الاخت الكريمة بنت الشعيب،، حياك الله .
الاخوة المشاركين ، تحيتي واحترامي ،،
موضوع استقالات ناشطي الحراك المنضويين في الحزب الاشتراكي ، أخذ من الجدل ما أشغلنا وأشغل الكثيرين لدرجة ان الصورة بدت وكأن المعضلة أمامنا والتي تعرقل سير الحراك هو موضوع استقالات الاشتراكي .
وأنا أنظر للموضوع انه في مجمله يأتي ضمن اللعبة السياسية الدائرة برمتها .
الحسابات لم تنضج بعد ، الرؤى نحو المتغيرات القريبة لم تتضح بعد ، الحراك كله لم يكتسب الشخصية الاعتبارية التي تستطيع تمثيل الجنوب بقوة ويفرض وجوده ككيان سياسي متجانس ومتماسك حتى يجعل القوى الداخلية تتدافع نحو الانضمام اليه وتجعل الاطراف الدولية تثق به وتتعامل معه .
ولذلك في ظل صورة كهذه ، فلا زال الحراك يسير فوق رمال متحركة ، لا يعرف المرء الى اين تتجه بنا الاوضاع ، نجد ان اعضاء الاشتراكي بتأنون في اتخاذ قرارتهم بتقديم استقالاتهم ، مع انهم عمليا في حالة انفصال او فراق من كافة انشطة الحزب وفعالياته ، وهذه هي حساباتهم جميعا سواء اؤلائك في مجلس قيادة الثورة أو في المجلس الوطني ، او هيئة النضال السلمي .
وفي المقابل ، نجد ان تيار آخر في الجنوب يريد أن يضع هؤلاء الناشطين الاشتراكيين في زاوية محصورة بهدف إحداث تغيير وخلط جديد في التحالفات والاستقطابات الجنوبية الجنوبية ، ويعتقد هذا التيار وهم تيار تاج ان ذلك يكون بمثابة تفتيت للحزب الاشتراكي في الجنوب وسينصهرون في كيانات متفرقة ، وإن تبقى منهم القليل سيكونون في موقف ضعيف ، ليس له أي حضور قيادي او قاعدي .
وأمام هذا المشهد ، نرى أن علينا ترتيب اولوياتنا بطريقة تحقق لنا النجاحات ذات التأثير الايجابي للقضية الجنوبية ، فهل هذه الموضوع من الاولوية ما يجعله في مقدمة المسائل الأخرى ؟؟
وفي موضوع الموقف القانوني حول فك الارتباط ودور الحزب الاشتراكي القانوني في هذه المسألة .
نقول أن الوحدة قد تمت بالاتفاق بين دولتين مستقلتين ،وليس بين حزبين . ولا أريد تكرار ما تفضل به كل من جنوبي 67 ، والاخ / no one ، ولكن اود توضيح نقطة هي أن الحزب الاشتراكي ، قد فقد أهليته للقيام بدور تمثيل الجنوبيين بهذه المسألة ، لان الحزب اسقط عن نفسه هذه المسؤولية التاريخية ، بعد حرب 1994 . عندما انحرف بقرارته الى قضايا بعيدة عن كون الوضع في الجنوب هو وضعا إحتلاليا . وكان يجب عليه الاستمرار في ممارسة مسؤولياته من هذا المنطلق ، ولكنه تخلى عنها وأخذ يبحث عن فتافت الأمور مثل الانتخابات ، وقوانين لجان الانتخابات ، وغير ذلك ، والى اليوم لا زال يتحدث عن الوحدة وهي في حساب العدم .
الشىء الآخر ، في القانون الدولي ، كما هو معروف ان قرارات مجلس الأمن ليست ملزمة ، الا ما كان منها ضمن البند السابع الذي يشترط أن تكون المسألة المنظورة تشكل تهديدا للأمن والسلم الدولي .
ولذلك تبقى القرارات لها صفة الالزام الأدبي ليس إلا ، وكم من القرارات الدولية في العالم لم تنفذ ، ولم تتخذ بحق الدول المخالفة اي اجراء .
لكن ،، ليس الأمر هكذا ، لتضيع عنده الحقوق والأوطان ، يبقى هناك دور الدولة المعنية وشعبها المعني بالقرار والحق القانوني والتاريخي والواقعي لاستعادة حقه ، بل تستطيع هذه الدولة او الشعب تحريك الاوضاع الى الواجهة ولفت المجتمع الدولي الى قضيته ، وطرحها من جديد في المؤسسات الدولية .
هذه النقطة الاساسية في الوقت الحالي .
ولذلك المهمة العاجلة اليوم هي كيف يستطيع الجنوبيين صناعة هوية للحراك الثوري الجنوبي . يعترف به الداخل والخارج .
هذه هي المشكلة ، التي تحاصرنا في الحراك ، التي جعلت وضعنا في غير محل ثقة من الاطراف المحيطة .
الحراك اليوم يا أخوان لم يستطع انتزاع الشهادة الشرعية لولادته ووجوده ، بسبب حالة التشرذم والتفكك ، التي اضعفت وجوده وشخصيته ، ذلك جعل كل الاطراف الاقليمية والدولية تتجاهله بشكل واضح .
شكرا لبنت الشعيب ولكل المتداخلين .