عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-06, 02:31 PM   #18
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي متابعة 18

وهم يجعلون ان لكل اتجاه اشعاعي شمسي مقدار من التأثير الطاقي الفوتوني على الناس مما يمكن بنظرهم التنبؤ والتحكم في التفاعلات الطاقية للناس وفق هذه الرؤية الفلسفية وقد كانت لنا محاولة حسنة ولله الحمد في لجم هذا الكلام لاننا اذا انكرنا الامر وقعنا كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في رسائل ومسائل ابن تيمية ج2 ص152

وكذلك كثير من أهل الحديث والسنة قد ينفي حصول العلم لأحد بغير الطريق التي يعرفها، حتى ينفي أكثر الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك. وكذلك الأمور الكشفية التي للأولياء، من أهل الكلام من ينكرها، ومن أصحابنا من يغلو فيها، وخيار الأمور أوساطها.
ولذا فمن الاحسن ان نثبت ما وقع عندهم من حق وننفي ما وقع عندهم من خطاعبر موضوع هو كما يلي
قال عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " حديث صحيح ...

وقد أوتي الرسول عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم ...بمعنى أنه عليه الصلاة والسلام يجمع تفاصيل الكلام في مجمل بسيط واضح ...وكلمة الناس التي وردت في الحديث تشمل الناس من المسلم واليهودي والنصراني والمشرك...وهذا ما تجده في الناس حقاً...
فعلى مستوى الألوان تجد أن اللون السائد على الأفريقيين هو الأسود واللون السائد على الشرق أسيويين كالصينيين واليابانيين...إلخ هو اللون الأصفر واللون السائد على العرب هو اللون الأزهر واللون السائد على الغربيين هو الأحمر وهكذا تجد بعض ألوان الناس عبارة عن خليط من ألوان عدة..
هذه الألوان في الناس ليست إلا سلسلة من الترددات الضوئية لأطياف ذرات جسم الإنسان كما تقرر هذه الحقيقة الفيزياء ...
إذ أن لكل جسم سلسلة من الترددات تسمى بالطيف الذري نستوضح من خلاله طبائع هذا الجسم التركيبية في بناءه الذري بحيث أنه بناء على اللون الغالب في الإنسان نستطيع أن نقول أن هذا الجسم ذهبي أو فضي أو نحاسي أو حديدي أو....إلخ
واللون ليس إلا الظاهر لباطن التركيبة البنائية للأجسام فكل جسم يتكون من عناصر أولية وهذه العناصر تتكون من وحدات بنائية نسميها الذرات...والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل فيه موجبات الخير والشر...فقال تعالى وهديناه النجدين ) البلد آية 10.
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" النجدين :الخير والشر وكذلك قال ابن جرير.
وقال تعالى ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) الشمس"7-8"
قال ابن عباس رضي الله عنه :"بين لها الخير والشر وقال سعيد ابن جبير: ألهمها الخير والشر...
هذا الخير والشر الذي أراده الله كوناً بإرادته الكونية في الخلق يعبر عنه الصينيون بقوة الين واليانغ أي قوة السلب والإيجاب...إذ أن هاتين القوتين موجودتين في الإنسان حسياً ومعنوياً...وهنا يكمن السر في قول الرسول عليه الصلاة والسلام :" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " بإقرار المماثلة الكونية بين الناس والمعادن وتقرير الخيرية بالتزام المرادات الشرعية لقول النبي عليه الصلاة والسلام" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" ... لتتقرر الخيرية بين معادن الناس بناء على التفقه في الدين لقوله عليه الصلاة والسلام :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " حديث صحيح
:" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"-

على أنه صلى الله عليه وسلم لم ينفي التخاير بين الناس بناء على أساس المراد الكوني وهو هنا معادن الناس ولكنه صلى الله عليه وسلم جعل الكمال في الخيرية سببه التفقه في الدين عندما قال عليه الصلاة والسلام :" خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا "-
وبالتحقق من وجود المماثلة الكونية بين الناس والمعادن يتحقق عندنا العلم واليقين بوجود مشاركة حسية ومعنوية بين الناس والمعادن ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" هذا أحد جبل يحبنا ونحبه" ..حديث صحيح
والدليل الثاني هو بكاء جذع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس من جوارها فلما احتضن جذعها واخذعليه الصلاة والسلام يهدأه سكت الجذع عن الصوت .... وهو في الصحيح
ومن الادلة الثانية من القران هو
1- { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس } الروم 41
2- { والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}الأعراف 58
وإذا ما تقرر عندنا العلم واليقين تحقق المشاركة الحسية والمعنوية بين الناس والمعادن وتبادل التأثيرات بالسلب والإيجاب فيما بينهم علمنا عندئذ الحكمة من نهي الشريعة عن استعمال الرجال لنوع معين من المعادن كالذهب والحرير والنحاس والسماح للنساء باستعمالها والنهي عن استعمال الحديد للجنسين ذلك أن التقارن بين الإنسان وأنواع معينة من المعادن توجب على الإنسان تخلقاً بأحوال تلك المعادن حسياً ومعنوياً فتزداد في الناس نوع معين من الطاقات النارية أو النورية أو الطينية ...على حساب نوع آخر فيميل الإنسان بحبه وكرهه القلبي أو باستحسانه واستقباحه العقلي أو باشتهائه ونفوره النفسي نحو أشياء معينة توجبها تلك المزاوجه بين هذا الإنسان وهذا النوع من المعدن وحيث أن المكان الذي يعيش فيه الناس تتحقق فيه الغلبة لنوع معين من المعادن في ترابه وماءه ومأكله وهواءه نجد أثر ذلك واضحاً في طبائع الناس الكونية عند أبناء المناطق الجبلية والساحلية والصحراوية والسهلية والنهرية...إلخ
ولهذا أوجبت الشريعة على الإنسان الهجرة من المكان الذي يعيش فيه عندما لا تزداد ولا تتحسن طاقته الإيمانية أو العقلية أو العلمية فلا ينتفع من الناس ولا ينفعهم قال تعالى :{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد مراغماً كثيراً وسعة } النساء 100 .. والهجرة كما يعرفها الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله في الثلاثة الأصول بأنها من بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان ) ولكن الهجرة اليوم قد تكون من بلد إسلامي تكثر فيه المعاصي والظلم إلى بلد إسلامي آخر تقل فيه , وقد تكون الهجرة لابتغاء الرزق وقد تكون الهجرة في نفس البلد الذي تعيش فيه من المدينة إلى الريف والعكس أو قد تكون من هذا الحي بعينة لسوء الجيرة والصحبة إلى حي آخر حسن الجيرة والصحبة , أو قد تكون من مكان العمل إلى عمل آخر أو من هذه المدرسة إلى مدرسة أخرى يكون فيها المدرسون أكمل ديناً وأحسن أخلاقاً , بل قد تكون الهجرة من نفس البيت إلى بيت آخر في عمارة أخرى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن كان الشؤم ففي إحدى ثلاث : الدار والفرس والمرأة " حديث صحيح ..
ذلك أن تغيير المكان الذي يعيش فيه الإنسان يستلزم تغيير الاحتكاك بالمعادن المتواجدة في كل مكان ينتقل إليه الإنسان في التراب والهواء والماء والمأكل بل وحتى حيطان الدار ومادة الأثاث والفرش المقترنة مع كل مكان ينتقل إليه الإنسان ولعل هذا ما أدركه الغربيون في رحلاتهم وسياحاتهم ومغامراتهم التي تجدد الطاقة والحيوية سوى أن كفرهم وفسقهم بمرادات الله الشرعية والتي هي الأصل في جدوى الانتفاع بهذا التغيير من حيث أنها أصل الزاد الطاقي الذي يجدد حسيات ومعنويات الإنسان قال تعالى :{ وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } البقرة 197
وكمل من وفق بالجمع بين مرادات الله الكونية والشرعية كما يريده الله من الكتاب والسنة...
ثانياً: العلاقة بين المعادن والناس
.[ سنة التزاوج والتوالد بين الاشياء المخلوقة حسيا ومعنويا ]
وتجد ان العلاقة بين المعادن قائمة على التزاوج والتوالد او عدمه ... كما يسميها الكيميائيون بالتفاعلات ... وهذه العلاقة كائنة كونا بين كل الاشياء التي خلقها الله سبحانه وتعالى حسيا ومعنويا .
وقد قرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في معرض حديثه حول تفسير سورة الاخلاص في مجموع الفتاوى الجزء 17 حيث قال رحمه الله :
--{ والمقصود هنا ان التولد لابد له من اصلين - وقال ايضا - والمقصود ان المتولدات خلقت من اصلين كما خلق ادم من تراب وماء والا فالتراب المحض الذي لم يختلط به ماء لا يخلق منه شيء لا حيوان ولا نبات , والنبات جميعه إنما يتولد من أصلين أيضاً- وقال رحمه الله - والمقصود هنا: انه قد يكون الشيء من أصلين بانقلاب المادة التي بينهما إذا التقيا كأن بينهما مادة قتنقلب وذلك لقوة حك أحدهما بالآخر فلا بد من نقص أجزاءها وعذا مثل تولد النار بين زنادين إذا قدح الحجر بالحديد أو بالشجر كالمرخ والعفار فإنه بقوة الحركة الحاصلة من قدح - أي حك - أحدهما بالآخر يستحيل بعض أجزاءها ويسخن الهواء الذي بينهما فيصير ناراً.... انتهى كلامه رحمه الله
فالعلاقة بين الأشياء المخلوقة من إنس وجن وملائكة ودواب ونبات وجماد وهواء وماء وتراب ومعادن قائمة على التزاوج وعدمه والتوالد وعدمه..هذه التزاوجات والتولدات متحققه بين المخلوقات ومنفية عن الخالق جل وعلا , قال تعالى:{ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وقال تعالى:{ ولم يكن له كفواً أحد }
وأنا عندما أحقق تقرير هذه المسألة عقدياً ليس إلا بعلمي بما وقع فيه الصينيون من شرك في مفهوم مرادات الله الكونية كالين واليانغ والتايجي والتي تعني أصل الكون أو الفطرة ونحو ذلك من العقائد التي كانت الأصل في نشوء فلسفات الحضارة الغربية اليوم والتي ليست سوى قدرة على تحليل تراث الشرق
وقد تحقق اليوم كما ذكر أحد الدكاترة بأنه " ما من حضارة نشأت إلا وكان سببها عقيدة دينية كاملة أو ناقصة أو منحرفة يميناً أو يساراً وما يمثله هذا المعنى من عقائد ومناهج كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ...
فإذا ما تقررت عندك تلك الأصول العقدية , فإنه يجب أن ينكشف لك تماثل المكافأة والتكافؤ بين المخلوقات فيما بينها البين , وهذا يعني لنا بلغة العصر بأن القوانين الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية...الخ تكاد تكون واحدة بين المخلوقات من إنس وجن وجماد وحيوان وهواء وماء...الخ
هذا التوحد يكون في المحكم القطعي احيانا بين المخلوقات أو المتشابه فقد يبدو لك باختلاف هذه القوانين..
هذه العلاقة التزاوجية والتوالديه بين الأشياء المخلوقة حسياً ومعنوياً تظهر بالائتلاف أو التنافر على صور الاتحاد والتعازز والتعاضد والترابط أوالسيطرة والهيمنة والغلبة والرعب والتخويف...إلخ , فتجد الماء يقهر النار والنار تأكل الخشب والماس يقطع الحديد والحديد يكسر الصخر والنور يرعب النار والهواء يرفع الثقل والماء يحمل الحديد...إلخ
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس