[@نسل الهلالي@]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العامري..نعم للاستقلال

أيها الصغار، يا ايها المرجفون، يا من أدمنتم المذلة والهوان، أيها الجبناء يا من تأكلون الخبزَ – إن وُجِدَ – بالجبنِ، أنتم بعيدون كل البعد عن العلياء والكرامة، سوف تخنقكم الحرية إن استنشقتم هواءها، وتخطفُ أبصارَكم إن شعشعَ نورُها، لأنكم بكل بساطة خفافيشُ ظلامِ دامسِ، وصفادعُ مجارِ لم ولن ترتقي حتى لو بعدَ ملايين السنين، ولو عرفكم داروين الكافر لمزق أوراق نظريته الكفرية الشهيرة لتطور الإنسان.
أيها الذباب الأزرق الحائم حول القاذورات بأشكالها المقرفة، وروائحها المنتنة طبعُك لن يغلبَ تطبعك، وأنت لا شك سعيدٌ بصيدك في المياة العكرة، ولن يأتي يومٌ تكون فيه نحلةً تحوم حول بساتين الحرية وتجمع عسلاً فيه شفاء للناس.
لقد تذكرتٌ وأنا أقرأ الأخبار المنتشرة في المنتديات حول تراجع الفضلي عن مبادئه الثورية الجنوبية، تذكرت قصة الثلايا الشهيد اليمني الثائر عندما آل به المآل أن أصبح منهك الجسد مثقل الهموم ألهبه لفح الهجير وجلد السياط
ينظر بعينيه البائستين رافعا طرفه للسماء وقد انهكه الجوع و العطش
ونخرت في عظامه صرخات الألم يبحث عن معين أو صديق ..
لا أحد فالكل قد تركوه ورحلوا
ترجع به ذكريات السنين حينما كان سيد قومه الآمر المطاع
فلقد كان قائد الثورة وزعيم النضال ورمز الحرية
رفض أن يعيش في الطين وارتقى ليصعد فوق هامات النجوم
نظر للمظلومين والجياع وأصناف البلاء فكان قائدهم ليخرجهم من براثن الظلم إلى مراتع الحرية
وها هو الآن في وسط زنزانة ينتظر الموت …
حينها تذكر تلك الحشود التي وقفت معه وصرخت لنضاله
وها هي تتركه في أشد محنته فقد آثرت الظل وهناء العيش على شرف المبادئ
وحينما وطئت قدماه عتبة المشنقة وسط تلك الحشود التي تركته صامتة متفرجة
نظر إليها ثم صرخ قائلا (لعن الله شعباً اردت له الحياه فاأراد لي الموت)
لقد توقعتُ أن يعزف الإحتلال على خلافاتنا القديمة سمفونيةًَ الفُرقة ويأكلنا كبشاً كبشاً، وتوقعت أن يشتري محبي المال بريالاته المزورة العفنة، وكنت أعلم بحكم كوني يافعيٌ - ولي الفخر- توقعت أن يلعب على ما هو أخطر من ذلك، توقعت أن يستغل اندفاعنا المعروف، فاليافعي معروف بقلة صبره وباندفاعه وأخذه بالظاهر في الغالب ليبني على ذلك صداقاته وعداواته.
قد يتراجع الفضلي بناءً على مصالحه، وقد يتراجع غيره، هذا التراجع قد يكون الآن وقد يكون بعد الاستقلال المنشود ولكن سينتصر الحق ويزهق الباطل في النهاية لأن تلك ارادة إلهية.
وأخيراً أقول للمناضل الشيخ طارق الفضلي الذي أتمنى أن يكون لنا زعيم مثله في صموده وقيادته لدولة الجنوب التي سيرافق استقلالها الكثير من الأحداث الجسام، أقول لك أنت زعيم لشعب أردت له الحياة وأراد بعضه – وأقول بعضه - لك الموت، ذلك الشعب الذي لم يستطع أن يحكمه سوى علي تفلة وأمثاله من الرويبضات الأقزام، لقد خدمتنا أيها الشيخ في تأليب وتجميع الجنوبيين حول قضيتهم وساهمت بخروج المارد من القمقم، إن استمريت معنا فذلك شرف لك ولنا، وإن اردتَ غير ذلك فذلك حقك ولكن فليعلم المرجفون أنك صنعت تاريخاً وساهمت في ليِّ عنق العالم ليرانا بعد أن صعر خده عنا سنين، وشعب الجنوب العربي لن ينساك ولن ينسى شهداءه.
وسلامتكم

هدية بسيطة لمن فهمني غلط