الإعتراف بالذنب أو بالخطأ فضيلة وقبل أن نلوم الآخر من الإخوة العرب وغير العرب يجب أن نلوم أنفسنا ونعترف بالأخطاء التي حدثت منذ تأسيس دولة الجنوب بإسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبها ومن حينها ترسخ في ذهن المواطن العربي وجود يمنين أحدهما شمالي والآخر جنوبي وبهذه التسمية بدأ التآمر على هوية الجنوب بتصفية خيرة أبنائه حتى الذين تبنوا هذا النهج وحكموا لم يسلموا من عملية التخلص منهم وتاريخ الصراعات التي شهدها الجنوب وضحاياها تبيّن لنا صورة من هم الذين تآمروا على الجنوب وشعبه ووصلوا إلى هدفهم الذي رسموه وخلعواعنهم ثوب الإشتراكية ولبسوا ثوب القبيلة .
يجب أن تعاد صياغة كل المفاهيم التي شوهت الهوية الجنوبية وبمنطق التاريخ وإلاّ فإن مارسخ في الأذهان من مفاهيم خاطئة والتي للأسف يوجد من لايزال يصدقها من أبناء الجنوب عن جهل سيكون لها الغلبة عند كل من يريد أن يكتب عن الجنوب وكون الرئيس علي سالم البيض لايزال حيا يرزق وأحد قيادات التنظيم السياسي التي حكمت الجنوب وعاش مرحلة ماقبل الإستقلال ومرحلة الصراعات الداخلية ومع الخارج وأهمها مشروع الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي والتي لو سألت معظم مثقفي هذه البلاد عنها لوجدته جاهلا بها والسبب أنها ماتت سريريا وإعلاميا لذا لم تعد موجودة في ذاكرة مواطني هذه البلاد.
على الرئيس البيض أن يشكل لجنة تعيد صياغة تاريخ الجنوب بموضوعية وبإعتراف للأخطاء التاريخية التي حدثت ومنها إعترافه بخطأ توقيعه على إتفاقية الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وتوضيحه للأسباب التي دفعته إلى إتخاذ هذا القرار دون ضمان خط رجعة في حالة الإخلال بأي من الإتفاقيات التي وقعت وأتمني أن تستغل قناة عدن لمناقشة هذا الموضوع في حلقات تعرّف المواطن الجنوبي بتاريخه الذي يعتبر جزء منه صراع مع حكام اليمن الطامعين بإحتلال أجزاء من الجنوب.
|