[رأفت عدن]

صنعاء تتطلع إلى مساعدات سريعة من المانحين لمحاربة الفقر والتطرف
تظاهرات انفصالية في جنوب اليمن لليوم الثاني على التوالي




الوسط البحرينية -



شهدت ثلاث محافظات يمنية جنوبية أمس (الأحد) تظاهرات مطالبة بـ «فك الارتباط» مع شمال اليمن لليوم الثاني على التوالي، وذلك تلبية لدعوة قوى الحراك الجنوبي الداعي للانفصال.

وذكر شهود عيان لوكالة «فرانس برس» أن الشرطة استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في مدينة الضالع. وقال شهود إن الآلاف شاركوا في المظاهرات في محافظات أبين والضالع ولحج ولم تشهد هذه المظاهرات أعمال عنف أو مواجهات مع قوى الأمن التي كانت حاضرة بكثافة في هذه المناطق.

وذكر أحد الشهود العيان أن «آلاف النساء والرجال خرجوا الأحد بمنطقة الحبيلين بمحافظة لحج رافعين صور لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وأعلام الجنوب». وردد المتظاهرون شعارات «برا برا احتلال» و»برا برا استعمار».

من جهته، قال مصدر من الحراك الجنوبي في اتصال مع وكالة «فرانس برس» في دبي إن «مظاهرات كبيرة عمت سائر مناطق الجنوب في أبين ولحج والضالع إضافة إلى حضرموت». وأضاف أن «المتظاهرين حملوا الرايات الخضر تلبية لنداء الرئيس البيض وهي ستكون رمز نضالنا لتحقيق استقلال الجنوب».

وتظاهر آلاف الأشخاص أمس الأول مطالبين بانفصال جنوب اليمن وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في مواجهات مع الشرطة على ما أفاد شهود.

وكان القيادي في الحراك الجنوبي، طارق الفضلي أعلن في وقت سابق هذا الشهر لوكالة «فرانس برس» عن إطلاق «انتفاضة حجارة» ومرحلة جديدة من التحرك في المحافظات اليمنية الجنوبية من اجل «فك الارتباط» مع الشمال.

من جهته، قال مدير أمن محافظة الضالع، العميد غازي علي محسن إن أجهرة الأمن ألقت القبض يوم (السبت) الماضي على 21 شخصا ممن أسماهم «عناصر التخريب الانفصالية» في مدينة الضالع.

ونقل موقع «سبتمر.نت» الناطق باسم وزارة الدفاع عن محسن قوله إن «العناصر التخريبية ضبطت معها أسلحة وأعلام تشطيرية وشعارات تدعو للمساس بالوحدة».

وأضاف أن أجهزة الأمن «تمكنت من منع وتفريق عدد من العناصر العابثة حاولت القيام بأعمال الفوضى والشغب وترديد شعارات تهدف إلى بث الكراهية والتحريض لإشعال نار الفتنة واستهداف عدد من المحلات والتعدي على سيارات المواطنين».

من ناحية أخرى، أعلن اليمن أنه ينتظر تفعيلا سريعا لمساعدات المانحين من أجل تمويل مشاريع تنموية حيوية لمكافحة الفقر والتطرف، وذلك في ختام اجتماع المانحين الذي استضافته الرياض واختتم أمس من دون مقررات ملموسة.

وشدد نائب رئيس الوزراء اليمني للشئون الاقتصادية عبدالكريم الأرحبي في تصريحات على هامش الاجتماع الذي استمر يومين على «ضرورة تسريع عملية تخصيص تعهدات المانحين المقدمة لليمن» من قبل الجهات المانحة العام 2006 في مؤتمر خاص عقد في لندن.

واعتبر أن من شأن صرف هذه الأموال أن تمكن الحكومة اليمنية من «الإيفاء بالتزاماتها التنموية ومواكبة السقف الزمني لتنفيذ مقررات الخطط التنموية» لا سيما الخطة الخمسية 2011-2015.

كما حثت السعودية واليمن أمس في ختام اجتماع مشترك بينهما دام يومين، إيران على مواصلة

الحوار مع المجتمع الدولي لحل أرمة ملفها النووي المثير للجدل بالطرق السلمية. وجدد الجانبان في بيان مشترك صدر عن الدورة التاسعة عشرة لمجلس التنسيق السعودي اليمني الذي عقد في الرياض برئاسة ولي العهد السعودي، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور، «تأكيدهما والتزامهما بالمبادئ التي أعلنها مجلس التعاون الخليجي وأحكام القانون الدولي المعروفة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية».

وأكدت الرياض وصنعاء أيضا حرصهما على أهمية التوصل إلى حل سلمي، وحث إيران على مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي «مؤكدين أهمية «التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفيما يتعلق بمستجدات الساحة الفلسطينية أعرب الجانبان عن الأمل في قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالاضطلاع بدورهما من أجل تحريك عملية السلام وفق أطرها ومرجعيتها المعتمدة خاصة مبادرة السلام

العربية وحث حكومة «إسرائيل» على إزالة العقبات التي تحول دون ذلك مثل الإجراءات الأحادية الجانب واستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي.

وفي الشأن العراقي أكد الجانبان على ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شئونه الداخلية». وفي المجال الأمني رحب الجانبان «باستمرار الفعاليات في عقد لجان سلطات الحدود من الدرجة الثالثة واجتماعات اللجان الإشرافية وفريق العمل الميداني المشترك لحصر الممتلكات والحقوق».