[أبو عامر اليافعي]

أُستاذي الكريم أبا عهد الشعيبي،،
كل عام وأنت بخير
كنت أود أن أكتب موضوعا عن الحراك الجنوبي وعندما قرات موضوعك الرائع هذا آثرت أن أضع بداية المقال في موضوعك كمناجاءة حب للجنوب .
الحراك الجنوبي.. ثورة أخلاقية نادرة ، خُلقت من النقاء

كمثل ماء سلسبيل يتدفق ينبوعه من صخرة صماء .. كمثل شمس دافئة عقب ليلة مظلمة قارصة.. كمثل غيم ظليل وماء منهمر من السماء في يوم صيف قائظ وشمس هاجرة حرور..
كمثل قطرات الندى تنحدر كاللآلئ لزهور برية في صحراء ملتهبة .. كمثل نداء " الله اكبر " بصوت ملائكي في مدينة كافرة، أتى الحراك الجنوبي السلمي.
في بلاد العجب وتاريخ العرب بمختلف الحقب أقوام لا تعرف سبيلا غير لغة السلاح والسلب والنهب في حل مشاكلها المزمنة ،وتحيى على اجترار الماضي بأحقاده الدامية ومن الواجب أن يقتل الأحد الآخر لكي تمضي الحياة، في ظل هذا الجو المشحون والاحتقان المفروض ينطلق الهتاف صادحا صادقا نقيا فقط في ارض الجنوب الطاهرة .
لم تلوثهم القبيلة ولا الأحقاد المتوارثة ولا الصراعات المذهبية .. ليس فيهم سيدا ومسيود ولا فيما بينهم عابدا ومعبود ولا رذيلا وحقود .
أحبوا الوحدة اليمنية بشغف لأنهم رأوا فيها العزة والسؤدد ورفضوها بشرف لأنه لم يعد فيها ما يحمد . ديدنهم الأخلاق مهما كان الخلاف وعهدهم ميثاق لا يحتمل الاختلاف . لهم قلوب نقية لا تعرف الغدر والخيانة وطباعا سوية في البر والوفاء والأمانة.
كل من رافقهم مدحهم ومن عاشرهم أثنى عليهم.. أرادوا الخير للجميع ونالوا الشر الفضيع .. ومع ذلك لم يحقدوا أو يكرهوا أو يغدروا.
لي أمنية واحدة في هذه الدنيا الفانية ورغبة جامحة ونفس طامحة أن أعيش في أرضي .. أرض الجنوب الغالية حرا، طليقا، مالكا، سيدا فيها حتى ليوم واحد لأني جنوبي الهوى والميلاد والنماء والأرض والسماء .
تحية وسلام وأجمل عبارات الكلام لملائكة العرب في أرض جنوب العرب.