عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-22, 02:41 PM   #1
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
Thumbs up ثقافة الحوار ... قضية للحوار .

اضحى اليوم منهج الحوار، ضرورة وطنية في ظل اوضاع تشابكت فيها المصالح وتزايدت احتياجات ومقتضيات الحراك الثوري الوطني ، اما بسبب ثورة المعلومات وثورة المفاهيم العصرية الحديثة ، أو بسبب ما تقتضيه المصالح الوطنية ، بحيث ان أي عمل باتجاه معاكس لذلك هو بمثابة الانغلاق داخل صندوق التخلف القاتل ،
وتتزايد أهمية الحوار العقلاني الذي يسعى لتجنب التفكك والفشل ، ويحاول توسيع آفاق التفاهم عبر التركيز على الجوانب الإيجابية المتحققة وتسليط الأضواء على أوجه المصالح الاستراتيجية المشتركة ، سواء بتفعيل آليات الحوار الداخلي بين أطياف النضال السياسي الوطني ، أومكونات المجتمع الواحد أو مع القوى الأخرى خارجية كانت او داخلية .
لذلك ، فإن القوى المسجونة في كهوف الماضي، أسيرة ثوابتها وأفكارها الجامدة والمتكلسة، تفقد الإحساس بما يجري من تغيير جذري في مفاهيم وقواعد وأصول إدارة الاختلافات ، تبقى تردد ذات المقولات، وتنتهج ذات الأساليب، حتى ما لم يعد منها صالحاً أو متوافقاً مع العصر. . هي قوى وعناصر تفتقد من الأساس الإحساس بالزمن، وترى الحياة تكراراً أبدياً ومستنسخا للماضي ، لتكون النتيجة أن تعيش عصراً غير العصر الذي يعيش فيه العالم كله من حولها، معتمدة على مفاهيم عفى عليها الدهر، ولم تعد تعبر إلا عن تاريخ مضى ولن يعود، لتكون النتيجة أن تفشل في التواصل والتفاهم مع الاخرين ، وتقودنا الى حالة مستمرة من التدهور وإشاعة التوترات ، وتتفاقم مشاكلها كلما سعت إلى حلها، ذلك لأنها تتحرك وفق مفاهيم لم يعد أحد يفهمها أو يرى الحياة وفقاً لها.
وبهذا ، يقع على عاتق النخب السياسية والنخب المثقفة الفاعلة استشعارالمسؤولية في اللحظة الراهنة من مسيرة الحراك الجنوبي ، حتى لا تتفلت الأمور الى مزالق يصعب معها ترميمها ، فتفشلوا وتذهب ريحكم .
من يرتقي الى مستوى الأهداف العظيمة ونبلها ، بالمبادرة الى ترجيح مصلحة قضية الوطن والعمل على تهيئة المناخات المناسبة لوحدة الصف الجنوبي ، واستنهاض الهمم للعب الدور المسؤول الذي يحقق طموحات الجيل الجنوبي حاضره ومستقبله .
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس