عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-12, 11:04 AM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( البيض والجزيرة ورؤوس الثعابين .. )))

البيض والجزيرة ورؤوس الثعابين ..











مقدمة :
قال تعالى { إن مع العسر يسرا }









من المؤكد بأن قضية الجنوب العربي واعتباراً من تاريخ الحادي عشر من آذار / مارس 2010م قد دخلت في مرحلة سياسية مهمة سيكون لها تبعاتها التي ستؤثر بكل الأحوال على مسيرة النضال الوطني الهادف إلى تحقيق غاية الاستقلال للجنوب العربي ، فأحداث اليوم الخميس الذي لطالما اكتسى عزة الجنوب العربي مع تكريس اليوم للتضامن مع الأسرى والمعتقلين احتملت منعرجات جد مهمة من تصاعد حدة المواجهات إلى خروج المظاهرات في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء إلى الاعتداء على مكتب قناة الجزيرة ...

أحزاب اللقاء المشترك التي لطالما لعبت أدوارها السياسية لمصلحة نظام صنعاء ، خرجت لتعلن تضامنها مع مطالب الحراك السلمي في الجنوب العربي ، لم تخرج المظاهرات عندما كانت الشعارات عن حقوق العسكر المنتهكة ، ولم تخرج المظاهرات عندما كانت المطالبات مجرد مطالبات بموطنة متساوية بين الشماليين والجنوبيين ، إنما خرجت وقد ارتفعت أسقف الحراك إلى أقصى مستوياتها السياسية وحتى إلى أعمق تأصيلاتها عندما أضحت المطالب لا ترتضي إلا بالاستقلال الكامل .. أليس في المسألة علامات استفهام ..؟؟

في حرب صيف العام 1994م شكل حزب الإصلاح اليمني مع نظام صنعاء تحالفاً أسقط شريك دولة الوحدة الناشئة في 22 مايو 1990م ، وعلى اعتبار هزيمة الجنوبيين في تلكم الحرب اعتبر كل الشماليين اليمنيين الجنوب العربي هو غنيمة حرب فانتهك كل شيء بعد أن أسست القوى الجاهلة والمتخلفة لمبادىء الظلم والعدوان الانتهاكات على قاعدة ( التكفير ) وهو ما أثمر بعد ذلك مرحلة الاحتلال المطلق للجنوب العربي ...

في كل التصورات لا يمكن فصل التركيبة السياسية اليمنية عن بعضها البعض ، فالتشكيلات الحزبية والتي يتصدرها حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح يتقاطعان بكل التقاطعات السلبية والموجبة على حد سواء لتركيب مفهوم التداخل القبلي والسياسي لتشكل في نهاية الأمر حالة التكوين الكامل لليمن في امتداده من الملكية إلى الجمهورية وحتى بلوغه هذه الوضعية الأخيرة بتمدده السياسي على أرض الجنوب العربي ...

حزب الإصلاح هو جزء ليس من التشكيلات السياسية بل هو جزء صريح من النظام الحاكم في صنعاء ، هذه المسألة يمكن أن نشبهها بالتوأم السيامي فلا يمكن الفصل بين التكوين الذي يشكل رأس حربة النظام فيه الرئيس علي عبدالله صالح والذي يمثل أداة النظام وقدرته على ممارسة القيادة السياسية والعسكرية وحتى القبلية التي تعمل على حماية النظام من الرأس إلى الأطراف المكونة له ...

بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في ديسمبر 2007م ظهرت نزعة لدى حميد الأحمر نجل الشيخ عبدالله حاول في عديد من المرات الظهور من خلالها على مفهوم الاستعداء ليس للنظام السياسي فحسب بل استعداء رأس النظام الحاكم برغم ما يدركه حميد الأحمر بأنه وقبيلته يشكلان جزء رئيسي من الرئيس علي عبدالله صالح ، وهذه النزعة وإن كانت في غالب التحليلات والتصورات لها تصل إلى تأصيل مفهوم الرغبة الجامحة في الحصول على كرسي الحكم على اعتبارات منها صراعات القبيلة وصراعات أبناء المؤسسين للجمهورية العربية اليمنية على أساس أن ما بعد الانقلاب داخل البيت الزيدي في العام 1962م كان تداخل بين القبيلة والدولة شكلهما كل من الشيخ الأحمر والرئيس صالح ...

كل الاستقراء يصل بنا إلى أن مسألة تضامن حزب الإصلاح مع الحراك السلمي في الجنوب العربي له اعتبارات وحسابات من الجهل والحمق والغباء اعتبارها تذهب لصالح الحراك السلمي في الجنوب العربي ، والمؤمن كيس فطن ، وهنا فطنة لابد وأن تتجلى وتظهر وتكشف وأن لا ينجر الجنوب العربي تحت الشعارات الكاذبة والخداع الآتي من جهة صنعاء حتى وإن ملئت شوارع صنعاء بملايين من التظاهرات المتضامنة مع الحراك السلمي ، فلن يفرط يمني من رأس السلطة إلى فقراء صنعاء ومعدميها من أرض الجنوب العربي على أسس فك الارتباط وتحقيق الاستقلال ...

لقد ذكرنا في مقال سابق بأن النظام اليمني يسعى حالياً إلى اختراق القضية الجنوبية العربية ، ولن يترك الجنوب العربي يصعد من قضيته بهذه المنهجية التي مازال يحصد منها الجنوب العربي نقاطاً متوالية من النجاحات بفضل توفيق الله تعالى أولاً ثم بتضحيات الشعب على أرض الجنوب العربي الذي ما ترك واجبه الوطني بل مع كل يوم يجدد عهده بانجاز رغبته في استقلال وطنه ، أذن الاختراق هو خطر يطل على القضية ، ودائرة التحالفات تدخل مرحلة تاريخية حاسمة دونما شك في ذلك ...

السيد / علي سالم البيض لابد أن يتخذ قرار إعلان حكومة المنفى ، فتحصين القضية الجنوبية العربية تبدأ وتنتهي بمدى القدرة على صد كل محاولات الأعداء من رأس الأفعى إلى الأفاعي التي تحاول الحصول على حجور ولو كانت ضيقة لتحصل على شيء ولو كان يسيراً يحقق اختراقاً للحراك ، نعم هنالك قناعة لدى الجميع بأن الاستمرار على منهجية الحراك السلمي عبر التظاهرات والاعتصامات مع توسيع رقعتها واكتساب ما يمكن من تأييد داخلي هي منهجية قادرة على تحقيق الأهداف والغايات القصوى ...

حكومة المنفى في إعلانها تحصين واقعي لتضحيات الشعب ، وحكومة المنفى ستقطع كل الطرق الملتوية للذين يحاولون تجير الحراك السلمي عن أهدافه ، وأن أي مفاوضات لن تكون إلا مع القيادة السياسية الجنوبية العربية ، قواعد في حضورها السياسي حصانة لحقوق الشهداء والمعتقلين والجرحى وإلى ملايين من أبناء الأمة الجنوبية العربية الذين لن يثنيهم أحد عن مواصلة مسيرة الحرية والاستقلال ...

وفي هذا الحادي عشر من مارس 2010م قام نظام صنعاء بمصادرة جهاز البث الخاص بقناة الجزيرة الإخبارية بعد أيام متواصلة من الهجوم الشرس على الواجهة الإعلامية الأقوى تأثيراً في الفضاء العربي والدولي ، حادثة لابد وأن يستثمرها أبناء الجنوب العربي في مختلف مواقعهم أياً كانت ، فإذا كانت قناة الجزيرة متضررة اليوم ، فنحن نرفع الضرر على صحيفة الأيام وعلى صاحبها الأستاذ هشام باشراحيل لنؤكد فقط مسألة واحدة أن الاحتلال اليمني لا يفرق بين أحد من كان ، فهو يمارس البطش بالإعلام الحر برغم إدعائه الباطل بأنه نظام ديمقراطي يعتمد على حرية الرأي والرأي الآخر ...

كجنوبيين عرب نعتبر بأن قناة الجزيرة لم تعطي للقضية الجنوبية العربية كثير من المساحة التي تستحقها ، ومع ذلك كانت ردة فعل النظام اليمني قاسية تجاه هذه الوسيلة الإعلامية ، وإن كان وراء المسألة أمور أخرى قد لا تعني القناة بحال من الأحوال ، فالنظام البارحة كشف وجهه الحقير تجاه دولة قطر ككيان سياسي وفي هذا تجليات ستكون لها تبعاتها المؤثرة في مقبل الأيام ...
بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس