لندن، صنعاء - يو بي أي، ا ف ب - أعلن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، امس، بأن الجنوبيين ينوون استعادة دولة الجنوب، ولو تأتى ذلك عبر «النضال المسلح».
وصرح سالم البيض لقناة «عدن» الناطقة باسم «الحراك الجنوبي»، التي تبث من لندن، ان «شعب الجنوب انطلق على طريق «الاستقلال الثاني، وأن القضية الجنوبية بدأت تطرح نفسها خارجياً وهذا النضال سيؤتي ثماره طال الوقت أم قصر».
وكشف عن مراسلته الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بخصوص القضية الجنوبية، وقبوله «مساعدة الدول الأخرى بما فيها ايران، والتلويح بتسليح النضال (عسكرته) ان فرضت الظروف ذلك».
وتشهد المحافظات الجنوبية مواجهات شبه يومية منذ مارس 2006 بين الشرطة ومحتجين جنوبيين يدعون الى مايسمي بـ«فك الارتباط» بين الجنوب والشمال وعودة دولة الجنوب التي كانت موجودة الى ما قبل الوحدة اليمنية في العام 1990.
وطلب سالم البيض أن تكون الجامعة وغيرها حكَماً «لفك الارتباط» في شكل سلمي، وقال: «أتمنى أن تخرج جهات محايدة وتستفتي أبناء الجنوب في الشارع لتعرف بالضبط ماذا يريد». وتابع: «لدينا قرارات في مجلس الأمن والملف مفتوح ولم يغلق، وطالب «العقلاء من العرب» ودول الجوار ألا يغفلوا عن الحالة التي تصيب الجنوب.
وبخصوص ما تردد عن ان تنظيم «القاعدة» يسيطر على الجنوب، وانه أصبح ملاذاً آمناً لانصاره، اكد: «نريد أن نطمئن الجميع بأن الجنوب ليست أرضاً خصباً للقاعدة، ولدينا تجربة كافية لادارة الدولة في الجنوب وليس لدينا رغبة لفتح أي توترات للمنطقة».
وهاجم نائب الرئيس السابق، النظام الحالي، وقال انه يقود البلد الى الفشل و«ليس لدينا ثقة في التعامل معه»، مضيفاً انه «يعيش على الدجل».
وفي شأن الفيديرالية التي يطرحها البعض كمخرج لأزمة الجنوب، رد: «نريد فك الارتباط، وربما تأتي أجيال جديدة تقيم وحدة بناءً على دراسات وأبحاث، لكن الموجود حالياً ليس الوعاء المناسب للوحدة».
وكان الرئيس علي عبدالله صالح أعلن، اول من أمس، نيته اجراء تعديل دستوري من اجل اقامة نظام حكم محلي كامل الصلاحيات في اشارة الى القبول بنظام الفيديرالية في اليمن.
وأكد سالم البيض، «ان الجنوب لن يتراجع عن هدفه مهما كلف الثمن ومهما كانت الصعوبات والتضحيات وأعداد الشهداء». وقال ان «الاستعمار البريطاني كان من خلف البحار، والآن الاستعمار محلي متخلف يريد أن يجعل من الجنوب مزرعة له ويحوله الى غنيمة».
في سياق ثان، كشفت وزارة الدفاع اليمنية امس، عن قيام عناصر وصفتها بـ«التخريبية» بقطع كابل شبكة الألياف الضوئية للاتصالات الهاتفية ما تسبب في قطع الاتصالات في محافظتي أبين وعدن في جنوب اليمن.
ويأتي الاعلان عن قطع كابل الألياف الضوئية، اثر اتهامات وجهتها أحزاب المعارضة، ممثلة في «اللقاء المشترك»، الى السلطة باعتقال محمد العقلة، احد قيادي «الحراك الجنوبي»، الأربعاء.
وقطعت امس، مجموعة من أنصار ما يسمى «الحراك الجنوبي»، طريق قعطبة، التي تربط بين صنعاء وعدن، للمطالبة باطلاق القيادي العقلة.
ميدانيا، اعلن الجيش اليمني انه شنّ امس، هجوما سمح له بطرد المتمردين من منطقة جبلية في شمال اليمن، فيما نفى الحوثيون ذلك.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ «فرانس برس»، ان الجيش شن هجوما واسعا على محور الملاحيظ وان معارك طاحنة جرت استعاد خلالها سلسلة جبلية كان الحوثيون سيطروا عليها. واكدت اهمية هذا المحور الذي يطل على البحر الاحمر حيث كان الحوثيون يحاولون التوصل الى منفذ بحري في ميدي.
واضافت المصادر ان المعارك اوقعت 45 قتيلا في صفوف المتمردين، وجرحى بين الجنود من دون تحديد عددهم. وذكرت المصادر ان مواجهات دارت بين الجيش المدعوم من قبائل محلية ومتمردين في منطقة حرف سفيان.
ونفى الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام ان يكون الجيش شن هجوما على محور الملاحيظ. وقال ان «المواجهات تركزت في حرف سفيان ومحيط صعدة حيث تم تدمير دبابتين للجيش».
وتأتي المعارك غداة خطاب القاه الرئيس صالح وعد خلاله بتحقيق نصر في الايام المقبلة في المعارك مع المتمردين.
واضاف الناطق ان «الرئيس يقدم حقائق وهمية ليغطي على فشل ميداني». واوضح: «نقول له اننا من ابناء الشعب والتعامل بالحديد والنار لا يجدي. ندعوه للعودة الى الحوار لاننا نريد ان نعيش بسلام».
وتابع: «مطلبنا الاساسي وقف الحرب ومعالجة مخلفاتها: الدمار واطلاق سراح المعتقلين واعادة الموظفين الذين تم فصلهم».
واضاف: «كما نطالب بتنمية حقيقية في مناطقنا مثل المناطق الاخرى ومن دون تمييز ونطالب بالتعبير عن آرائنا
جريدة الراي
http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=161506