عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-11, 12:36 AM   #7
نزار السنيدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-10
المشاركات: 3,104
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمالية حداوية مشاهدة المشاركة
دفع طرح مثل هذا الموضوع الى التعمق نحو نقطة يلتقي فيها الاستقلال السياسي مع الاستقلال الفكري في عقلية .... شخصٍ ما ...ومنها قد تسمحين لي ان انطلق في حواري معك حتى افسر لنفسي وافسر للقارئ ان المجهود الذي نراه او الذي لانراه من رجال وعناصر الحراك ... مجهود عالي الجودة ... مقسم ربانياً بين العناصر ...
ولدراسة شخصية هذا السياسي ...دراسة عادلة ... نبداء بالاعتراف ان ...

شخصية الإنسان معقدة. ومعنى تعقد الشخصية أن لها مكونات مختلفة تتفاعل فيما بينها. وبما أن التفاعل قائم فهو مستمر. وهذه المكونات مزيج من الصفات الموروثة والمكتسبة. وتختلف هذه المكونات بعضها عن بعض قوة وضعفا، رهنا بعوامل منها طبيعة ومدى قوة أو ضعف الظروف السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية والنفسية والتاريخية الداخلية والخارجية التي يعمل الانسان تحت تأثيرها. ومن طبيعة هذه الظروف كلها انها دائمة التفاعل وبالتالي فهي نشيطة (دينامية).
لدى كل إنسان قدر من صفة العالم والباحث ومن صفة الشاعر ومن صفة المشْرف والمدير والناقد ومن صفة السياسي والمثقف. غير أن الاختلاف بين الشخصيات يتجلى في حجم كل مكون من هذه المكونات. إن الصفة الرئيسة التي يتصف بها السياسي المحترف، مثلا، هي أن توقه إلى ممارسة أكبر قدر من النفوذ وإلى تولي السلطة الحكومية وغير الحكومية، أو الرسمية وغير الرسمية، توق طاغٍ (ايجابيا او سلبيا ) ، بينما يكون هذا التوق لدى الأشخاص غير السياسيين أقل طغيانا. وكلما ازدادت هذه الصفة لدى الإنسان قوة ازدادت فيه صفة السياسي المحترف تعزُّزاً وبالعكس. وفي شخصية السياسي المحترف مكون النزعة إلى الاستفادة من الممكن والواقع أكبر من ذلك المكون في شخصية المثقف، مثلا، ومكون الاهتمام بالقضايا الشخصية أكبر من ذلك المكون في شخصية المثقف. وفي شخصية المثقف تكون النزعة إلى النقد أكبر من ذلك المكون في شخصية السياسي المحترف. وفي شخصية المثقف مكون النزعة إلى التغيير أو عدم التغيير لاعتبارات عامة أكبر من ذلك المكون في شخصية السياسي المحترف الذي مكون النزعة فيه إلى البطش بالخصوم أكبر من ذلك المكون في شخصية المثقف. في شخصية المثقف قدر أكبر من الارتداع عن البطش بالذين يخالفونه الرأي وهامش أكبر من التسامح أو التغاضي أو صرف النظر.
ولاختلاف مكونات شخصية المثقف وشخصية السياسي المحترف تختلف طرق العمل وأساليب التعامل مع الناس والأشياء. بحكم شخصية السياسي المحترف لديه قدر أكبر من الاستعداد لأن يغلّب ما يريد تحقيقه على مراعاة مقتضيات مُثُل معينة. ولدى السياسي المحترف، بسبب حافزه القوي على ممارسة النفوذ، قدر من النفوذ في المجتمع والدولة أكبر من نفوذ المثقف. وبذلك النفوذ يستطيع السياسي المحترف أن يحقق أغراضا لا يستطيع المثقف أن يحققها. ويحتاج المثقف أحيانا غير قليلة إلى السياسي المحترف رغم أنه - أي المثقف - قد لا يقبل بالوسائل التي حصل بها السياسي المحترف على النفوذ الذي يجعل المثقف في حاجة إليه.
ولهذا الاختلاف في مكونات الشخصية بين السياسي المحترف والمثقف وأيضا لاختلاف طرق العمل وأساليب التعامل مع الناس والأشياء يشوب التوتر العلاقة بينهما، وبسبب هذا الاختلاف لدى المثقف أسباب لرفض مواقف ووجوه سلوك يتخذها السياسي المحترف أكثر من الأسباب التي لدى السياسي المحترف لرفض مواقف ووجوه سلوك يتخذها المثقف.


اذاًوبالنظر إلى أن للظروف الاجتماعية والنفسية المذكورة أعلاه وغيرها المتفاعلة أثرها في تحديد قوة طغيان هذا التوق إلى تولي السلطة فإن شخصية السياسي المحترف دينامية وشخصية الإنسان غير السياسي المحترف دينامية، والعلاقة بين السياسي المحترف والإنسان غير السياسي المحترف دينامية.
والمؤسف من خلال الاطلاع وشهادة الرواد ... ان وفي الأراضي العربية لا توجد تقريبا فئة المثقفين المستقلين، لأن استقلال أو عدم استقلال المثقف - ونحن نتكلم هنا عن الاستقلال بمفهومه النسبي إذ لا يوجد استقلال كامل - يقترن بنشوء بنى اجتماعية واقتصادية وسياسية معينة تتيح قدرا من حرية الإعراب دون خوف عن الرأي المستقل النقدي. ومن هذه البنى نشوء المجتمع المدني ووضع وإرساء الكوابح والضوابط التي تطبق على المؤسسات السياسية الرسمية وغير الرسمية والحكومية وغير الحكومية. والمجتمع المدني وتلك الكوابح والضوابط ضعيفة في العالم العربي. وبالتالي لا يتمتع المثقفون باستقلال الفكر النقدي. ومن هذه الحالة تعاني أية فئة أخرى يتمتع الاستقلال الفكري النقدي بأهمية في أدائها لدورها المهني أو الاجتماعي.
وتعرقل هذه الحالة التطور السليم للمجتمع لأن المجتمع لا يمكن أن يتطور تطورا سليما بدون توفر استقلال الفكر والنقد اللازمين لتسليط الضوء على بدائل السياسة وبدائل العمل المتاحة ولإتاحة الحوار الحقيقي بين الآراء لما فيه مصلحة المجتمع.
وبالنظر إلى أن نواحي مختلفة في الحياة العربية، بما في ذلك الحياة السياسية، لا تزال تتسم بالمحافظة ولا تزال التقاليد مسيطرة عليها، وبالنظر إلى أن المجتمع العربي الأبوي غير الحديث وغير الديمقراطي في أغلبه يشكل المرتع المناسب لبقاء أصحاب المصالح السياسية الرسمية وغير الرسمية في مواقع السلطة السياسية، وبالنظر إلى أن الفكر النقدي المستقل الموضوعي لا بد من أن يستهدف تغيير هذه الحالة أو تعديلها فإن أصحاب هذه المصالح يناهضون استقلال الفكر واستقلال النقد الفكري ويعملون لتهميش وإزالة دور المثقفين الناقدين المستقلين في المجتمع.


اذا نستنتج وبقوة الموقف ان السياسي معذور اذا ماتثاقلت خطواته ... وربما تراجعت ... ولكن لنعلم ان هناك دائماً من يتقدم الى نقطة اخرى ... ولن تقف المسألة على عنصر واحد او ضرف معين ... فخاصية الدينمية .. خاصية جماعية موروثة ... مما سيضمن بإذن الله استمرار الثورة .... في شتى مصاعد الحياة ...

اذكر في احد المواضيع استنتجنا من خلال الحوار الى وجوب الاهتمام بجانبي التعليم والاقتصاد ... واعيد عليهما هنا لانهما ما يجب ان يستمر دون تثاقل ... ولو لا قدر الله للثورة من قيام في عصرها ستقوم عاجلاً ام آجلاً ... فقط ان يتنبه المجتمع الى دور الثقافة والاقتصاد في التحرر حتى تحت استغلال اكبر دول العالم بطشا...

رد رهيب لن ازيد بس سمعت احدهم ذات يوم
تحدث عن تاسيس اكاديميات اعتقد ان هذه احدها وشكرا
نزار السنيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس