عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-16, 05:55 PM   #1
بورتال
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-19
المشاركات: 46
افتراضي صورة : الحاج صالح الحدي .. الطير يرقص مذبوحاً من الألمِ



الحاج صالح الحدي .. الطير يرقص مذبوحاً من الألمِ

زنجبار-الحد / عنا / خاص / 16 أبريل نيسان 2010





يترجل الحاج "صالح الحدي" من السيارة ويصر وهو الشيخ المسن أن يكمل مسافة خمسة كيلومترات سيراً على الأقدام لتشييع نجله الذي قتل برصاص قوات أمنية بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حاولت اقتحام المنزل واعتقاله في الأول من مارس آذار الماضي, ثم يفاجيء الحاج صالح الجميع عندما يرقص رقصة "البرع اليافعي" أمام سيارة الإسعاف التي تقل جثمان نجله ومن خلفهما طابور طويل من السيارات يتلوى كأنه ثعبان يرقص مع رقصة الحاج صالح.

يقول "علي السعدي" وهو أحد أقارب الحاج صالح "تفاجأنا كلنا بهذا الفعل, عمنا صالح كبير في السن, ولكنه أصر على إكمال الطريق سيراً على الأقدام, وكانت المفاجأة عندما ابترع أمام جثة الشهيد".

ويضيف السعدي مؤكداً اندهاشه :"هذه أول مرة أرى فيها موقفاً كهذا.. بعض الآباء يفقدون أعصابهم في مواقف كهذه, لكن أول مرة نشاهد أحدهم بهذه المعنويات العالية".

الشاب "خالد أحمد الكلدي" أحد الذين شيعوا جثمان "علي صالح الحدي" قال وهو يشرح لـ "وكالة أنباء عدن" حجم التشييع : "أعتقد كل الذين عندهم قناعة بقضية الجنوب واستقلاله وعندهم الرغبة في الاستشهاد من أجل قضيتهم هذه كانوا يتمنون لو أنهم مكان الشهيد الحدي".

الكلدي يضيف : "أنا أتمنى إذا استشهدت أن يقوم والدي بماقام به والد الشهيد علي صالح".


هل يرقص الطير مذبوحاً من الألم؟


كثيرون ممن شاهدوا أو سمعوا برقصة البرع للحاج صالح وأطلقوا عليها أوصاف ومسميات مثل "رقصة الموت", "رقصة البرع الأخيرة", "رقصة الوداع الأخيرة" قالوا أن الحاج صالح الحدي كان قلبه يعتصر ألماً على فراق نجله, وما هذه الرقصة إلا كقول الشاعر "لاتحسبوا رقصي بينكم طرباً,والطير يرقص مذبوحاً من الألمِ".

ولكن الحاج صالح الحدي يصر في حديث عبر الهاتف لوكالة أنباء عدن "أنه فخور جداً بابنه علي الذي عاش بطل ومات بطل" على حسب وصفه.

ويضيف الحاج صالح : "أراد الشهيد أن يموت وهو يدافع عن أرضه وقضيته, وهذا الفعل يشعرنا بالفخر, وأما البكاء لو كان مات موتة غير مشرفة.. هو كان يعلم بالذي سيحصل لكنه كان مصمم على الاستشهاد فهذا طلبه".

ويؤكد الحاج صالح "ابني شهيد الجنوب كامل لأنه استشهد وهو يدافع عن قضية الجنوب..ومئات الآلاف الذين شيعوه وترحموا عليه ودعوا له بالجنة, والطريقة البطولية الذي مات فيها من حقي أبترع وأفرح.. يذهب المال والرجال ويبقى الذكر الطيب".

وكانت قوة أمنية قد حاصرت منزل القيادي في الحراك الجنوبي "علي صالح الحدي" بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين فجر الأول من مارس آذار الماضي وأسفرت اشتباكات متبادلة عن مقتل ثمانية على الأقل هم "علي صالح السعدي الحدي" وقريبه "أحمد محسن السعدي" بالإضافة إلى ستة على الأقل من عناصر الأمن التي حاصرت المنزل لأكثر من ست ساعات.

وشيع مئات الآلاف من أهالي الجنوب صباح يوم الأحد الماضي في موكب جنائزي حاشد جثامين "علي صالح الحدي اليافعي" و "أحمد محسن السعدي" و"محسن محمد الجعوف" إلى مقبرة الشهداء بمدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج بجنوب اليمن.


*الصورة : الحاج صالح السعدي يرقصة رقصة "البرع اليافعي" أمام سيارة الإسعاف التي تحمل جثمان ولده, ردفان جنوب اليمن 11 أبريل نيسان 2010م.



http://aden-na.com/default.asp?page=1003&NewsID=1282



التعديل الأخير تم بواسطة بورتال ; 2010-04-16 الساعة 06:35 PM
بورتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس