[رأفت عدن]

اليمن: مظاهرات تجتاح عدداً من المحافظات الجنوبية تزامناً مع مؤتمر المانحين



عدن (جنوب اليمن) - خدمة قدس برس


اندلعت مظاهرات احتجاجية في عدد من محافظات جنوب اليمن، صباح اليوم السبت (27/2)، تزامنا مع انعقاد مؤتمر المانحين في العاصمة السعودية الرياض لبحث الأوضاع في اليمن، وانتشرت شعارات انفصالية على جدران بعض المباني في مدينة عدن وضواحيها، وسط سقوط عدد من الجرحى إثر اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين .

و قال مراسل وكالة "قدس برس" إن عدداً من المحتجين في محافظة الضالع تمكنوا من كسر الطوق الأمني الذي فرضته السلطات المحلية، وحاولوا إقامة المهرجان الاحتجاجي، الذي جاء استجابة لدعوة "قوى الحراك الجنوبي" رغم إعلان علي قاسم طالب محافظ المحافظة حالة الطوارئ في مديرية الضالع ابتداء من الساعة الخامسة من صباح هذا اليوم، تحسبا لدخول عناصر مسلحة إلى داخل المحافظة بغرض زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، وقد حضر المهرجان الخطابي المئات من أنصار الحراك في ساحة ملعب الصمود ورفعوا فيه أعلام (دولة اليمن الجنوبي) وشعارات انفصالية، ورايات خضراء، وصور علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني الأسبق، وطاف المتظاهرون الشارع العام واكتفت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة بالمراقبة.

وأكد شلال علي شائع القيادي في الحراك الجنوبي أن الفعاليات الجنوبية، التي خرجت اليوم، جاءت تلبية للدعوة التي وجهها البيض للخروج لإيصال رسالتهم لمؤتمر الرياض وللعالم أجمع، وقال "سنقف خلف الرئيس علي سالم البيض حتى تحقيق المطالب العادلة لأبناء الجنوب"، وطالب مؤتمر الرياض الالتفات إلى مطالبهم.

وقال مراسل "قدس برس" إن الحراكيين في مركز مديرية ردفان نظموا مهرجاناً حضره عشرات المحتجين بعد تجمعهم من مناطق وقرى محيطة بالمديرية، بينما خلت شوارع مدينة الحوطة مركز محافظة لحج من المارة، وأغلقت المحال التجارية، وانتشرت قوات الأمن في المدينة تحسبا لأي مظاهر احتجاجية.

وفي محافظة أبين؛ قالت مصادر محلية إن أربعة مواطنين أصيبوا بجروح نتيجة اشتباكات وقعت بين محتجين وأفراد في نقطة عسكرية بمنطقة الكود على مدخل المحافظة، وفي محافظة حضرموت فرقت قوات الشرطة متظاهرين كانوا يعتزمون إقامة فعاليات احتجاجية في مدينة الديس بالمكلا. وذكر شهود عيان أن الأمطار الغزيرة والسيول أسهمت في عرقلة استكمال تنظيم المظاهر الاحتجاجية في عدد من المحافظات الجنوبية.

وكانت قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية بمحافظة الضالع أعلنتا عن حالة الطوارئ بمحيط مديرية الضالع ابتداء من صباح اليوم السبت، تحسباً لأعمال عنف واعتداءات تعتزم عناصر وصفتهما بـ "التخريبية والخارجة على القانون" تنفيذها داخل المديرية.

وأوضح مصدر مسؤول في السلطة المحلية لمحافظة الضالع أن قرار إعلان حالة الطوارئ ابتداء من الساعة الخامسة فجر اليوم السبت الـ(27) من شباط (فبراير) الجاري "جاء بهدف تأمين حياة المواطنين والمحافظة على الأمن والاستقرار بعد ورود أنباء عن دخول عناصر مسلحة للمديرية لتنفيذ مخططات تآمرية وإقلاق السكينة العامة والإضرار بالمصلحة العامة".

وتضمن القرار إغلاق كافة المداخل الرئيسة والفرعية المؤدية للمديرية ومنع دخول من تصفهم السلطات بالخارجين على القانون ومنع قيام أي تظاهرات أو تجمعات غير مرخصة، وألزم القرار المسئولين في المحافظة بالنزول الميداني إلى كافة المرافق للتأكد من سير العمل بالشكل المطلوب دون غياب أو تهاون .

وكان علي سالم البيض نائب الرئيس السابق، المقيم حالياً في النمسا، قد دعا قوى الحراك الجنوبي إلى تصعيد الفعاليات في يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الجاري يومي انعقاد مؤتمر الرياض، ودعاها إلى رفع العلم الأخضر إلى جانب علم (جمهورية اليمن الديمقراطية) تعبيرا عن الأمل والاستقلال القادم، بحسب تعبيره.

وقال البيض، في خطاب لأبناء المحافظات الجنوبية "إن الجميع مدعوون في هذين اليومين لتوجيه رسالة إلى الأشقاء العرب وممثلي المجتمع الدولي المجتمعين في الرياض يؤكدون من خلالها رفضهم ما أسماه بالاحتلال وتمسكهم بحقهم في تقرير مصيرهم"، وأكد أن صدى هذه الرسالة سيكون كبيراً ومعبراً مثلما كان في الرسالة التي بعثوها إلى مؤتمر لندن.

وأشار البيض في خطابه إلى أن "مصداقية الموقف الدولي من الرئيس علي عبد الله صالح اليوم على المحك ولكي تستجيب الإرادة الدولية لمعاناة أهل الجنوب؛ فإن المطلوب تحديد موقف من حق تقرير مصير شعب الجنوب"، وقال "لن نسمح لنظام صنعاء بالعربدة مثلما عربد طيلة السنوات الماضية في الجنوب وإن سلاح الجنوب الوحيد هي وحدة الصف وتصميمه على استرجاع حقوقه مهما بلغ الثمن"، على حد تعبيره.