[أبو غريب الصبيحي]

هناك فعلاً فك ارتباط بين دولتين و بين شعبين و بين ثقافتين مختلفتين ، ما تسمى بالوحدة اليمنية بنيت على باطل حد وصف الداعية المبجل المرفدي ، فهو فك ارتباط بين حق و باطل .

سأحدثكم بهذه الواقعة التي حصلت قبل عام في عدن خاصة و الجنوب عامة ، فقد كان في مركز دماج للعلوم السلفية يدرس احد ابناء عدن قبل وفاة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ، و يدعى بعبد الرحمن العدني ، و كان عبد الرحمن الرحمن العدني طالب علم ذكيا و سريع الفهم و الحفظ للعلوم الشرعية ، و ذات مره خاطبه الشيخ المرحوم الوادعي قائلاً له : " يا عبد الرحمن كم كنت أتمنى أن تمسك المركز بعد وفاتي لولا أن بعض القوم هنا سيرفض و سيسبب فتنة لإن أصلك من الجنوب " ، لم يهتم الاخ الشيخ عبد الرحمن العدني بهذا الامر كثيراً ، فهو لا يهتم يكون شيخ المركز أم لا .

مع بدء الحراك الجنوبي السلمي تبادرت تساؤلات إلى اذهان طلبة العلم السلفيين عدالته و منبعه فهم يعرفون ان من فيه هم من آبائهم و أهلهم و بعضهم ممن تضرر من العهد السابق لدولة الجنوب المستقلة ، فتذكروا كلام الشيخ مقبل لعبد الرحمن ، و تذكروا المراكز التي أنشئت بعد مركز دماج و التي لم تنتشر سوى في المناطق الشمالية بينما الجنوبية و لا يوجد فيها مركزاً واحداً ، فهي موجوده في صعده و في اب و ذمار و صنعاء و مأرب و يديرها مشايخ من الشمال .

هنا فهموا التمييز ضدهم ، و إن هذه المراكز ليست إلا لرجال أمن سياسي من أجل السيطرة على الشباب فكرياً لعدم الخروج عن ولي الأمر ، و كلنا يعرف ان الشيخ مقبل الوادعي تعرض للسجن في السعودية بسبب كلمة حق و طرد منها ، لذا فالتهج الذي يسير عليه هؤلاء ليس بنهجه .

قرر الشيخ عبد الرحمن العدني ان يفتح اول مركز للعلوم الشرعية في الجنوب و في العاصمة عدن تحديداً ( منطقة البساتين ) ، خصوصاً أن لديه تزكية سابقة من الشيخ مقبل الوادعي ، لكن مشايخ المراكز الشمالية ثاروا عليه و اتهموه بالبدعه و إنه حراكي و حزب اشتراكي و غيرها من التهم التي لا أساس لها من الصحة و التي أظهرت حقيقتهم أمام كثير من طلبة العلم السلفي من شباب الجنوب .

رجال ديننا اليوم و طلبة العلوم الاسلامية باتوا يعرفون قضية الجنوب جيداً ، و كيف يفكر اليمنيين و خصوصاً من يفترض ان يكونوا رجال دين .
و للشيخ المرفدي و للأخ ناقل الخبر التحية ،،،