فيصل .. والدمعة الأخيرة
فيصل .. هل قدرنا هو البكاء .. ولكن من بين الدموع يبدءا الأمل الجديد لهذه الأمة الجنوبية العربية التي أنت أحد
أبنائها وخير من غنى لها .. ماذا نقول - أخيرآ صمت فيصل علوي بلبل الوادي .. فنان شعب الجنوب العربي
هذا الفنان العظيم الذي أحس بمشاعر لحج الحبيبة .. أرض الفل والكادي ، لحج الجميلة حبيبة
عدن ، وأنت يا فيصل أحببت عدن فأحبك كل عدني ، لحج كانت لكل عدني الجنة الجميلة
ومهبط الحب والفن والجمال .. جنات الحسيني فاحت بالعبير .. والأزهار غنت في ثوب نضير ،
فيصل علوي .. سيد درويش الجنوب العربي ، ها نحن ندرف الدمعة الأخيرة عليك بعد أن ملئت حياتنا
بالحب والجمال.. رحلت ولكنك تركت ثرات غنائي في تاريخنا ، ونغمة حب في قلب كل محب .
فيصل غنى لكل الناس ، وخاطب البسطاء والأغنياء ، خاطب المزارعين والعمال في أرضنا العظيمة ..
الجنوب العربي ، فيصل عاش في قلوب الناس فأحبه الناس .. فيصل فنان الشعب . فيصل ..
نهل من نهر الراحل العظيم القمندان ، كما عمل ذلك الراحل العظيم فضل محمد اللحجي و
العبقري الرقيق أحمد يوسف الزبيدي ، لقد عاشوا في فترة القمندان واستطاعوا أن يظهروا هذا
الثرات الخالد ، ولكن فيصل علوي قد أضاف "روحه" إلى هذا الثرات وكتب له البقاء والخلود
،. ففي مصر نهل محمد عبدالوهاب من نهر سيد درويش الموسيقي ، ولكنه طور الثرات و جعل للموسيقى
المصرية روح العروبة والعالمية وخلصها من الثرات التركي .
فيصل الجميل .. دخل إلى القلوب بالبساطة وعمق التعبير فأحبه الناس .. واليوم يا فيصل ندرف
آخر دمعة وأنت ترحل بعيد عنا ، ولكن ستبقى في قلوبنا إلى الأبد .. وعند ميلاد كل نجمة في
الليل الجميل .. ليل بلادنا .. سوف نذكر فيصل من أحبنا .. وغنى لنا .
فيصل .. هذه آخر دمعة .. شعب الجنوب العربي يقول لك وداعآ فيصل اللحجي الجميل .
فيصل .. نم في هدوء .. يرحمك الرحمن الرحيم .
أخيك الحزين : محمد أحمد عبدالله ناصر البيضاني
كاتب عدني ومؤرخ سياسي كوبنهاجن
[email protected]