عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-17, 09:24 PM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( وأنها للتاريخ .. غيل باوزير )))

وأنها للتاريخ .. غيل باوزير







مقدمة :
غيل باوزير .. مسقط الرأس المرفوع شموخاً وعزاً






يذكر في تاريخ غيل باوزير ، وخلال الخمسينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم بأن طلاب المدرسة الوسطى وفي خلال الزخم العربي القومي قد أعلنوا عن اعتصام طلابي شامل لكامل الصفوف المدرسية تضامناً مع الأحداث والتطورات التي كانت تشهدها العاصمة المحتلة من قبل بريطانيا آنذاك ، وقد دونت هذه الحالة الفريدة بأنها التضامن الأول والمعلن ضد الاستعمار البريطاني في الإقليم الحضرمي عموماً ...

وما أشبه غيل باوزير اليوم عن غيل باوزير قبل سبعة عقود ماضية ، ذاتها الفكرة تأتي من جديد ليعلن طلاب المدارس اعتصامهم العام مما أدى إلى تطور المواجهات بين المدنيين العزل وعساكر الاحتلال اليمني في شوارع المدينة ، حادثة كبيرة وعظيمة بل وتاريخية في جوانبها المتعددة لما تحتمله من وجهات سترفع بالتأكيد من حيوية الموقف ضد الاستعمار اليمني ...

نعود شيئاً يسيراً إلى الوراء لنتعرف إلى عاصمة حضرموت المكلا وما كان فيها من مواجهات مفتوحة مع جنود الاحتلال اليمني ، والحديث عن مدن حضرموت الساحلية يبدو في واقعه هو الأكثر جرأة لما تمثله حضرموت ليس من ثروة وتاريخ عميق بل لما تمثله حضرموت من ثقل سياسي استراتيجي في كل المعادلة سواء اليمنية من جهة أو الجنوبية العربية من جهة أخرى ، وحيث أن المظاهرات الشعبية التي خرجت في العام 2006م كانت موجهة للخصوصية الحضرمية غير أن المناضل حسن باعوم جيرها لصالح المشروع الجنوبي العربي ...

شكلت المكلا على مدار السنوات الماضية نقطة مهمة في الزخم الجماهيري ، ومع خروج المناضل باعوم واعتقال العديد من الناشطين انتقلت حمى المواجهات إلى مدن الشحر والديس الشرقية والتي كانت الأخيرة محطة تاريخية لا يمكن بحال من الأحوال تجاوزها في تاريخ التوثيق للحراك الجنوبي العربي ضد الاحتلال اليمني ...

ما يحدث في حضرموت من وقائع ومواجهات تدرك صنعاء ما له من تأثير إعلامي وسياسي لا تستطيع معه التعامل معه ومواجهته ، بعكس ما يدور في المناطق المحتدمة المعتادة ، والسبب أن حضرموت ومن خلال تركيبة مدنها سواء الساحلية أو المدن الكبرى في الوادي الحضرمي ، فالتركيبة هي تركيبة مدن حقيقية مفتوحة من كل الجهات لا تحدها الجبال أو تقع على السفوح منها ، فهذه المدن تجعل من المواجهات العسكرية مرشحة لإصابة المدنيين فيها أو حتى العسكريين من جنود الاحتلال ، إضافة إلى أن للمدن الحضرمية عموماً تواصلاً في دول التأثير الإعلامي الكبرى مما يتيح وصول المواد الإعلامية إليها كما حدث في اغتيال البطل عفيف بمدينة الديس الشرقية وما بثته ليلة الاغتيال قناة الجزيرة الإخبارية ...

لذا فأن الواقع للحراك الجنوبي العربي داخل حضرموت له تبعاته وأبعاده ، وأثبتت وقائع التاريخ الحضرمي أن مدن حضرموت الساحلية قادرة على تصعيد مختلف المواجهات إلى أقصاها كما حدث في العام 1997م من مواجهات شديدة وقعت على خلفية دراسة فصل حضرموت الساحل عن حضرموت الداخل لتشكيل محافظتين مما أدى إلى تصعيد عنيف اضطرت من خلاله دولة الاحتلال اليمني عن إعادة ذلكم القانون مجبرة بعد المواجهات المفتوحة مع شبان المكلا الأشاوس ...

أحداث غيل باوزير تأتي في ذات الإطار ، وإن هي احتملت التفافاً شعبياً حيث خرج الشيوخ والنساء والأطفال ليصطفوا مع الرجال الشجعان ليواجهوا الأطقم العسكرية المعززة من مختلف المدن الحيطة بمدينة غيل باوزير ، حالة الالتفاف التي ازالة الخوف من صدور الأهالي جعلت من مواجهة الآلة العسكرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة مسألة لا تتجاوز من الأمر غير تحقيق مطلب طبيعي في العرف البشري ألا وهو الحرية ...

رفع أعلام الوطن الجنوبي العربي ، ورفعت صورة علي سالم البيض الذي تربى في هذه المدينة وتعلم القراءة والكتابة في مدرستها الوسطى أشهر دور العلم في جزيرة العرب كلها خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ، تجاوز أهل غيل باوزير كل المحاذير ، وعبروا على كل الخطوط الحمراء غير عابئين إلا بحرية الوطن ، بوعد الاستقلال ، هنا مكنون ومدلول سيذهب إلى أقاصي الجغرافيا الحضرمية ...





إليها .. غيل آل باوزير

أفرجوا عن الأبطال الميامين مجبرين تحت حجارة الأرض الحضرمية ، غداً لنا موعد جديد فيه سنلقي هذا المحتل اليماني إلى خارج الأرض التي أنجبت من حمل الجارة وقذف بها الغاصبون لأرض العِلم والأدب والماء العذب ، وغداً لنا موعد مع الصبح ، أليس الصبح يا أيتها الغيل بقريب ..!!

بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس