عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-28, 05:11 PM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( الفضلي منّ ذا أمرك بهذا ..؟؟ )))

الفضلي منّ ذا أمرك بهذا







مقدمة :
يتوارى العقل في أزمنة الحروب والصراعات بعيداً عن الأنظار حتى لا يسخر منه أحد
ـــ الدكتور أحمد الصقر ــــ






طارق الفضلي الذي رحبت به كل فصائل الحراك السلمي الجنوبي العربي يوم انضمامه إلى الصف الوطني الرامي إلى تحقيق الاستقلال الوطني للجنوب العربي ، طارق الفضلي الذي يبدو أنه يحاول التعالي على واقع هذا الجنوب العربي ، بل ويتجاوز في بعض الأحوال المنطق السياسي من خلال انتهاز حالة التباين المستمرة في هذا الجنوب العربي ...

ففيما نستوقف تلكم الدعوة المتضمنة لإعلان الإضراب العام أو العصيان المدني في عموم أنحاء الوطن الجنوبي العربي المحتل نتساءل بداية عن حدود الدولة الفضلية التي يراها طارق الفضلي والتي تمتد حدودها في عينيه بين الضالع وأبين التي تتزايد فيها نبرات مستهجنة تحاول دوماً حصر القضية الوطنية في هاتين البلدتين اللتين لا تمثلان غير جزء يسير جداً من حجم الوطن المحتل ، هذه الجزئية التي تحاول الاستئثار بالوطن قضية وحراكاً يبدو وأنها تتجاوز كثير من الأفكار وقد حان الوقت تماماً للوقف مع هؤلاء الذين يريدون واقعاً سياسياً يشابه واقع قطاع غزة في فلسطين المحتلة ...

يبدو وأن طارق الفضلي بما يحمله تاريخه من شبهات توازي تلكم التي يحملها رجالات الحقبة الماركسية يعمل على تأصيل أمور لا تمت للقضية الجنوبية العربية ، وما تداعيت الأحداث في الجنوب العربي من توالي هجمات سلاح الجو اليمني وإعلان حالة التنسيق بين الحكومة اليمنية والأمريكية وتزامنها مع إعلان الإضراب المدني والصادر من جهة طارق الفضلي ، وحتى الإشارة الأمريكية المعلنة حول قضية النيجري الذي حاول تفجير الطائرة فوق ديترويت والقادمة من أمستردام الهولندية في الخامس والعشرين من ديسمبر 2009م إلا إحاطة شاملة بشيء يدار في الخفاء ...

لسنا هنا من أصحاب العقلية ( السمجة ) التي توزع النياشين والأوصاف الوطنية على هذا أو ذاك ، بل هنا نتحسس مسألة تدمر الجهد الوطني المتراكم عبر سنوات بذل فيها المخلصين لقضية الجنوب العربي هويةً وإنساناً ودولةً جهدهم ليصلوا إلى طرق أبواب الاستقلال الوطني ليجدوا ها هنا شيئاً لم يكن في حسبان أحد منهم ، لذا فأن ما يجري ليس عبث من طارق الفضلي ، وليس توافق ما يحصل في الكواليس بين دول الخليج العربية والولايات الأمريكية والحكومة اليمنية ، بل إن هنالك ترتيبات ما توافقت عليها القوى في المنطقة تجري بشكل منظم ...

عندما أعلن طارق الفضلي الإضراب العام لم يلتفت إلى عدن وهي المحور الأهم ، ولم ينظر إلى مساحة الوطن في شبوة وحضرموت والمهرة بل نظر إلى محيطه الضيق ، وخرجت له منتديات الإنترنت لتصور له أن جمهورية الضالع العظمى قد حققت منجزاً هائلاً وأن القنوات الإخبارية ووزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي أصبحوا يتحدثون عن واقع تأييد واسع لتحقيق الجنوب العربي لاستقلاله ، وأن المؤتمرات تجهز لتعقد جلساتها وتصدر قرارات التأييد لصالح الجنوب العربي ...

من المؤسف جداً مصادرة الوطن الجنوبي العربي من قبل حفنة ممن ينطلقون من دوافع الهمجية ومن تكريس الماضي البغيض ، مؤسف بحق أن يصل الجنوب العربي وقضيته إلى هذه المسارات ( الهزلية ) في فحواها ، فمن يدعو إلى العصيان المدني ويدعو إلى الكفاح المسلح إنما يدعو إلى وضع حد نهائي للقضية الجنوبية العربية ضارباً كل الاعتبارات عرض الحائط ...

من ( حسم ) إلى الدعوة للإضراب ومنها إلى إعلان الكفاح المسلح ، ومنها إلى وضع نهاية لحق الوطن في الاستقلال ، من خول طارق الفضلي بكل هذا ، ومن أعطى الإشارة للفضلي ليكون لاعباً في قضية الجنوب العربي بهذه العبثية التي لا يبدو أن لها من نهاية واضحة المعالم ، هل هي أجندة لصالح صنعاء أو هي أجندة لصالح تنظيم القاعدة ؟؟؟ ، لا مجال إلا هكذا احتمالين أما إن كان هنالك من يجعجع ويتحدث بأن ما يجري من الفضلي هو أجندة وطنية فنقول له حسبك فالوطن ليس لطارق الفضلي وليس للضالع وأبين بل الوطن يشمل أكبر بكثير من مجرد منتمي لهذا الوطن كان محارباً ضده ومازال هكذا تتحدث الوقائع ...

السيد علي سالم البيض عليه أن يكون حازماً في هذه المسألة لأنها تقود الوطن للمهلكة ولاشك ، انقلبت الأحوال رأساً على عقب وتسارعت الأحداث من تفوق للجيش اليمني في صعدة إلى غارات جوية على مراكز تدريب لتنظيم القاعدة في الجنوب العربي ، وحتى الوصول إلى تصعيد جنوبي غير مفهوم فبدلاً من العمل على تفنيد مزاعم الحكومة اليمنية وكسب تعاطف المجتمع الدولي بعد الغارات العسكرية نفاجىء بتصعيد غير مبرر إطلاقاً وكأن الرد على الغارات أن الجنوب العربي كله مع تنظيم القاعدة يتضامن معه من خلال تمرير إعلان الإضراب العام ...

الجنوب العربي كقضية مهدد من خلال أفراد لا يقيمون للواقع السياسي أحواله ، عبثية طارق الفضلي هي من جعلت تنظيم القاعدة يتلاشى في المحيط العربي ويتواجد في المناطق المخترقة والمدمرة كباكستان وأفغانستان والصومال ، والفضلي اليوم يعمل لإضافة اليمن كلها إلى تلكم الدول ، وسواء علم أم لم يعلم فهو بهذا يفسد ولا يصلح ، يهدم ولا يبني ...

بوعمر غير متواجد حالياً