عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-18, 03:25 AM   #1
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي تشكيل هيئات طوارئ مصغرة

تشكيل هيئات طوارئ مصغرة
المعلوم إن حاكم صنعاء بعد اجتياح جيشه وقبائله للجنوب في 7/7/1994م عمد إلى وضع الجنوب تحت حكم وأحكام استثنائية سعى من خلالها القضاء على كامل مكونات ومقومات دولته السابقة ومحو وتدمير لثقافته وهويته وخصوصيته وروابطه الاجتماعية وإذلال وتركيع كرامة وعزة وأنفة شعبه المعروف بمقاومته ورفضه لكل أشكال الظلم ولاستبداد طيلة تاريخه الطويل وظن انه بكل ذلك يستطيع تحقيق حلم وتمنيات أجداده الطغاة وأئمته المستبدين منذ حروب قائد الجيوش السبئية كرب آل وتر وانتهاءً بحروب آل الأحمر تلك الأمنية العزيزة التي راودتهم على مر تلك العصور المتمثلة في الاستحواذ على ارض الجنوب وثرواته وضمها إلى إقطاعياتهم الخاصة التي يديرونا من حصونهم في أعلا جبال شمال الشمال لتأتي إليهم غنائمها وخيراتها طائعة سالمه من أي نقصان ، وقد أعيتهم خلال مراحل إطماعهم السابقة الحيلة في إيجاد مبرر لتحقيق هدفهم ذاك حتى اهتدى مؤخراً إمامهم يحيى حميد الدين إلى اختلاق مبرر وذريعة لرغبات نفسه التواقة لتملك جوهرة الجنوب وعروسة بحر العرب وضمها إلى ضياعه وذلك من خلال إدخال اسم الجهة الذي أطلق على إقليم جنوب جزيرة العرب ( اليمن ) على مملكته لينادي بعدها بإعادة الفرع الآخر من ذلك الإقليم ( الجنوب العربي ) إلى اليمن الأم أو الأصل (مملكته) ولم يحقق أطماعه بهذا الادعاء الباطل إلا انه توارثه خلفاؤه من بعده وحاولوا غرسه في النفوس والعقول كعقيدة راسخة حتى جاء علي عبدالله صالح ليحقق هدف أجداده وأسلافه المقدس الذي تواصوا به سلف عن خلف حتى صار تحقيقه ليس غاية بذاته بقدر ما هو إعادة اعتبار لكبرياء انكسر وثأر لدم أهدر خلال مراحل محاولاتهم الفاشلة السابقة . فاتت فرصة الانتقام وإشباع الرغبات المكبوتة ، بنفسها إلى بين يدي آخر حكامهم في 22/5/1990م وما كان ينبغي أو يتصور أن يترك فرصه كهذه فكان له ذلك في 7/7/1994م ولأنه يعي تماماً من خلال تاريخ أسلافه أن التحدي لا يكمن في تحقيق ذلك الهدف المقدس لديهم بقدر ما يكمن في الحفاظ عليه ، لذلك عمد عقب تحقيق ذلك الهدف إلى حشد كل إمكانياته بحيث لم تعوزه حيله ولا وسيلة ولا مكيدة ــــ من التي يزخر بها تاريخ حكمة السابق ـــ مهما كانت حقارتها أو خستها إلا وطرق بابها وجربها للحفاظ على الجنوب ضمن إقطاعيات أسرته ، إلا أن كل تلك الوسائل والحيل فشلت أمام وعي وإرادة الشعب الجنوبي فظل مقاوماً سراً وعلانية حتى انطلقت ثورته السلمية في ابريل 2006م وازدادت زخماً وتألقا عبر الأيام ساعدها في ذلك انشغال سلطة صنعاء بحربها للحوثي وعندما شعرت بالخطر الذي يهدد بضياع حلمها الأزلي أوقفت حربها تلك وركزت اهتمامها وجهودها وإمكانياتها لمواجهة ذلك الخطر مستحضره كل ما تمتلكه من ارث ضخم من المكر والدهاء وخلق الدسائس وزرع الفتن في سبيل تحقيق أهدافها وأطماعها ، ولعلها ترجح أفضلية هذه الأساليب في مواجهة حراك الجنوب عن المواجهة المباشرة والشاملة التي تتخذها أسلوبا مكملا أو استثنائيا وذلك انطلاقا من تجربة لديها مفادها أن المواجهة العسكرية الشاملة من شأنها توحيد الجنوبيين لمواجهتها حتى وان كانت قيادتهم حالياً غير موحده فإن من شأن المواجهة الشاملة إجبارهم على التوحد من تلقاء أنفسهم أو بضغط شعبي ...الخ .
إذن فالحقائق التي يجب إدراكها هي:
( 1) إن صنعاء اتجهت حالياً بكل إمكانياتها للقضاء على حراك الجنوب .
(2) إن هذا الحراك رافق مسيرته السابقة أخطاء وحاليا يعاني من خلل تنظيمي في إدارته وليس الآن مناقشة أسباب هذا الخلل وتحديد ومحاسبة المتسبب فيه عن طريق وسائل الإعلام والمنتديات لأننا أمام وضع استثنائي وخطر ( حالة طوارئ) يهدد ثورة الجنوب واستمرارها وبقاءها .
(3) إن الوضع الاستثنائي هذا يطلب التحرك سريعا لمواجهته من خلال رصد تحركات السلطة وخططها سياسيا وميدانيا وإعلاميا وإيجاد البدائل لمواجهة كل منها أو إفشالها أو في الحد الأدنى الخروج منها بأقل الخسائر بتجنب الضربات القاضية أو التي تشل الحركة ، بمعنى آخر وضع البدائل والمعالجات لمواجهة أسوأ الاحتمالات التي نتصور حدوثها .
4) إن التحرك وإيجاد البدائل والمعالجات السابقة يتطلب بطبيعة الحال تنظيما وتنسيقا للجهود والإمكانيات ، والأمر المؤسف الذي نعلمه جميعا أن الحراك وهيئاته يفتقد حاليا إلى كل ذلك أو معظمه ولكن هذا لا يبرر قطعا التسليم بالأمر الواقع وترك مصيرنا للأقدار ، فطالما أن هناك حاجة ملحة وضرورية فلا يمكن أن تعوزنا الوسيلة ، والوسيلة بنظري لتلبية تلك الحاجة تكمن في تشكيل هيئات طوارئ مصغرة في كل محافظة ومديرية وحتى المناطق وهيئة عليا مصغرة لعموم الجنوب أن أمكن وإلا فيكتفى بهيئات المحافظات على إلا يزيد قوام كل هيئة عن ستة ولا يقل عن ثلاثة أشخاص ، وأن يتم تأمين وسيلة اتصال مباشرة أو غير مباشرة بين هذه الهيئات كما أن نجاح هذا التشكيل يتطلب إشراك جميع الهيئات فيها بشكل متساوِ لأننا لسنا بصدد توزيع مناصب أو تشكيل مجلس لتمثيل الهيئات وإنما بصدد اتخاذ إجراءات وقائية وردع سريع لخطر يهدد قضيتنا الرئيسية .. أن تحقيق ما سبق لا يشكل ــ باعتقادي ــ أية صعوبة متى صلحت وحسنت النوايا واستشعر الجميع الخطر الوشيك على مصير شعب الجنوب وقضيته ومن لا يستشعر ويدرك ذلك فلا يشرف شعب الجنوبي انتماء ذلك القيادي إلى ثورته أو حراكه ..
أتمنى من الجميع التفكير في هذا المقترح أو في غيره من المقترحات التي تهدف إلى تدارك الأخطار المحيقة بقضية الجنوب فلا مجال ولا وقت للمهاترات وتبادل الاتهامات في مثل هذا الوضع الحرج ..
لكم خالص التحية والتقدير
بائع المسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس