد اي عربي من كل تلك الثورات ولم يستطع قطر عربي بناء اي نظام
ديمقراطي متكامل على اعتبار ان ما تحقق هو مصالح حكام مأجورين للغرب والشرق

ـــ ان العقل السياسي الحراكي ما زال يرتكز على نفس عقلية الماضي فهو لا يدرك
شيئ اسمه الثقافه الوطنيه كمرجعيه عليا للبلد بقدر ما يؤمن بالسياسه كي يحكم
وللاسف لم يشعر ذلك العقل بأن افكاره اصبحت عباره عن فقاعات تطير مزهوّه بذاتها
في الفضاء وهي لا تدرك بأن لا مجال لها بالعوده الى الارض

ــــ الاهم من كل ذلك ان تلك القيادات تجسد ثقافة الكراهيه ضد حكام صنعاء وضد ابناء الشمال
ولا تحسب اي حساب للأثر السلبي الذي ممكن تتركه في هذا الاطار والذي قد يظر الجنوبيين
اكثر من ان ينفعهم وهدف تلك الزعامات هو الحكم دون التفكير في مستقبل الانسان الجنوبي
ورفع درجة وعيه وتحصينه فكرياً كي يكون مركز الدائره في الحركه المنظمه والبناء الحقيقي

اننا بأنتظار عقليات جنوبيه منفتحه تعمل ليل نهار بين اوساط الجماهير ومن اجل الجماهير سوى
تطول الوحده او تقصر , عقليات تعرف ربها ووطنها وتعرف معنى الانسانيه , عقليات ترتقي بالعقل
الجنوبي وتدفعه نحو الجوانب المشرقه من الحياه , عقليات كسرت حاجز التخلّف الفكري وغادرت
سجون التعصب متوجهه الى الفضاء الانساني الرحب الذي يؤمن بأن الله هو رب كل البريه وان
لا فرق بين عربي على اعجمي إلاّ بالتقوى ’ عقليات تضع مصالح الانسان والوطن في مقدمة
كل اعمالها ولها من القيم ما يحميها ويمكنها من الوصول الى الهدف , عقليات لا تميل الى النرجسيه
وحب الظهور ونفخ الريش ومحاربة العنصريه والظلم بعنصريه وظلم اكثر سوءاً

ألا تتفكرون يا أولي الالباب كم عاشت القيادات الجنوبيه في الخارج ؟ ولم تستطع تلك القيادات
ان تعمل اي تصوّر استراتيجي لخدمة ابناء الجنوب , لم يؤثروا ولم يتأثروا بالمفكرين والمثقفين
العرب على مختلف مشاربهم .ــــــــــ والسبب انهم لا يفكرون في مصالح الشعب ولم يطرأ ذلك
في حسبانهم لانهم يدورون في مربعات حساب الذات وعندما سمعوا بحراك الشعب الجنوبي
الذي يريد الخروج من ظلم الظالمين من حكام صنعاء عادوا أولئك النفر لاستخدام واستغلال
مشاعر الجنوبيين للوصول الى اهداف سياسيه خاصه بهم وليس لغرض خدمة هذا الشعب المسكين
وبالفعل لم ينجحوا لانهم يتصارعون على المكاسب قبل الوصول اليها

فماذا ننتظر من مثل أولئك , لقد حان الوقت لقلب موازين المعادله وتدوير زوايا الرؤيه نحو شيئ
اسمه الجنوب وقبل ذلك نحو شيئ اسمه الانسان الجنوبي وتلك المهمه سيقوم بها الصالحين
الذين يطمعون بعمل الخير والتسابق عليه من اجل ارضاء الله اولاً وخدمة الانسانيه ثانياً