[نبض الضالع]

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لاتوجد رؤية للحراك السلمي الجنوبي؟000000
------------------------
لانعلم ماهي الاسباب الحقيقية والمعوقات التي تحول دون قيام الجنوبيين بتقديم برنامج سياسي يحدد رؤيتهم < خارطة الطريق > التي يسير
على ضؤها الحراك السلمي الجنوبي ونحن في زمن العلم والتخطيط ،ناهيك أن الجنوبيين بشكل عام كانوا يمتلكون دولة اعتمدت على
التخطيط والبرامج لكل شي من العمل الصغير الى خطط الدولة العامة ومن القسم الى الوزارة بل ووصلت الى وضع الخطط الشخصية
لكل فرد وهذا هو مايحيرنا من أن الجنوبيين الذين تعودوا وعملوا على أساس التخطيط والبرمجة والتنظيم لايريدون اليوم أن ينظموا
عملهم ويضعون برنامج يحتكم إليه الجميع ويعمل على ضوئه لينهي هذا التخبط والعشوائية ويطمئن الداخل والخارج وتكون الناس على
بينة بنهجك وتوجهك وشكل دولة الجنوب القادمة،

إن أي عمل مهما كان صغيراً اذا لم توجد له دراسة وخطط لايمكن أن يكون مصيره إلا الفشل فما بالك بمشروع كبير يتمثل إستعادة
وبناء دولة الجنوب الحديثة القادمة:

وعلى الرغم من هذه الوضعية إلا أن الحراك أستطاع أن يشق طريقه بفضل إرادة وعزيمة هذا الشعب وبنضال وتضحيات المناضلين الشرفاء
وقدم ويقدم التضحيات بكل كبرياء وشموخ فكيف لو أمتلك البوصلة التي يسير عليها وتنظمه وتوحد طاقاته وتجنبه الانزلاق وتختصر المسافات.
إن غياب هذا البرنامج قد أفضى إلى التخبط والعشوائية بعملنا والى تلك القرارات الغير مدروسة المتناقضة والمتضاربة مع بعضها البعض
والى توجية تلك الخطابات والرسائل التي أثرة على تحالفاتنا آكانت داخل الجنوب أو مع الشعب الشمالي وقواه ورموزه الوطنية المتعاطفة
معنا أو تلك الموجهة للخارج دون مراعات التحالفات الدولية وتاثيراتها مع عدم وضوح توجهك ورؤيتك السياسية وشكل الدولة القادمة ،
ولذلك لايكن أن نستقرب هذا الصمت العربي والدولي وعدم تعاطي الخارج مع قضيتنا العادلة بشكل إيجابي وملموس لإنهم ينظرون
الى مجهول غير وأضح المعالم لااحد يعلم الى أين يسير ومع من 0

إن غياب هذه الرؤية قد مكن نظام صنعاء واعطاه الفرصة لإتهام الحراك بأنه غوقائي لاتوجد له قضية وإنهم مجموعة ممن فقدوا مصالحهم
بعد حرب عام 94م كما حاول إلصاق القاعدة بالحراك وكذلك نسب أعمال العنف والتقطع والقتل التي طالة أبناء المحافظات الشمالية للحراك الجنوبي ،وذلك لإفراغه من مضمونه السلمي وتحريض الشعب الشمالي ضده ومما ساعده في ذلك بعض الشعارات والتصرفات التي أستغلها وغذاها ودفع بمثل هذه الاعمال وإفتعالها0

لقد أوجدت هذه الوضعية حالة من الضعف والتخبط وعدم الاستفادة في توحيد الامكانيات والطاقات لمختلف أنشطة الحراك السلمي أكان
على صعيد الداخل أو الخارج لغياب المركز القيادي الموحد ولعدم وجود عمل مؤسسي عن طريق الهيئات الموحدة وتجلى ذلك في
الدعوات المتناقضة للفعاليات وفي الرسائل العديدة التي وجهة لمؤتمر لندن والرياض والقمة العربية من كل حدب وصوب التي أظهرت
أن الجنوبيين لايمتلكون قياده موحدة ، على الرغم من أن الإتجاه العام للشارع الجنوبي قد أجمع على قيادة الرئيس البيض كرئيس شرعي
للجنوب .

إلا إنه في ظل غياب هذه الرؤية وفي ظل تعدد هذه المكونات وعدم إتحادها وإيجاد إدارة موحدة سوف تظل هذه المشكلة قائمة والتي يقع
حلها بدرجه رئيسية بيد الرئيس البيض لانه هو وحده القادر على حل أي تباينات أو خلافات والقادرعلى الضغط من أجل وحدة هذه
المكونات لتوحيد جهودها والانتقال للعمل المؤسسي وفق رؤية سياسية واضحة.

ولن يستطيع الرئيس البيض القيام بهذه المهمة الا اذا أبتعد عن الانحياز والتمحور مع أي فصيل حتى يستطيع أن يكون القائد والمرجعية
والحكم لكل أبنا الشعب الجنوبي ومكوناتهم المختلفة وهو قادر بالفعل على تحقيق ذلك وماتفاعل الشارع مع دعواته الا خير دليل على ذلك،
ومع اقرارنا وتسليمنا بالمسؤلية الكبيرة الملقاه على عاتق الرئيس البيض كرئيس شرعي للجنوب الا إن هذا لايعفي مسؤلية القيادات التاريخية
الاخرى مثل الرئيس علي ناصر والرئيس حيدر العطاس وبقية القيادات الاخرى التي ينتظر منهم شعبهم أن يشكلوا مع الرئيس البيض فريق
عمل جنوبي قيادي موحد من أجل إيصال قضية شعبهم العادلة للمحافل الدولية.

إن بقاء هذا الوضع كما هو عليه دون معالجات سريعة سوف يؤدي إلى مزيد من التفكك والعشوائية والإحباط وسيمكن نظام صنعاء من
إستغلال هذا الوضع لتفتيت الحراك وإرباكه والقضاء عليه وضياع حلم وأمل الجنوبيين في استعادة دولتهم وحريتهم وكرامتهم 0000



........... ابو وضاح الحميري