عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-03-26, 06:56 PM   #8
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي

(الصورة الحدث).. المعنى والدلالة
أحمد عمر بن فريد:
إذا كانت صورة المناضل الكبير (تشي جيفارا) تعد رمزاً عالمياً للنضال من أجل التحرر والانعتاق من العبودية والذل، فإن صورة (الجنبية) المغروسة في عمق العمود الفقري لأخينا عادل مطلق المنشورة في مختلف وسائل الإعلام، تجسد كل معاني الغدر والخديعة في أبشع صورها على الإطلاق، على اعتبار أن (الطعنة من الخلف) غالباً ما يتم الحديث عنها حينما تكون مفردات ومعاني الكلام تدور حول الخديعة والغدر في الحياة، وفقاً لأي علاقة ثنائية.. وتبعاً لأي مستوى من تلك العلاقة.. فردية كانت أم جماعية.

وفي الحقيقة إن تلك الصورة التي طارت بسرعة الضوء عبر برنامج (البلوتوث) بين آلاف البشر، وتوزعت بسرعة البرق على صدر الصحف الإلكترونية والمنتديات، وباتت حديث الناس في الداخل وفي الخارج، تشير في عمقها وفي معناها الرمزي إلى تلك الضربة النجلاء التي غرست في جسد الشريك، جراء الغدر بالوحدة اليمنية، وضربها من الخلف صيف العام 94م، بما أفرغها من محتواها ومضمونها الحقيقي الذي ذهب الجنوب من أجل تحقيقه، والذي جعلها تبعاً لذلك وحدة فيد وغنيمة لطرف واحد لا غير.

ومن هذه الرمزية الجدلية فإنه يمكن القول في الوقت الذي لايزال فيه أخونا الشقيق ابن مطلق في غرفة الإنعاش تحت رحمة المولى عز وجل، فإنه في المقابل لذلك لايزال (الجنوب) يرقد هو الآخر في غرفة مماثلة من حيث المعنى ومن حيث الدلالة.. إذ تجسد الصورتان حالة نادرة من التماثل والتطابق في المعنى وفي الدلالة، وكأنما قد اختار القدر تلك الحالة الشخصية لابن ردفان، لتكون تصويراً رمزياً لما عانى ويعاني منه الجنوب منذ ذلك اليوم الذي تقرر فيه ضربه من الخلف بالمستوى نفسه من العمق ومن الخديعة ومن الذاتية ومن التجسيد لتنافر وعدم تطابق ثقافتين مختلفتين، قدر لهما في لحظة تاريخية أن يندمجا في جسد واحد يوم 22 مايو 1990.

إن تلك الصورة (الحدث) التي نتحدث عنها، لم تكن تحت أي ظرف مقطوعة الصلة عن عنصر الرفض الجنوبي الذي انطلق من عقاله قبل سنة أو أقل أو أكثر، بحسب مناطق الحراك السياسي هنا وهناك.. وعلى هذا الأساس فإن تلك الصورة لم تكن غائبة عن مهرجان الضالع (الخرافي) الذي احتفل يوم الإثنين الماضي في ملعب الصمود بمناسبة مرور عام على تحرك قطاره في الاتجاه الصحيح، على اعتبار أن ردفان (رمز التضحيات)، ومختلف مناطق الجنوب كانت قد توافدت إلى الضالع (منطلق الحراك الجنوبي) للمشاركة في تلك الذكرى التي أجاد أبناء الضالع الترتيب لها والاحتفاء بسنتها الأولى، ولو قدر لي اختيار العنوان الأبرز لتلك الفعالية، لكنت قد اخترت دون تردد العنوان الآتي: (إذا عطست الضالع أصيب الجنوب بالزكام!).
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس