[عبدالله السنمي]

رأي البيان الاماراتية
لمنع عودته إلى دوّامة الالتهاباتعودة التصعيد إلى الساحة اليمنية، تشي بأن أجواء التهدئة التي سادت لفترة؛ كانت أقرب إلى المسكّنات منها إلى المعالجات. ظهور لغة العنف في غير مكان منها، يشير إلى أن الجمر الرابض تحت الرماد، أخذ يتسلل إلى السطح.

فالوضع الذي كان يعتقد بأنه يميل إلى التعافي؛ لا يبدو أنه كذلك. عوامل التفجير ما زالت كامنة فيه. وفي الآونة الأخيرة بدأت تعبيراتها تتوالى، في الشمال كما في العاصمة صنعاء. الأمر الذي يؤكد، من جديد، بأنه من المحال تعايش اليمن مع أزماته العميقة وتركها لعامل الزمن؛ وبأن الحلول الأمنية وحدها لا تصمد. وإذا صمدت لفترة فهي مهددة بالانهيار، عند أول اختبار.

حادثة التفجير التي استهدفت موكب السفير البريطاني في صنعاء، ليست معزولة ولا فردية. ورسائلها متعددة. أمنية وسياسية وإقليمية. الأخطر من بينها، أن الأرضية لا تزال خصبة لتنفيذ مثل هذه الاختراقات.

ثم أنها حصلت في لحظة، عادت فيها عمليات العنف إلى مناطق صعدة؛ ولو ليس بالوتيرة التي سبقت الاتفاق على وقف النار مع المتمردين الحوثيين. المقلق أن المواجهات آخذة في التزايد، مؤخراً. وفيها الكثير من أوجه الشبه مع المقدمات التي سبقت حرب صعدة الأخيرة. منها، التعرض لمراكز حكومية ونقاط عسكرية، في تلك المنطقة.

المشهد مفتوح على عودة الالتهابات إلى الجسم اليمني. ومن ضمنه ما يسمّى بالحراك الجنوبي. خلطة من الصراعات تدعو إلى الخشية من تدهور الأوضاع والرجوع بها، ليس فقط إلى المربع الأول؛ بل ربما هذه المرة إلى ما هو أخطر منه. فالبلد لا يتحمل الغرق من جديد في بحر النزاعات المتعددة الوجوه والتي تهدّد اليمن في الصميم.

أكثر من مسؤول حذّر من الانزلاق في هذه الطريق. وللأسف، فإن الوضع مهدّد بمثل هذا المصير، طالما بقيت المعالجات لجذور مشاكل اليمن، غير متوفرة.

اليمن غير قادر لوحده على التصدي لها. ما وعد به مؤتمر لندن من دعم، تنموي قبل الأمني، ما زال حبراً على ورق. وهو في سباق مع الزمن. أهمية الإنقاذ أن يأتي في لحظته. التأخير يفقده جدواه. الوقت الآن، لأن الانتظار ترف لا يقوى عليه اليمن، في هذا الوقت.