عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-05, 03:06 AM   #135
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

تسخين الحدود السعودية ـ اليمنية
رأي القدس


04/11/2009


قليلة هي الاخبار التي تأتي عن ما يجري في منطقة صعدة من معارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين الزيديين، خاصة اذا جاءت من مصادر مستقلة موثوقة، وسبب هذه القلة حالة التعتيم الاعلامي، ولجوء الطرفين المتقاتلين، وغير المتكافئين، الى البيانات والمعلومات الدعائية، وهي غالبا تنطوي على مبالغات في حجم الانتصارات او الخسائر.
واذا كان الحصول على معلومات او انباء من الجانب اليمني من الحدود يتسم بالصعوبة للاسباب التي ذكرناها آنفا، ولوعورة المنطقة بسبب تضاريسها الجغرافية الجبلية، فان المهمة تبدو اكثر صعوبة وتعقيدا على الجانب السعودي حيث يواجه الاعلاميون ومنظمات الاغاثة الانسانية خطرا مشددا على اي تواجد لهم في المنطقة.
وما ينطبق على الانشطة العسكرية المكثفة المتعلقة بالمعارك مع الحوثيين، ينطبق ايضا على انشطة عسكرية من نوع آخر له علاقة بتنظيم 'القاعدة' وفرعه المنشأ حديثا في الجزيرة العربية بقيادة مقرها اليمن. ولذلك تبدو الانباء التي جاءت بالامس وتحدثت عن اشتباكات بين عناصر من التنظيم وقوات امن سعودية اسفرت عن مقتل ضابط سعودي نادرة بكل المقاييس.
الامر المؤكد ان تنظيم 'القاعدة' اتخذ قرارا بتصعيد انشطته العسكرية انطلاقا من الحدود السعودية ـ اليمنية لتنفيذ عمليات داخل اراضي البلدين، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص باعتبارها الهدف الاكبر.
قائد تنظيم القاعدة الميداني في الجزيرة العربية ابو بصير ناصر الوحيشي عبر عن هذا التحول الجديد لتنظيمه من خلال مقال كتبه في احد المواقع الاسلامية المتشددة طالب فيه انصار التنظيم بمهاجمة قوات الامن السعودية وصناعة النفط، والاعتداء على الاعلاميين والصحافيين المساندين للانظمة العربية الفاسدة والدائرة في الفلك الامريكي.
بعد اقل من يومين من هذا المقال وقعت اشتباكات حدودية ادت الى مقتل الضابط السعودي من ناحية، ومجموعة من ضباط امن يمنيين في الجنوب قرب حضرموت.
المملكة العربية السعودية تواجه حاليا خطرين اساسيين، الاول يتمثل في حرب صعدة عمران في الشمال اليمني قرب حدودها الجنوبية، والثاني اتخاذ تنظيم القاعدة من اليمن مركزا له لتجنيد الانصار وتدريبهم وارسالهم لتنفيذ هجمات ضد اهداف حيوية داخل المملكة، والمنشآت النفطية على وجه الخصوص.
حالة الفوضى الامنية التي يعيشها اليمن حاليا، حيث حرب الحوثيين المدعومين من ايران في الشمال والحراك الجنوبي المدعوم خليجيا في الجنوب هي البيئة الملائمة لنمو تنظيمات متشددة مثل تنظيم 'القاعدة'، ويبدو ان المملكة العربية السعودية تنبهت الى هذا الخطر من خلال الاشتراك بطريقة مباشرة او غير مباشرة في حرب صعدة الى جانب حكومة صنعاء المركزية للاسراع بالقضاء على تمرد الحوثيين، وتعزيز اجراءاتها الامنية ببناء سور على طول الحدود.
ما يمكن قوله ان الاشهر وربما السنوات المقبلة ربما تكون حافلة بالانباء السيئة بالنسبة الى البلدين، اي السعودية واليمن، لان رقعة الخطر الامني عليهما تتسع يوما بعد يوم مع استمرار انحدار اليمن الى معسكر الدول شبه الفاشلة نظرا لما يواجهه من حروب واضطرابات داخلية. الفارق الرئيسي ان معاناة الحكومة السعودية قد تكون اكبر، ليس بسبب حجمها ومكانتها، وانما بسبب دورها الاقليمي الذي يجعلها في معسكر الغرب وفي مواجهة مع اعدائه، وخاصة ايران التي لها امتدادات قوية في العراق جار المملكة الشمالي، واليمن جارها الجنوبي.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس