[الابن البار لعدن]

القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل القضايا
المحافظ السابق النسي: لم يعد أمامنا إلا إقامة حكم اتحادي بين الشمال والجنوب للحفاظ على الوحدة اليمنية
السبت 13 مارس - آذار 2010 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - خاص

قال عبد الله علي النسي- المحافظ السابق لمحافظة مأرب إن "إقامة حكم اتحادي بين الشمال والجنوب" أصبح الحل الوحيد للحفاظ على الوحدة اليمنية في المرحلة الحالية, موضحا أن كل الرؤى والمبادرات التي ناقشت القضية الجنوبية سواءً من قبل السلطة أو أحزاب المعارضة لم تتوافق وحجم القضية؛ لأن هذه الجهات لم تكلف نفسها بالغوص في عمق القضية أو ربما لا ترغب في ذلك وبالتالي خرجت تلك المبادرات معبرة عن رأي طرف واحد لا يعترف بوجهة نظر الطرف الآخر مما افقدها مصداقيتها وأصبحت غير قابلة للتطبيق, حد تعبيرها.

وأضاف النسي, في مبادرة له حول القضية الجنوبية تلقى مأرب برس نسخة منه, أن المبادرات الوطنية يجب أن تضع قبل كل شيء مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات, مشددا على أن يتحرر المبادرون في تقديم رؤاهم من المنافع الشخصية والحزبية والمناطقية "وهذا ما لا نراه حتى الآن", حسب قوله.

وأوضح أن التعامل مع القضية الجنوبية ينبغي أن يكون "من خلال تسميتها التي تمثل كل الجنوب الذي كان يشكل دولة منفصلة قبل الوحدة وتستند إلى مطالب مشروعة، مشيرا إلى أنه لا يجب الربط بينها وبين ما يحدث في محافظات أخرى من ناحية، و"لا ننخدع ونسمح أو نساعد بجعلها أو استخدامها كذريعة أو جسر تمرر عليه المشاريع الخبيثة غير المشروعة المستهدفة للنيل من اليمن وأمنه واستقراره" من ناحية أخرى. منوها إلى أن التجاهل المتعمد جعل المبادرات للحلول تأتي لتزيد الطين بلة.

وقال محافظ مأرب السابق إن "مسودة الرؤية الوطنية للتشاور الوطني لم تستند على هذا الأساس مما أفقــدها عنصر التميز بتقديـم الحلول والمعالجات مع أننا نتفق وشرح الرؤية للقضية الجنوبية ولكننا نختلف حول الحلول التي طرحت ولم تتناسب وحجم القضية مثل (الحكم المحلي)".

وأضاف في مبادرته أن "الحكم المحلي ربما يكون حلاً ناجعاً إذا تم تطبيقه بعد حرب الانفصال 1994م؛ لأن المناخ كان مواتيا في ذلك الوقت أما اليوم وبعد خمسة عشر سنة وما صاحبها من تطورات داخلية وخارجية لم يعد صالحاً؛ لأن المناخ غير مناسب وكذلك الواقع على الأرض لن يساعد على تطبيقه".

وأشار إلى أنه "من هنا برزت التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن الموحد بعد أن تركت الأمور والأحداث تتسارع بخطى مجنونة؛ لأننا لم نحكم عقولنا ولم نفكر حول الأسباب التي ستجعلنا أمام هذه التحديات شبه عاجزين على مواجهتها", مؤكدا أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ مواقف شجاعة تمكّن من التعامل مع الأوضاع القائمة كما هي عليه الآن بتقديم حلول ومبادرات دائمة, حد تعبيره.

وقال: "إن القضية الجنوبية تعتبر مفتاح الحل لكل القضايا إن أحسنا التعامل معها وإلا فالعكس كذلك؛ لأننا نرى انه من الطبيعي أن تبرز هذه القضية بهذا الشكل الملفت وكل عاقل يدرك ذلك منذ توقيع اتفاقية الوحدة, وتزداد القناعة أكثر بحدوث حرب 1994م وتتحول القناعة إلى يقين بما حصل بعد 94م وحتى الآن؛ لأن البعض لـم يدرك أن فشل حرب الانفصال كان بسبب عــدم توفــر المناخ المناسب لتحقيق أهداف هــذه الحرب وهكذا تم الخلط بين حرب 94م وما هو حاصل الآن".

ومن أجل الحفاظ على ما تبقى, كما يقول عبد الله علي النسي, "لم يعد أمامنا إلا خيار واحد يضمن لنا الحفاظ على الوحدة اليمنية", وهو "إقامة حكم اتحادي بين الشمال والجنوب".

وأوضح أن "هذا الخيار بالنسبة لأبناء الجنوب يدعمه القليل جداً من العقلاء", مشيرا إلى أنه "في حالة اتخاذ موقف شجاع ووطني من أصحاب القرار فسوف يعزز موقف القلة من الجنوبيين المؤيدين لهذا الخيار وبالتالي ربما سيتمكنون بإقناع الأغلبية من أبناء الجنوب".

استعرض المحافظ السابق لمأرب إيجابيات مبادرته في أنها ستحقق "التوازن المطلوب بين الشمال والجنوب", إضافة إلى أنها ستحافظ "على الوحدة اليمنية", وستساعد على "إنهاء ظواهر التشرذم على المستوى الطائفي والمناطقي التي بدأت ملامحها بالظهور".

وأضاف أن المبادرة ستحقق "الأمن والاستقرار والتنمية", وستقطع الطريق على من سماهم بـ"أعداء اليمن من الداخل والخارج", إضافة إلى إبطال التذرع بالتدخل الأجنبي, وشماعة الإرهاب, حد ما جاء في المبادرة.

وقال النسي: إن "هذا الخيار سيعيد اللحمة الوطنية لأبناء الشعب اليمني وبذلك سيتمكنون من فرضه على الواقع كحل يمني يرى مصلحة اليمن فوق كل اعتبارات بعكس الخيارات الأخرى", مؤكدا أن هذه المبادرة توضح وجهة نظره الشخصية المنطلقة من قناعته وإيمانه بالحفاظ على المصلحة العليا لليمن "قبل أن ينعتنا الآخرون بما ليس فينا", في الوقت الذي "نحن في غنى عمن يريد المزايدة على تاريخنا النضالي الوحدوي".