عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-05, 07:29 PM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( السعوديون .. ألا يتدبرون )))

السعوديون .. ألا يتدبرون








مقدمة :
من زرع الشوك .. يحصد الشوك









عادت الذاكرة إلى تسعة عشر عاماً مضت عندما كان العالم يخوض معركة ما سمي بتحرير دولة الكويت ، في خلال تلكم الحرب حدث أن احتلت قوة عسكرية عراقية مدينة الخفجي الحدودية مع الكويت ، عندها ضاقت الأرض على السعوديين بما رحبت ، وكانت حالة المملكة السعودية حكومة وشعباً تتجاوز حدود كل شيء على هذه الأرض من شدة ما ألم بهم من الغضب جراء ما أقدمت عليه القوات العراقية ، وكانت ردة الفعل العسكرية بمساهمة قوات قطرية آنذاك ضاربة قاسية حتى أن أحد القادة العسكريين الأمريكيين أكد أن ردة الفعل كان يمكن أن تكون أهدأ مما كانت عليه وأن الأمر كان طبيعياً في سير المعارك البرية ، تلكم الحادثة إنما تعبر عن مكنون داخلي لدى السعوديين من أن الاعتداء على حدودهم السياسية هو أمر لا يمكن القبول به إطلاقاً ...

ما يحدث على الحدود السعودية اليمنية هو محاولة من حركة الحوثي لتوجيه النظر للمساندة السعودية للقوات العسكرية اليمنية ، وإن كان هنالك تجاوز ما أحدثه الحوثيين فأن هذا أمر طبيعي في حرب مجنونة لم تراعي حرمة لبشر أو لأيام شهر رمضان المبارك ، فطرفي الحرب كلاهما خارج عن مضمون الإنسانية ، ولا يمكن الوثوق بطرف على طرف فحكومة صنعاء مجرمة والحوثيين مجرمين ، والحرب الجارية إنما حرب عبثية ...

المضمون ليس في هذا الجانب بل في الجانب السعودي الذي ظل يحتفظ بعلاقته مع نظام صنعاء الذي هو سبب رئيسي من أسباب المشاكل المتوالية على المملكة السعودية ، فنظام الحكم في اليمن الذي تحالف مع النظام العراقي إبان غزو دولة الكويت ، هو ذاته من جعل من مشكلة الحدود مع السعودية أداة شر على مدار عشر سنوات أعتقدت في نهايتها الرياض أن توقيعها على معاهدة جدة عام 2000م أنها ستطوي صفحة صعبة مع نظام صنعاء لتفاجىء بعدها بأن اليمن بدأ يصدر العناصر الإرهابية فيما بعد 11 سبتمبر 2001م ، كما أضحت اليمن مصدراً لعشرات الآلاف من المتسولين المنتشرين في شوارع المدن السعودية كلها ...

المشكلة ليست في جماعة الحوثي ، وليست في دعم إيران لهذه الجماعة بالأفكار المذهبية وبتقديم الأسلحة العسكرية لهم ، والمشكلة ليست في العناصر الإرهابية التي اتخذت من الأراضي اليمنية مركزاً تهرب من خلاله الأسلحة إلى السعودية ، كامل المشكلة في رأس النظام السياسي الحاكم في اليمن ، فالرئيس علي عبدالله صالح ليس رئيساً لدولة بمقدار ما هو رئيس عصابة تجمع الأشرار وتنفذ أجندة شيطانية تعتمد فيها على تجاوز الأعراف ولا تقيم ميزاناً لشيء غير ممارسة الشر ...

لطالما كان رئيس اليمن مصدر للإرهاب وراعٍ لهذا الإرهاب ، والرياض تعلم وتدرك أن هذا الرئيس فاقد لأهلية الحكم وان تواجده على رأس سلطة الحكم في صنعاء يعني حماية للإرهاب والفساد والظلم والعدوان ، وإلا ماذا يمكن أن نفسر عدوانه على الجنوب العربي منذ حرب صيف العام 1994م وما تلاها من أحداث ..؟؟ ، هذا النظام السياسي هو مشكلة لابد وأن يتخذ حيالها قرارات دولية حاسمة لحفظ الأمن والسلم في العالم والشرق الأوسط ...

يوماً بعد آخر يثبت نظام علي صالح أنه نظام مصدر للمشكلات ، فمشكلة الحوثي هذا النظام هو من افتعلها ، بل هو من زرعها ، وهو من يبدأ الحرب عليها وهو من يوقفها كما يقول المتحدث عن جماعة الحوثي يحيي الحوثي ، صراع الأجنحة الزيدية الحاكمة في اليمن صراع قديم النظام السياسي اليوم هو جزء لا يتجزأ من هذا الصراع الدموي الذي يسيطر على عقلية رئيس عصابة النظام في صنعاء ومن معه من المتنفذين داخل هذا النظام ...

أن تبقى الرياض تتلقى من صنعاء مزيداً من العبث اليمني الذميم فهذا أمر لا يمكن أن يعقل من دولة كبرى تسعى جاهدة لتثبت أقدامها في عضوية أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم ، فما على النظام السعودي هو أمر بمقدار قوتها ونفوذها الإقليمي أن تقوم به بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه اليمن وتضعه على الطريق الصحيح بأي وسيلة ممكنة ...

إن مجرد الصمت على وجود هذا النظام الحاكم في صنعاء يعني أن سيادة البلطجة ستكون هي التعبير الصحيح لتسيير أمور اليمن ومن سيتضرر منه هو جيرانه الذين سيجدون أنفسهم يطاردون عناصر الإرهابيين ، ويقبضون على المتسولين والمهربين ، نظام كنظام صنعاء لن يعطي لأحد غير الشوك لأنه نظام خبيث حان الوقت للقضاء عليه ...
بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس