عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-04, 12:13 PM   #1
يهودي يمني
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-03-02
المشاركات: 287
افتراضي العرب امام بعضهم وحوش وامام غيرهم حيوانات داجنه... هل هي طبيعه ام انحلال حقيقي ؟


عند التمعُّن والنظر الى حال الامه العربيه في المرحله الراهنه وعند مقارنة ذلك الحال بحركة التطور
الحضاري في العالم يصاب الانسان بالدهشه للهوه الكبيره بين هذا وذاك ، اما اذا اراد الانسان ان
يقوم برحله مكوكيه الى ذاكرة التأريخ وعاد الى تلك الحقبه الذهبيه الرائعه التي سطرها العرب عبر
دينهم الحنيف حتى شكلوا اكبر امبراطورية عداله في تأريخ البشريه وصل نورها الى اقصاء الارض
عندما كانت العقول الحكيمه تنتج المعرفه والعلوم التي وصل خيرها كل ارجاء المعموره وكان الامر
يبدأ من الوطن العربي وينتهي في الوطن العربي . . . اما الآن انها الصدمه وهول الكارثه عندما ينظر
الانسان الى واقع اليوم وما وصل اليه الجميع من تشرذم وضعف

ماذا حصل للعقول وماذا حصل للقلوب ؟ ماذا حصل للعلوم وماذا جرى للقيم ؟
منذ بدء مراحل الانحطاط في القرن السابع الهجري وعند بدء الميول عن القواعد العلميه والعلاقات
العقائديه بدء العقل العربي يؤخذ بعد تكويني مناقض تماماً لروح الشريعه التي كانت سائده في ظل الحكم الراشدي وبدأت تظهر المهيمنات السلبيه بأسم العقيده ثم تغلبت القبيله بعد الفتنه وظهرة
الغنيمه كنتاج للفكر القبلي المتعصب الذي قضى على كل القوانين الحاكمه للتوحيد

وعلى اثر ذلك الانقلاب الخطير للفكر والسلوك اخذت الامور تنحى بأتجاهات وابعاد اكثر سلبيه كلما
مر بها التأريخ , وقد كانت بداية الحرب على الاتراك ( المسلمين ) واخراجهم من الوطن العربي واحلال
الغرب ( المتحضر والصليبي والصهيوني ) محل الاتراك بالغ الاثر على ثقافة العرب وتراثهم حيث
ضاعة مرجعيتهم الدينيه (الثقافيه ) ووضعة الشروط القاسيه من قبل الغرب على من يشكل مركز ثقل
للاسلام واجبروا ان لا يتحدثوا عن خلافه ــ الدين وهو اساسنا الثقافي ــ ومنذ ذلك الوقت وبالتحديد
من عام 1916م عندما فجر الشريف حسين الحرب على الاتراك بعدها دخل الغرب محلهم واعثوا في
الارض فساداً كبيراً واصابوا النسيج الثقافي والقيمي في مقتل رغم انه قد كان مثخن بالجراح
وخلال تلك الفتره تمت اتفاقيات الاستيطان اليهودي لفلسطين

بعد الحرب العالميه قررت الدول الكبرى انهاء الاستعمار وتثبيت نظام الانتداب ( الذي يعني ان الدول
الكبرى ترى الدول الفقيره ) وطبعاً خرج الاستعمار واغلب معداته العسكريه بعد ان وضع ركائز عربيه
عميله ومخلصه له فعاد ثانيتاً بالتايد والبدله الانقيه ووضع قوانين الاستعمار الاقتصادي والمعرفي
ولم يكتفي بذلك بل انه يعود محاصراً وضارباً اي قطر عربي يستقوي عليهم وعلى الحكام العملاء

فقامت ما سموها بالثورات العربيه التحرريه وكلها تعرضت للاختناق والتآمر والتآكل من الداخل
والسبب ان العرب اعتمدوا على السياسه كمرجعيه رغم ان المعروف عالمياً ان المرجعيه هي
الثقافه ’ وبما ان ثقافتنا قد قيدت بشروط مسبقه ولم يقبل الغرب ببديل ثقافي للعرب غير السياسه
فتحولت البلاد العربيه الى مسرح سياسي للصراع عن السلطه كما ان اغلب رواد السياسه هم من
الاجنحه العسكريه أو القبليه البعيده عن مراكز الفكر والثقافه الحقيقيه فنسي اولئك المتصارعون
السياسيين الدين والانسان والارض وتفرغوا للمؤامرات ضد بعضهم البعض ومالوا الى المصالح
القبليه والحزبيه والشخصيه الضيقه وتقاتلوا فيما بينهم قتال الابطال وجميعهم لم يستطع تحريك
ساكن او ان يتحرك قيد انمله في وجه اسرائيل التوسعيه الاستيطانيه

غياب الفكر الرشيد المتمثل بمنظومة القيم الاخلاقيه والادبيه وغياب العقل التحليلي الفاعل التي
حلت محله العاطفه والانفعالات كل ذلك هبط بثقافة العرب الى الحظيظ واصبح الجميع مهزله امام
بعضهم من جهه وامام قوى السيطره العالميه من جهه اخرى ونتج عن ذلك الامر شيئ خطير جداً
جداً حيث ان الهيئات والنخب المثقفه بمختلف اطيافها والتي يعول عليها في التغيير وبناء الاوطان
اصبحة هزيلة القيم واستطاع الحاكم ان يشتري ذمم وانانات الغالبيه منهم وبدل ان ينصروا
الشعوب والاوطان نصروا الحاكم ووقعنا على حالنا المزري الذي نعيشه اليوم

اليمن جزء لا يتجزأ من وطن عربي كبير يمر بنفس الظروف وان اختلف مقدار نسبة الظرر من قطر
الى آخر نظراً لظروف اقتصاديه معينه او نظراً لدور رئيسي يلعبه حكام ذلك القطر في طابور العماله
وطبعاً سيكون السقوط حتمي للجميع مع فارق الزمن


فالقاتل لليمن هم حكامها وتليهم تلك النخب المثقفه التي باعة ضمائرها وباعة الانسان والوطن من
اجل كسب ود الحاكم للاسف


فالوضع خطير جداً وينذر بأنحلال عام سيدركه الحكام والمثقفين عندما يصبحون في الرصيف الى جانب
شعوبهم وارضهم المنكوبه وحينها لا تفيد لعنات الاجيال لاعادت ما ضاع
فنظم القيم في الثقافه العربيه بحاجه الى الكثير من الرصد والتحليل في ظل ظروف وعوامل تعريه
تعريه واختراق حضاري بين الحين والآخر ’ ولكن ومع كل هذا الشكل القاتم للظاهره الثقافيه في
الوطن العربي من المؤكد ان هناك في اعماق تلك الثقافه الاصيله توجد ثوابت راسخه يمثلها رجال
خلقوا من اجلها وهم يدركون ضرورة الحاجه الى الوصول الى الثوابت الراسخه المؤسسه لنظم العقل
العقل الجماعي العربي وما يتطلبه من اهداف شامله واستراتيجيات جامعه يرى بها العربي نفسه
ومن خلال نفسه يرى العالم المحيط به

ونصيحه من يهودي يحب ابناء عمه اليمنيين وان شاء يصبح اخ لهم الى كل النخب المثقفه في الشمال
والجنوب ان لا تموتوا وراء اهواء المتسلطين والباحثين عن الحكم وعودوا الى اصولكم الثقافيه القويه
التي تحميكم من الحكام الاستبداديين وضعوا ربكم نصب اعينكم اثناء القيام بأي عمل وضعوا مصلحة
الانسان والوطن قبل مصلحة الحكم والحاكم

اما الحكام العرب لا يستطع احد ان ينصحهم لأنهم يعيشون في خظم الفتنه اجارنا الله واياكم منها
واكثر ما يخشاه المرء في زماننا هذا هو ان يأتي الطوفان ويشل الارض وحاكمها ومحكومها إلا في
حاله واحده وهي ان يتدخل المولى عز وجل ويحسم بالامر من عنده فهو على كل شيئٍ قدير

نسأل الله الصلاح وحسن المآب والثواب
يهودي يمني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس