[منصور بلعيد]

امام ما يراه الانسان من صراع دائم بين ابناء الجنوب منذ قيام ثورة اكتوبر
الى يومنا هذا يجعل الانسان يشعر باليأس امام ثقافة المؤامره التي
اصبحة الشغل الشاغل لأبناء الجنوب

فأن كان قد وجد ما يبرر الخلافات بين عام 63م وعام 90م فماذا بعد
أي من 90م الى اليوم
قد يرموا بعض اللوم على حكومة الرئيس علي عبدالله صالح ولكن
هذا غير كافي وربما قد يكون مفضوح

تمر الايام واوضاع الجنوبيين تزداد سوء تمر الايام والمواطن الجنوبي
البريئ يرسم الخطوط الطويله للأمل عاقداً الآمال على النخبه المثقفه
في نظره ولكنه لا يعلم ماذا يدور داخل تلك النخب للأسف

تبدو ثقافة المؤامره وكأنها قد تأصلة للاسف بين غالبية النخب التي ينقصها
الوعي الكافي لمعرفة ما يتطلبه الواجب من اجل الوفاء لخدمة الوطن
مع قصور فكري وادبي واضح لا غبار عليه ويتجلى ذلك من خلال التعثر
الذي اصاب اغلب النخب في الداخل والخارج ومن خلال حياكة المؤامره
فيما بينهم البين الى حد ان المتابع لكل مواقع عمل ونشاط النخب
الجنوبيه يدرك عمق الاختلاف والشرخ القائم الى حد انهم ينسون
مهامهم وقضيتهم ويتفرعون ضد بعضهم البعض للمماحكات والاختلافات
والصراعات المريضه مثل مرض العقول والقلوب التي لا تريد ان ترى
النور ، واولئك الناس لا يقبلون الرأي الوسط بل انهم يقفون امامه حائرين
فيذهبون الى التصنيف ويقومون بمواجهة اي رأي معتدل ويطلقون عليه
التهم على مختلف اصنافها لحتى يقحموه على التراجع أو يصنفوه الى
جهه معينه وهكذا لا نجد مكان للوسطيه

هناك امراض خفيه تتعلق بحب الذات من اجل الظهور والوجاهه اضافه
الى ان الغالبيه اصبحة تدار بواسطة العواطف ولا مجال للعقل في ذلك

فالجنوبيين بحاجه ماسه الى وقفة مراجعه مع الذات لحتى يعيدوا
اكتشاف انفسهم وماذا يريدون وعلى ضوء ذلك تتحدد الاهداف المرجوه
التي تهدف الى بناء مجتمع متماسك يدرك ماذا يريد

اما الآن فالجنوبيين يمتلكون القدره على هزيمة بعضهم البعض فقط
ولم يستطعوا الوقوف امام من ظلمهم وسلب حقوقهم وهذا مؤشر
خطير جداً قد يطوي على الجنوبيين العقود من الزمان لحتى يدركوا
ماذا يريد الوطن وابناءه هذا اذا من عليهم الله بالهدايه

ونقولها نصيحه لوجه الله انه من الافضل للجنوبيين ان يتعايشوا مع
الوحده الظالمه أفضل من التفكير بالانفصال والعقول ما دامت منفصله
عن الوعي والقلوب منفصله عن بعضها

ومهما حصل من جعجعة النضال الشكلي والثوره الاعلاميه المزيفه مثل
تلك الاسماء المزيفه التي يظهر فيها الناس عبر صفحات الانترنت لن يكن
ذلك مفيداً بل انه دليل قاطع على ان الجنوبيين يكذبون على انفسهم
ولم يمتلكوا الشجاعه الكافيه لمواجهة الموقف ناهيك على ان هناك
اشياء كثيره جداً تأتي من وراء الكواليس وخط العماله والنآمر مع الآخر

وانا ادرك انه سيأتي من يهاجمني بكلامه وخاصه اصحاب النيات السيئه
من الاسماء المزوره والمستورده

فصبراً جميل لأولئك الشرفاء الابرياء الذين يتحركون بالطرق العفويه
وراء قطعان من الذئاب تقودهم وهم يتخيلونها كالحمل الوديع
فمن الافضل ان تعيشوا وتموتوا وحدويين مظلومين ولا دعاة انفصال ظالمين لأنفسكم


فل تذهب الى الجحيم تلك العقول المريضه التي تكدر صفو الحياه