عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-02, 04:42 PM   #7
*الغريب*
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-21
المشاركات: 2,463
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السّلامي مشاهدة المشاركة


ما كتبه الغريب يكشف وجه آخر لخفايا الصراع الحقيقي في اليمن ويكشف سر بقاء اليمن متخلفآ في شتى مناحي الحياة, ومن وجهة نظري فأن أساس الصراع في اليمن ليس مذهبيآ بالمعنى الديني للكلمه بل طائفيا بالمعنى السياسي للكلمه. فبالرغم من أن ثلثي سكان الشمال هم من الشوافع وبالرغم من مشاركتهم بثورة سبتمر إلآ أن جميعهم قد تم أقصائهم من السلطة ومن الحاكمية ....أمثال النعمان وعلي عبدالمغني والعواضي والبيضاني ألخ....

لقد ورثت القبائل الزيدية الحكم عن الأمام واستولت على السلطة بالقوة وتعاملت مع بقية المناطق الشافعية على أعتبار أنهم ليسوا إلا رعية خاضعين للحاكمية الزيديه. وتكونت في الخفاء التحالفات بين الملكيين والجمهوريون من القبائل الزيدية للحفاظ على الحكم بأيدي القبائل االزيدية وأذلال الغالبيه من السكان الشوافع وحرمانهم من حقهم في أدارة شئونهم أو المشاركة في صنع القرار.

وفر علي عبدالله صالح أرضية توافقيه بين قبائل الزيدية للتمتع بكل موارد الدوله وبناء الشخصية الزيدية الحاكمه وكرس في نفس الوقت حقيقة المواطنه من الدرجة الثانيه لدى كل المنحدرين من المناطق الشافعية عبر الأقصاء من السلطة ومن الحقوق المدنيه . وتم نهب الأرض على أبناء تهامة وتعز وأب لصالح المتنفذين الزيود. تماما كما يفعلوه في الجنوب.

من هنا يتضح سر تعمد الأصطفاف الزيدي على عدم بناء الدولة المدنية التي كان يطمح فيها أبناء الشمال. لان الدولة المدنية تعني ضمنآ الأعتراف بالمواطنه السوية( المتساوية) وإذا ما تم ذلك فستكون الغلبه للأكثرية من السكان في الحقوق والواجبات وستضيع مصالح الزيود. ولذلك ضلت القبائل الزيدية ترفض الأنصياع للدولة المدنية وترفض الأنصياع لحكم القضاء ولا يدفعون ضرائب كغيرهم من السكان بل ومن النادر أن يعاقب زيدي إذا ما قتل شافعي ، فالزيدي لا يخضع للدوله لأنه يعتقد أنه الدوله بذاتها ولانه الدولة والدوله هي القبيله فلا يصح أن يلتزم بالقانون كبقية الرعية.

هكذا تكونت العقلية الحاكمية للقبائل الزيدية البعيدة كل البعد عن المذهبية الزيدية وعن تعاليم ديننا الحنيف الذي لا يفضل بعض الناس عن بعضهم إلا بالتقوى.

لم تكن القبلئل الزيدية مؤمنة بالوحدة بل أدركت أن الوحدة هي الطريق لسلبهم امتيازات الحاكمية التي ضلت في أيديهم لعقود من الزمن. وعل العكس كان بقية الشوافع يأملون من أن الوحدة ستحقق لهم المواطنه السوية ولكن التحالف القبلي الزيدي أنقلب على الوحدة وتخلص من الشركاء الجنوبيون ومن الجيش الجنوبي الشافعي وتخلص من كل الموظفين الشوافع في السلطة وقتل من قتل منهم واحتل الجنوب في 94 ليضع نهاية للخطر الشافعي الذي يمثل ثلاثة أرباع السكان ليبقي السلطة بيد الزيود.

ولكن الزيود ضلوا أمام أمتحان صعب فالوحدة لا يمكنها أن تستمر ما لم ينتج عنها نظام دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات وذلك ما لم لم يعملوا على تحقيقة لأن فيه نهاية لأمتيازاتهم بالتمتع بالمواطنه من الدرجة الأولى على حساب غالبية السكان. ولذلك لم يستطيعوا بناء دولة بل صنعوا طابور من الفساد والفاسدين يلتهم كل مقدرات السكان المحكومين قسرآ من تلك المنظومة الطائفية للحكم.

لن تقوم دولة في اليمن في ضل منظومة الحكم القائمة حاليآ ولهذا فشلت الدولة بأعتراف كل العالم واصبحت تحت الوصاية الدولية وبات على الزيود أن يتركوا الحكم للأغلبية من السكان أيا كانت مذاهبهم فأن لم يفعلوا فسيتم تحويل اليمن إلى دويلات شأوا أم أبو ولن تبقى لهم حاكمية إلا في مناطقهم الزيدية.

لقد ضحى الجنوب ليس بالحكم فقط بل وبالأرض من أجل الشوافع في الشمال اليمني ولكن شوافع الشمال مكبلين من ماضيهم وراضين بأن يضلوا رعية. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


أما أبناء الجنوب فأنهم على مقربة من استعادة دولتهم وبعد ذلك لن تبقى الحاكمية الزيدية على وضعها في الشمال بل ستنقلب الأمور رأسا على عقب.



شكرا لك اخي العزيز ويعجبني كثير رجل مثلك يقدم مداخلة جميلة تفيد الموضوع والقارئ ونعم اخي العزيز هي الحرب في الاصل دينية مغلفة بالوحدة والديمقراطية ونعم الزيود لم يبحثوا عن الدولة المدنية ودولة النظام والقانون او دولة المؤسسات حتى لا يتهمش الحكم الزيدي وينتهي دور قبيلة حاشد اذا قامت دولة المؤسسات والنظام فيهمهم الفساد والسرقة ولا يهمهم الاصلاح والامن والاستقرار ...
الغريب ..

التعديل الأخير تم بواسطة *الغريب* ; 2010-04-02 الساعة 04:46 PM
*الغريب* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس