تسود الشارع الجنوبي الليلة حالة من الترقب والحذر عشية الإضراب العام الذي دعت إليه قوى الحراك الجنوبي قبل أيام استنكارا لحالة الطوارئ المفروضة على بعض المدن الجنوبية
صدى عدن / خاص / 04 / 04 / 2010
المعلمين ومدارسهم وأولياء أمور الطلاب والتجار والباعة والبساطين وأصحاب مزارع القات وبائعوه وحتى المخزنين رفعوا درجة التأهب إلى اللون شبه الأحمر تحاشيا لوقوع مداهمات واعتقالات قد تطال بعض الناشطين خصوصا بعد المنشورات التي وزعها أنصار الحراك يوم أمس وأمس الأول دعوا من خلالها " الجماهير إلى التعاون في إنجاح الإضراب العام في كل محافظات الجنوب" السلطات الأمنية منذ صباح هذا اليوم الأحد بدت كالمعتاد, النقاط الأمنية كما هي فيما يتعلق بالزيادة أو النقصان في الأفراد والآليات, لكن ربما أن الساعات القادمة ستشهد تطورات ملحوظة وتصعيدا استثنائيا وربما حضرا للتجوال في المدن الرئيسية كالذي حدث في الضالع الشهر الماضي.
على الصعيد السياسي يتوقع أن يكون هناك نوع من الحذر من جانب السلطة في التعامل مع الإضراب العام غدا لاسيما بعد الزيارة المفاجئة للدوحة التي قام الرئيس هذا اليوم وعقد خلالها قمة ثنائية مع نظيره القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, فالرجل لا يريد مزيدا من الإحراج بعد مطالبة الأشقاء الخليجيون له بتهيئة الأجواء السياسية في البلاد, لكي يسهل تدفق الأموال التي تعهدوا بها في سلسلة المؤتمرات التي عقدت لدعم اليمن, وهناك التعهد الذي قطعه صالح على نفسه أيضا أمام قمة سرت الأخيرة بمعالجة الأوضاع في الجنوب والتي عدها بعض المراقبين اعترافا صريحا بالقضية الجنوبية التي ظلت قوى الحراك في بداية الأمر تطالبه بهذا الاعتراف ومعها أحزاب اللقاء المشترك التي لاتزال متمسكة بهذا الخيار حتى بعد أن رفعت قوى الحراك مطالبها إلى درجة فك الارتباط .
كل ما ذكر سينعكس على الأرض غدا, إما تصعيدا أمنيا وفرض حالة طوارئ ثانية ونشر الجند والآليات لمنع إغلاق المحلات - طبعا - مع الحذر الشديد في التعامل مع كل من يريد فرض الإضراب بالقوة بمعنى اعتقال وإطلاق في نفس الوقت دون اللجوء إلى استخدام الرصاص الحي والمباشر لتجنب الإحراج كما ذكرنا, هذا أمر, والأمر الآخر هو أن يتم سحب التعزيزات والآليات والإبقاء على بعض أفراد من الشرطة بدون أي سلاح سوى الهراوات, وهذا أمر من النادر أن يحدث في الضالع التي اعتادت على لعلعة الرصاص في كل الفعاليات الحراكية السلمية التي لا تروق للسلطة وعادة ما تنتهي - إن لم يكن بقتيل أو اثنين – بعشرات الجرحى والمعتقلين