عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-27, 04:41 AM   #1
نايف الكلدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-01-09
المشاركات: 4,299
افتراضي رسالة الرئيس البيض لــ القمة العربية في ليبيا

فيينا – لندن " عدن برس " : 27 – 3 – 2010

دعا الرئيس علي سالم البيض الرؤساء والملوك العرب المشاركين في القمة العربية التي تفتتح اليوم في مدينة سرت الليبية للضغط على نظام صنعاء لإيقاف سياسة القتل المسلطة على الجنوبيين ، ووقف التحضير لحرب جديدة ضد الجنوب ، واحترام إرادة شعب الجنوب، وتفعيل القرارات الخاصة بالجنوب ، وإرسال لجنة لتقصي الحقائق حول الوضع في الجنوب.
وقال البيض في رسالته التي حصل " عدن برس " على نسخة منها : " إن قضية شعبنا في الجنوب المحتل قضية عادلة،لأنها تتعلق باحتلال أرض شعب الجنوب، وممارسة التمييز العنصري ضده، وتهميشه وسلبه من حقوقه في السلطة والثروة " .

بسم الله الرحمن الرحيم



الإخوة أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو،ملوك ورؤساء الدول العربية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.



في البداية نسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم في اجتماع قمتكم الذي سيُعقَد بإذنه تعالى في الجماهيرية الليبية في نهاية الشهر الجاري ، وأن يجمع كلمتكم على الحق، ويوفقكم لما فيه مصلحة وخير الأمة العربية.
ونحن إذ نأمل نجاح مؤتمركم في هذا الظرف العصيب،فإننا نود أن نطرح أمامكم قضية شعبنا في جنوب اليمن،راجين أن تولوها الاهتمام والعناية،لأنها تقع في صلب العمل العربي المشترك،وعلى العرب قبل غيرهم تقع مسؤولية إيجاد حل عادل لها.
إن قضية شعبنا في الجنوب المحتل قضية عادلة،لأنها تتعلق باحتلال أرض شعب الجنوب، وممارسة التمييز العنصري ضده، وتهميشه وسلبه من حقوقه في السلطة والثروة، حيث جرى تسريح كادر دولة الجنوب الوظيفي بشقيه العسكري والمدني،بالإضافة إلى العمل المبرمج على طمس هوية الجنوب وشعبه ونهب الثروات ومصادرة الحريات.لقد صبر شعبنا طويلا على الظلم اللاحق به،وعانى نحو عقدين من سياسة القوة والحديد والنار، وقدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين والملاحقين والمشردين في المنافي،وهو منذ حرب سنة 1994 التي شنها رئيس النظام علي عبد الله صالح خارج معادلة الشراكة الوحدوية، التي قامت عليها اتفاقية الوحدة بين دولتنا في الجنوب اليمن الديمقراطية ، وبين دولة الشمال الجمهورية العربية اليمنية. لقد تعاقدنا في تلك الاتفاقية على مبدأ الشراكة التامة بين دولتين وشعبين، لكن الطرف الآخر تراجع عن هذا العقد، ولجأ إلى الحرب سنة 1994 من أجل فرض مشروعه الخاص ، وبذلك استولى على السلطة والثروة ، ومنع الجنوبيين من حقوقهم على قدم المساواة ، ومنذ ذلك التاريخ يجري التعامل مع الجنوب كغنيمة حرب ، ومع شعبه كرعايا بلا حقوق.
لسنا هنا في وارد إعادة رواية تفاصيل ما حدث منذ ذلك اليوم وحتى الآن ، فهذا أمر يحتاج إلى مئات الصفحات،بالنظر إلى حجم المآسي التي لحقت بأهل الجنوب ، والمعاناة التي عاشوها من جراء سياسة الحديد والنار.
منذ ثلاث سنوات قرر شعبنا في الجنوب أن يكسر حاجز الخوف ويتحدى سياسة البطش المسلطة عليه،وانتظم في حركة احتجاجية شعبية تعرف باسم الحراك الجنوبي السلمي،وقد لقيت هذه الحركة استجابة واسعة، لأنها خاطبت عقل ووجدان المواطن الجنوبي،وعبرت عن همومه ومآسيه التي فاقت كل الحدود،بسبب سياسة استئثار الشماليين بثروات الجنوب،ورمي قرابة نصف مليون موظف إلى رصيف البطالة والعوز.
إن الحراك الجنوبي هو عبارة عن حركة شعبية هدفها إعادة الأمور إلى نصابها بعد أن انفرط عقد الوحدة،وتضع على رأس أولوياتها تمكين شعب الجنوب المحتل من ممارسة حقه في تقرير مصيره بنفسه،وهي تتخذ من الأسلوب السلمي طريقا لتحقيق هذا الهدف،ولكن نظام صنعاء الذي استمرأ نهب ثروات بلادنا،لم يجد سبيلا للرد سوى سياسة الترهيب والرصاص وحتى قصف المدنيين بالطيران الحربي،فسقط من الأبرياء اكثر من مائتي شهيد خلال ثلاث سنوات وما يقارب الف جريح ومئات المعتقلين والملاحقين،لكن ذلك لم يفت في عضد شعبنا ولم يوهن عزيمته ،فبقي يتمتع بإرادة قوية، مصمما على استعادة دولته المستقلة وعاصمتها عدن.
إنني وإذ اعرض أمامكم هذه القضية فذلك من موقعي كرئيس شرعي لجنوب اليمن قمت بتوقيع اتفاقية الشراكة الوحدوية بالنيابة عن شعبي،وانطلاقا من مسؤوليتي الأخلاقية والسياسية والإنسانية ، واستجابة لنداء شعبي، قمت للمرة الثانية في الثاني والعشرين من / مايو الماضي بخطوة فك الارتباط،الذي قامت عليه اتفاقية الشراكة الوحدوية في 22 /مايو سنة 1990.
واسمحوا لي أن أوضح لكم بأن قضيتنا ليست انفصالية كما يقدمها حكام صنعاء، بل هي قضية نزاع بين دولتين وشعبين عربيين قررا ان يلتقيا في مشروع وحدوي،لكن هذا المشروع فشل ولم يبلغ هدفه،ولذا من حقنا أن نعود إلى وضعنا السابق.وبالتالي فإن ما قمنا به ليس احتجاجا على خلاف عابر،بل هو محاولة لمعالجة الخلل الجوهري الذي حصل،وكان من واجبي ومسؤوليتي أن أدافع عن شعبي وعن حقه في العيش على أرضه بكرامة،وان يتمتع بثرواتها من دون أن يشاركه فيها أحد آخر.
من هذا المنطلق، ارجو أن تنظروا للمسألة من زاوية مختلفة عن تلك التي يحاول نظام صنعاء من خلالها أن يمنع أي تدخل عربي أو دولي تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة.أقول بكل صراحة أن هذه الحجج واهية،وها هي الانتفاضة الجنوبية الاستقلالية تقدم في كل يوم الدليل تلو الدليل على صحة وجهة نظرنا.
إن شعبنا يعول على قمتكم وينتظر منها الكثير على طريق رفع الظلم الواقع عليه، ومساندته في وجه المجازر التي ترتكب بحقه على نحو وحشي.إن شعب الجنوب لا يطالب بحق ليس له،ولا ينتظر مكرمة من أحد، فهو شعب حر أبي متجذر في أرض آبائه وأجداده ، لن يرحل عنها،ولن يحني رأسه لأي قوة مهما بلغت من بطش وجبروت،وقد قرر أن يذهب في انتفاضته حتى الاستقلال.
إن شعبنا في الجنوب يعول على أشقائه العرب لتفهم دوافعه وأهدافه ، ويناشدكم عدم تجاهل رؤية الحقائق الميدانية اليومية الصارخة،التي تتحدث عن التوق إلى الحرية والاستقلال،والعيش بكرامة وسلام.
لقد ولت عهود الوصاية على الشعوب،وانتهى عهد الاستعمار منذ زمن طويل،وشعبنا الحر في الجنوب المحتل لن يقبل أن يحكم من قبل سلطة أخرى بالحديد والنار،وكما ضحى لانتزاع الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية ، فهو يعرف طريقه للخلاص من الاحتلال الجديد.
هاهي الانتفاضة الاستقلالية المباركة في الجنوب تؤكد في كل يوم أن حبل سياسة ابتزاز الداخل والخارج باسم الوحدة والانفصال قصير،وقد بدأ العالم يتفهم ذلك ويدركه ويأخذه في عين الاعتبار، ولذا نناشد الأشقاء العرب التعامل مع قضيتنا بمعناها الصحيح، وعدم إدارة الظهر لها تحت ضغط سياسة الابتزاز.
لقد كنا دولة فاعلة في الجامعة العربية،وعملنا مع بقية الاشقاء العرب على بناء مؤسسات العمل العربي المشترك،وكان لنا اسهامنا الملموس في كل المنعطفات التي مرت بها الأمة العربية،ولذا من واجب اشقائنا العرب أن يساعدونا في إيجاد حل سلمي يحقن الدماء، ويحول دون انفجار نزاع دموي جديد يؤدي إلى نزيف في منطقة حيوية بالنسبة للأمن والمصالح العربية المشتركة.
من هنا نعول على مؤتمركم،ونناشدكم المبادرة إلى تحرك سريع قبل ان تشتعل النار،ولا يعود فيه التدخل ينفع.
ندعو مؤتمركم للضغط على نظام صنعاء لإيقاف سياسة القتل المسلطة على الجنوبيين،ووقف التحضير لحرب جديدة ضد الجنوب،واحترام إرادة شعب الجنوب،وتفعيل القرارات الخاصة بالجنوب،وإرسال لجنة لتقصي الحقائق حول الوضع في الجنوب.
أمام القادة العرب فرصة كبيرة للقيام بدورهم،وتحمل المسؤولية في إنهاء الأزمة.



والله الموفق



الرئيس /علي سالم البيض
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة معلاوي ; 2010-03-27 الساعة 02:26 PM
نايف الكلدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس