[@نسل الهلالي@]

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان صادرعن الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب

يا جماهير شعب الجنوب الأبطال :

يصادف اليوم مرور ستة عشر عاما على إعلان الحرب على شعب الجنوب في 27 ابريل 1994م من ميدان السبعين صنعاء ... وهي الحرب العدوانية التي أسفرت عن احتلال الجنوب بالقوة من قبل سلطة الجمهورية العربية اليمنية ..ضاربة عرض الحائط بقراري مجلس الأمن الدولي رقم 924 و 931 والتي نصت على وقف العدوان وعدم جواز فرض الوحدة بالقوة ودعت الطرفين إلى حوار بدون شروط مسبقة بيد إن صنعاء واصلت هجومها العدواني والذي أعدت له مسبقاً وشارك في هذا العدوان إلى جانب الجيش والقبائل وتنظيمات إرهابيه مختلفة

وظلت الجمهورية العربيه اليمنية تتفاخر بيوم انتصارها 7|7|1994م وتتفاخر قيادتها بالدهاء السياسي الذي افشل قرار مجلس الأمن بمماطلتهم حتى تم فرض الأمر الواقع أي

( فرض الوحدة بالقوة ) ....

لقد فشل مشروع الوحدة .. بين الجمهورية العربية اليمنية من جهة وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من جهة أخرى كونها تمت بشكل متسرع وغير مدروس ولم يستفت عليها الشعب ولم تراعى الفوارق الشاسعة بين شعبي الدولتين من حيث السكان والمساحة واختلاف النظامين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعسكرياً واختلاف الأيدلوجيتين ولذلك فقد كانت اتفاقية مشروع عشوائي قاد البلاد إلى أزمة وحرب وما ترتب عنها من احتلال وتدمير ونهب مازال مستمر ...

إن ما يثير استغراب شعبنا سكوت المجتمع الدولي ومؤسساته عن جريمة الحرب والاحتلال بالقوة وعن حرب ما بعد الحرب التي لا تزال حتى يومنا هذا والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء شعب الجنوب حيث أن سلطة الاحتلال تقوم بحرب إبادة بطرق خفية ومستترة في الغالب كما تقوم بالتغيير الديمغرافي للوضع ونهب ثروات الجنوب بشكل همجي وانطلاق من الفتاوى التي أصدرها أئمة أو فقهاء سلطة الاحتلال فأنهم يتعاملوا مع الجنوب كغنيمة حرب ومع شعب الجنوب كخونة ومرتدين محكوم عليهم بالإعدام ..

إذ منحت الاتفاقية قياسية دينية بينما هي أصلا اتفاقية دولية بين طرفين ..

إن شعب الجنوب يكرر نداءاته ومطالبة للمجتمع الدولي بمحاكمة سلطة الاحتلال على كل الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا منذ إعلان الحرب وحتى اليوم وأعادت الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية التي جراء التحايل عليها وتجاهلها حيث أن القرارين قد نصا في أخر فقرة لكل منهما على إبقاء القضية قيد النظر الفعلي .. كما أن ميثاق الأمم المتحدة لا يقر بأي شرعية سياسية لنتائج استخدام القوة ( الحروب ) على الغير وبالاستناد إلى المواثيق والعهود الدولية التي شرعها لنصرة حقوق وحريات الأفراد والجماعات والشعوب...

واحترام لإرادة شعب الجنوب بمختلف شرائحه الاجتماعية ومكوناته السياسية والتي تجمع على إن ما هو قائم هو احتلال بل أسوا من الاحتلال ... ووفقاً لخيار ممثلي شعب الجنوب في الاستفتاء الذي أجريناه في يوم 7 | 7 | 2007م في ساحة الحرية بخور مكسر عدن والذي حدد فيه هدفه وخياره الاستراتيجي بالاستقلال الناجز كضرورة وحق وهدف استراتيجي لا رجعة عنه نجدد مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي بفتح ملف القضية الجنوبية وإجبار سلطة الاحتلال على الرحيل سلمياً ...

كما نؤكد للمجتمع الدولي إن بقاء الوضع القائم يمثل دعم لسلطة الاحتلال التي تمارس صنع التطرف والإرهاب وتدعمه وهي التي تقف وراء القرصنة والفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ومحيطها بيد أن استعادة شعب الجنوب لاستقلاله وسيادته على أراضيه سيكون عامل امن واستقرار في كل المنطقة ومحيطها والعالم ...

يا جماهير شعب الجنوب الأبي اسمحوا لي باسمكم أن نقول لأشقائنا العرب وجامعة الدول العربية لا تنسوا أن شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بلد عربي معترف به دولياً وإقليميا وهو العمق الاستراتيجي الحقيقي لكم وتشرف أراضية على خليج عدن ومضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وان ما يتعرض له منذ إعلان الحرب عام 1994م أسوا مما يتعرض له الشعب الفلسطيني كما نسأل كل الرؤساء والملوك والقادة العرب والحكومات والشعوب ... هل يجوز فرض الوحدة بالقوة ؟ وهل احتلال أي بلد عربي لبلد عربي آخر يعتبر وحدة ؟ فلا تخيبوا ظن شعبنا بالعروبة وانتمائه لعروبته .

إن نفس المفاهيم السياسية التي تشمل ألامه العربية والوطن العربي والشعب العربي واللغة والأرض ... هي نفس المفاهيم التي عكسها السياسيون على الواقع اليمني .

وان مفهوم اليمن هو جهوي مثله مثل بلاد الشام وبلاد المغرب العربي ولسنا شعباً واحد على مدى التاريخ ...

مع العلم إن شعب الجنوب صاحب العمق الحضاري والإنساني عبر التاريخ لن يكون بعاجز عن صنع الانتصارات العظيمة والملاحم البطولية وليس بعاجز عن حماية أراضية ولكننا آثرنا السلم وهذا له أبعاد الكل يدركها على الصعيد الإقليمي والدولي .

يا أبناء الجنوب الصامد :

إن صمودكم البطولي في وجه سلطة الاحتلال وحرصكم على استمرار النضال السلمي تفويت الفرصة على الاحتلال لدفعنا إلى ممارسة العنف حتى يبرر لنفسه استخدام القوة يمثل مصدر قوة ستجبر الاحتلال على الرحيل عاجلاً أم أجلا وإنني في هذا اليوم المشئوم أجدد الدعوة إلى المحاربين القدامى واخص بالتحديد جميع العسكريين الذين كانوا الطليعة لشعب الجنوب في 7|7|2007م ادعوهم جميعاً إلى الاستعداد للخطوة الثانية التي سنستكمل إجراءاتها إنشاء الله خلال الأيام القادمة والتي تكمن في قيام المجلس العسكري الوطني لان الواجب يفرض علينا أن نظل كقوة منظمة في الطليعة وسنعيد بإذن الله الأمور إلى وضعها الطبيعي .. كما ادعوا شباب استقلال الجنوب إلى أن يكونوا سنداً قوياً لطلائع العسكريين والأمنيين وجنباً إلى جنب معهم .. كما ادعوا كل مكونات الحراك الشعبي الجنوبي السلمي إلى دعم جهود المحاربين القدامى ( العسكريين والأمنيين ) التي ستدفع نضال شعبنا الجنوبي إلى مرحلة متقدمة تضيق الخناق على الاحتلال وتجبره على الرحيل ...

كما نكرر دعوتنا لكل مكونات الحراك الشعبي السلمي للعمل المشترك على المستوى القيادي ووضع حد لأولئك الذي يلهثون وراء أشياء زائلة إننا ننصح هؤلاء أن يكفوا عن هذه السلوكيات المفضوحة وان يحفظوا ما تبقى لهم من احترام .. فنحن بأمس الحاجة لكل جهد ولا داعي لإلغاء الآخرين أو تجاهل دور احد .. وندعو بعض المكونات إلى حل مشكلاتهم وصراعاتهم الوهمية داخل أطرهم ولا داعي لنشرها ... لأنهم بذلك يقدموا خدمة لسلطة الاحتلال وندعو كل الجنوبيين في الخارج إلى تركيز الجهد بالاتجاه الرئيسي الخارجي ليعكسوا جهود ومطالبنا الداخلية للخارج وليس العكس ...

كما ادعوا الجميع إلى حشد كل الجهود والإمكانيات في المكان والموقع المناسب والمؤثر لإجبار سلطة الاحتلال على الاعتراف بقضية شعبنا وقضيتنا وإدانة الحرب وتعترف بفشل مشروع الوحدة وبالتالي تقبل بالحوار بإشراف إقليمي ودولي ..

أيها الإخوة :

وانتم تقيمون هذا المهرجان الجماهيري الحاشد الذي ترعاه الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب بإمكانياتها المتواضعة دون تقديم دعم من أي جهة كانت في الداخل أو في الخارج فبرغم هذا الحصار الإعلامي والمادي الذي أن دل على شيء وإنما يدل على مصداقية الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب , هذه المصداقية التي تعتبر رأس مالها مع برنامجها السياسي , كما انه ليس لدى الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب ما هو فوق الطاولة أو تحت الطاولة بل إنها تتعامل بوضوح وبمصداقية كاملة مع القضية الجنوبية منذ الوهلة الأولى ألا وهو مواصلة النضال السلمي حتى نيل استقلال الجنوب وبناء دولته المنشودة مؤكدين في نفس الوقت لنظام الاحتلال وأصحاب النفوس الهزيلة من أبناء الجنوب بان رسائل المتفجرات التي ترسل ألينا لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرار على مواصلة نضالنا ..

إن الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب تدين وتستنكر محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها السفير البريطاني في صنعاء يوم أمس 26 ابريل 2010م وتحمل نظام الاحتلال كامل المسئولية .

كما تدين الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب مسرحية المحاكمة التي بدأت اليوم لعميد صحيفة الأيام الأستاذ هشام باشراحيل وأولاده وكافة أسرة الأيام مناشدين منظمات المجتمع الدولي وفي طليعتها منظمات حقوق الإنسان إلى تحمل مسئوليتها تجاه ما تسمى بهذه المحاكمة وتجاه شعب الجنوب بأسره .

تحية فخر واعتزاز لصمود شعبنا البطل , الحرية لأسرانا , والشفاء لجرحانا , والخلود لشهدائنا.

أخوكم العميد الركن | ناصر علي النوبه

رئيس الهيئة الوطنية العلياء لاستقلال الجنوب

رئيس مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين

27 |ابريل |2010م